أكد أكاديميون أن الإعلام مرآة للمجتمعات والدول ويلعب الدور الأبرز في إحداث التغيير في أنظمة البلدان وطريقة معيشة شعوبها، لافتين إلى أن دور الإعلام هو تحفيز الناس ودفعهم إلى التطور والتقدم، إذ إن الإعلام الحقيقي هو الإعلام النبيل الذي يوظف قوة تأثيره في المساهمة في نهضة مجتمعه وتنميته، وليس إعلاماً خارج مصلحة الناس وبعيداً عن مشكلاتهم ولا يتفاعل مع همومهم.



وأكد علي جابر عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، أنه ليس صحيحاً أن كل الأخبار التي تتصدر هي أخبار سيئة، وأن الأخبار الإيجابية عادة تدفن عميقاً داخل صفحات الصحف أو في آخر نشرات الأخبار.

وقال إن الإعلام الحقيقي هو الذي يلعب دوراً فاعلاً في المساهمة في إيجاد الحلول وليس مجرد رصد الأخطاء، إذ يعد الإعلام سيفاً يضرب به لإحقاق الحق وإيقاع العدل وتبيان الحقائق.

ومن ناحيتها سلطت الدكتورة غادة عبيدو أستاذ مساعد بكلية الإعلام بالجامعة الكندية في دبي، الضوء على دور الدراما الوطنية في ترسيخ الولاء والانتماء، كما أنها تمثل خط الدفاع الأول عن هوية الوطن، وترسخ الأحداث في أذهان الشباب وأبناء الوطن، مشيرة إلى أن للدراما أثراً كبيراً في عصر ثورة المعلومات وميديا كونها تقدم الفكرة بجاذبية تغري بالمشاهدة والمتابعة.



وأكدت عبيدو أن الدراما تعد قوة ناعمة توثق الحقائق وخيالات عامرة بالولاء للأوطان لا توثق الوقائع التاريخية فقط، بل تقدم صورة فنية عن الوطن، يمتزج فيها الواقع بالخيال الخصب، العامرة قلوب أصحابه بالولاء والانتماء للأوطان، لا الأفكار الهدامة، أو الجماعات الضالة المغرضة.



وتقول: لا شك أيضاً في أن العولمة ليست مجرد عملية اقتصادية وتكنولوجية، فالعالم المعولم يعني كذلك زيادة التفاعل بين الشعوب وحرية تداول المعلومات والترابط بين الثقافات، ويتمثل التحدي المحوري الذي يواجه العالم المعاصر بالقدرة على التواصل بغض النظر عن الاختلافات الثقافية، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام التي بإمكانها أن تضطلع بحق بمهمة الوسيط في حفز الوعي العالمي، وهذا ما تتبناه دولة الإمارات العربية إذ تتبنى سياسة الانفتاح العالمي وبالتالي فهي تسعى دائماً على مستوى الإعلام إلى طرح المضامين ذات الاهتمام الجماهيري وتغرس أفكاراً مهمة لدى الأجيال القادمة مثل قيم التسامح وأهمية الإبداع والتنوع الفكري، وعلى الصعيد الإقليمي والعالمي يسعى الإعلام الإماراتي إلى طرح وتوضيح رؤية الإمارات تجاه القضايا السياسية والاجتماعية المختلفة.



وأشارت إلى أن المجال الإعلامي ما زال بحاجة لمزيد من التطوير والتحسين حتى يستطيع مخاطبه الجماهير الخارجية وليست المحلية فقط، وأن يكون لديه القدرة التنافسية التي تجعله في مصاف الوسائل الإعلامية على مستوى العالم.



وأكد الدكتور محمد فراس النائب الإعلامي وأستاذ العلاقات الدولية بكلية المدينة الجامعية في عجمان أن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجاً استثنائياً للإعلام في زمن العولمة التكنولوجية، عبر تحقيق المعادلة الصعبة للتنوع الإعلامي الفريد من نوعه والانفتاح للآخر مع المحافظة على أدبيات الإعلام التي تجعل منه واجهة للحقيقة والحدث ومنبراً للقيم والفكر وجسراً للتواصل الثقافي والحضاري، وليجعل ذلك من الإمارات واحةً للإعلام المحلي والإقليمي والعالمي.



وأضاف إن هذه التوليفة الاستثنائية التي صاغتها دولة الإمارات أثمرت تكاملاً بين دور الإعلام الاستراتيجي في صوغ الفكر والقيم لتكوين وتوجيه الرأي العام من جهة، ودور الإعلام الوظيفي في نقل المعلومة والخبر والتثقيف والتسلية من جهة أخرى، عادّاً احتواء وتصويب أزمة رسالة الأيديولوجيا المشوهة المحفزة على الانغلاق والتطرف والعنف، إلى جانب تجنب الاستسلام التاريخي للإعلام أمام الدعاية والإعلان، شيئاً مقدساً لاستهدافه والوصول إليه خدمةً للإنسانية وإعلاءً للحضارة، وبذلك أضحى الإعلام الإماراتي بمقام الضوء المشع للبصمة الإماراتية على جدار الإنجاز الحضاري العالمي.



ثقافة



من جهته أكد الدكتور نصر الدين عبدالقادر عثمان أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة عجمان أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في دعم قيم المجتمع وترسيخها وخصوصاً أن ثقافة المجتمع الإماراتي وعاداته المليئة بالجوانب الإيجابية والتي أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والتي يجب غرسها وترسيخها في أذهان الشباب والأجيال المتتالية، كما يساهم الإعلام في زيادة الانفتاح الثقافي باعتبار الإمارات واحدة من الدول الأكثر انفتاحاً على العالم وخصوصاً في ما يتعلق بإقامة المعارض، ومنها معرض إكسبو على الأبواب، إضافة إلى الكثير من النشاطات والمشاركات الدولية التي تنتظم مناطق الدولة كافة.



وقال إن الإعلام الإماراتي يعد ركناً أساسياً في زيادة الانفتاح الحضاري والتواصل الثقافي والمجتمعي والدبلوماسية الرقمية والتي تدعو إلى استخدام القوة الناعمة، والتي تحتم على كل فرد مقيم في الإمارات مسؤولية التعريف بالعادات الإماراتية السمحة ونشرها والتعريف بها، إضافة إلى التعريف بالتراث الإماراتي الضاربة جذوره منذ القدم، حتى يرسموا صورة جيدة عن الدولة من خلال نقلهم تلك القيم الحميدة التي تأصلت في الإماراتيين، مبيناً أن الإعلام يربي ويعلم ويثقف ويوجه ويرشد، ما يزيد من مسؤولية السلطة الرابعة المنوط بها أن تعكس الصورة الحقيقية والمشرقة للدولة وفق الحرية التي كفلها لها الدستور.

وأوضح الدكتور نصر الدين أن صحفي اليوم مطالب بالإلمام بمختلف جوانب مهارات العمل الإعلامي، والتمكن الجيد من استخدام الأدوات المرتبطة بجودة الأداء الصحفي، وهو ما يفرض على معاهد التدريب الصحفي وكليات الإعلام ضرورة تهيئة إعلاميي المستقبل الإماراتيين، وتدريبهم وتمكينهم من مجاراة المحتوى الإعلامي للعصر المقبل المرتبط بتقنيات وتكوينات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، مع ضرورة زيادة النقاش العلمي والمهني عن التشريعات والأخلاقيات التي يجب اتباعها أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي لأنه ما زالت هناك عقبات وصعوبات تقنية قانونية تواجه هذه التكنولوجيا الحديثة.



حرية مضبوطة



من جهتها أكدت الدكتورة شيرين موسى أستاذ الإعلام المساعد بكلية الإعلام بجامعة عجمان أن الدولة كفلت الحرية الإعلامية لوسائل الإعلام كافة وفق الدستور وبمساحات واسعة، وهي حرية مضبوطة وليست عشوائية أو بلا حدود، وبينت أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في المجتمع يتمثل بإرسال الرسائل الوطنية الهادفة التي تعضد من اللحمة الوطنية وتبرز منجزات الوطن والصورة المشرقة التي يتمتع بها، كما يجب عليه التغطية الشاملة والوافية والدقيقة للأحداث محلياً وعربياً ودولياً، إذ برهن الإعلام الإماراتي بما لا يدعو للشك على أنه ينقل وبحرفية ومهنية عالية الأحداث كافة التي تشهدها الدولة بحرية مطلقة، كما أثبت جدارة في نقل المعلومات بكل شفافية واقتدار وبشكل واعٍ، فيوثق ما يحدث ويقدم مرجعية متوازنة للشباب حتى ينتهجوها.