نظمت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي أولى جلسات «حوارات الابتكار الاجتماعي» للعام الجاري تحت شعار «تحديات اجتماعية.. آثار واقعية»، والتي جاءت بعنوان «أهمية الابتكار الاجتماعي»، وأقيمت عبر تقنية الاتصال المرئي (عن بُعد)، بهدف المساهمة في تعزيز الوعي بأهمية الابتكار الاجتماعي في حياة أفراد المجتمع، وجعلها منصة على مستوى المنطقة لمناقشة مختلف مواضيع الابتكار الاجتماعي من أجل الوصول إلى إيجاد مخرجات وحلول مبتكرة تسهم في مواجهة التحديات والقضايا الاجتماعية والتغلب عليها.

وحضر الحوار الأول الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع وعدد من المسؤولين من القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، مع وجود أكثر من 1700 مشارك يمثلون مختلف أفراد وجهات المجتمع في العديد من القطاعات الحكومية والخاصة.

واستضافت الجلسة الأولى المتحدث العالمي نوربيرت كونز المدير التنفيذي لشركة سوشال إمباكت، والذي يعتبر واحداً من أبرز روّاد الأعمال الاجتماعية حيث سلط الضوء على أهمية الابتكار الاجتماعي ومدى الحاجة إلى تطويره وأهمية تأثيرات الابتكارات الاجتماعية على القضايا المهمة في المجتمع والآليات الخاصة بقياسها.

وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع خلال كلمته الافتتاحية: «إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها ضعف كبير في الابتكار الاجتماعي، ناجم عن قلة الدعم بشكل عام، وضعف التمويل، والأطر التنظيمية الحالية، ونقص رأس المال البشري الماهر»، لذا ارتأينا ضرورة أن يكون لنا بصمة انجاز في مجال الابتكار الاجتماعي عبر تنظيم سلسلة من الحوارات الهادفة التي تحقق الاستدامة في المجتمع وتسهم بشكل ملموس في مواجهة التحديات والقضايا الاجتماعية المختلفة.

وأضاف معاليه، إن القيادة الرشيدة في دولتنا تقوم بدور مهم عبر دعم وتحفيز جهود الابتكار الاجتماعي على مستوى الدولة، من خلال رؤيتها الثاقبة والسبّاقة في تبني التقنيات والابتكارات الجديدة، خاصة أن الابتكار يعد المحرك الأساسي لتطور المجتمع، لذا فإن إمارة أبوظبي تواصل تجسيدها لأرقى مستويات الريادة في مجال الابتكار الاجتماعي بفضل إدراكها الراسخ بدورها الاستراتيجي في تطوير وتنمية المجتمع.

وأشار إلى أن دائرة تنمية المجتمع تسعى بدورها وتماشياً مع رؤيتها الاستراتيجية في تعزيز ثقافة الابتكار عبر توظيف الابتكار الاجتماعي نحو الارتقاء بجودة الخدمات في القطاع الاجتماعي وإرساء مجتمع متكامل ومتماسك في إمارة أبوظبي، ويتجلّى ذلك في إنشاء الدائرة «قطاع الرصد والابتكار» ليصبح مركزاً رائداً للابتكار الاجتماعي، والساعي إلى معالجة الظواهر المجتمعية عبر آليات ووسائل مختلفة تسهم في إيجاد مجتمع أكثر دمجاً ومساواة.

مشروعات

وتحدّث نوربيرت كونز بإسهاب عن اسهاماته في العديد من المشروعات الناجحة في مجال الابتكار الاجتماعي، وناقش أيضاً الآثار المختلفة للابتكارات التجارية مقارنة بالابتكارات الاجتماعية، بالإضافة إلى عرض نتائج الفروقات بين الاثنين، وكيفية ظهور الابتكارات في المجتمع، موضحاً أن رواد الأعمال في المجال الاجتماعي هم أشخاص يطورون وينفذون مناهج مبتكرة وفعالة خارج الصندوق لحل المشكلات الاجتماعية الملحة، فضلاً عن أنهم روّاد أعمال في المجال الاجتماعي ويتميزون بروحهم الريادية، والابداعية، والرغبة الحقيقية لديهم على المجازفة، والمثابرة على المُضي قُدماً نحو تغيير المجتمع للأفضل.

من جانبها قالت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الرصد والابتكار في الدائرة: «تعمل دائرة تنمية المجتمع على تعزيز نمو أفراد المجتمع اقتصادياً واجتماعياً من أجل بناء مجتمع متلاحم ومترابط، إذ تسعى من خلال تنظيم سلسلة (حوارات الابتكار الاجتماعي) إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية الابتكار الاجتماعي تجاه القضايا الاجتماعية وإيجاد الحلول المبتكرة لها».

وأضافت الهياس، إن تنظيم سلسلة من حوارات الابتكار الاجتماعي يتماشى مع تحقيق رؤية الدولة بأن تصبح رائدة في مجال الابتكار الاجتماعي، عبر استقطاب نخبة من روّاد الابتكار الاجتماعي في العالم وتقديم أساليب وطرق وفكر جديد من خلال إكساب المشاركين في الحوار فرصة للتفكير بطرق مختلفة تساعد على مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع.

وفي نهاية الجلسة الأولى، تم فتح باب الحوار والنقاش بين الحضور، حيث أجاب كونز على مختلف الأسئلة والاستفسارات، مؤكداً على أهمية الحاجة إلى تطوير الابتكار الاجتماعي وعلى كيفية استفادة إمارة أبوظبي من بناء مجتمع يُمكّن الأفراد إيجابياً من التقدم والازدهار والاستفادة من جميع إمكاناتهم.