تبرز الطالبة سمية الغساني، التي حصلت بامتياز على ماجستير إدارة الابتكار، باعتبارها أحد نماذج النجاح ممن صقلت الكلية موهبتها، وطورت قدراتها.

فتمكنت من تطويع الكتابة وإتقانها كمؤلفة روائية، ووثقت رواية «سِكَّتنا» الأحداث العالمية والمحلية التي رافقت الجائحة، متتبعة الخطوات التي نفذتها دولة الإمارات لاحتواء الأزمة، وتفاعل أفراد المجتمع، كما حملت الرواية العديد من الرسائل التي تدعو إلى النظر بإيجابية للتحديات.

عملت الغساني في بداياتها في المجال القانوني في وزارة العدل، تحت إدارة قضايا الدولة وقسم القضايا الشرعية بمحكمة الاستئناف، كما عملت في الإدارة القانونية والامتثال في مجموعة الغرير التجارية، وفي قسم البحوث والتطوير للمركز الدولي للزراعة الملحية التابع للأمم المتحدة.

فيما تعمل إدارية شاملة في قطاع المرور وترخيص المركبات، من خلال الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة الإمارات العامة للبترول «إمارات»، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، ومدربة للثقافة واللهجة الإماراتية للأجانب.

وتأتي مساهماتها وطموحاتها ثمرة لدراستها في الكلية، كما تبرز مفردات الابتكار ضمن نصوصها الروائية، كخطوة نحو تعزيز هذه الثقافة لدى جيل الشباب، مستخدمة مبادئ البحث العلمي وأساسيات تحليل المشكلات، وطرائق البحث عن الأدوات الابتكارية، والتي تدربت عليها في برنامج ماجستير إدارة الابتكار في تطوير شخصيات أعمالها الروائية، ومعالجة التحديات التي كانت تطرحها وتناقشها في أحداث رواياتها.

وفي حصاد لجهودها نجحت الغساني في أن تكون أول كاتبة تنقل تجربة المجتمع الإماراتي مع بداية تفشي جائحة «كوفيد 19»، من خلال روايتها الواقعية «سِكَّتنا» التي نشرت أول مرة إلكترونياً في يوليو 2020 على منصة أمازون في ذروة أزمة كورونا.

كما حملت الرواية العديد من الرسائل التي تدعو إلى النظر بإيجابية للتحديات، فيما حملت الخاتمة فكرة ريادية تتضمن اقتراح إنشاء منصة إلكترونية، تدعم المجتمع في تجاوز الأزمات، من خلال العودة إلى طرائق التواصل الاجتماعي القديمة.

رواية

وفي شهر مارس 2021 احتفلت سمية بنشر رواية أخرى بعنوان «خان العقول» عن دار أوستن ماكولي للنشر، والتي تجري أحداثها في دبي بين عامي 2017 و2023 وتبرز المرحلة الانتقالية المتوقعة لدبي نحو الثورة الصناعية الرابعة وتعزز أهمية الابتكار أداةً لحل القضايا الحالية والمستقبلية وتطرح فيها مجموعة من الأفكار التي يمكن أن تشكل لبنات لمشاريع ريادية.

ولم تتوقف جهود الغساني إذ تعكف على نشر رواية جديدة بعنوان «قلبي المختلف»، تتناول فيها أحداثاً تدور بين دبي ولندن، حول جدل أثير بخصوص ابتكار في المجال البحري، إذ تغوص الرواية في أساليب وطرائق التعامل مع الاختلافات الشخصية والثقافية، واستيعاب الأشخاص المختلفين.

وتعد الخريجة سمية الغساني نموذجاً واحداً من النماذج الساطعة، التي تخرجت في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ما يؤكد أهميتها منصة علمية، قادرة على إعداد الأجيال الجديدة ورفدهم بالقدرات والأدوات ليكونوا قادة الغد، الذين يساهمون في نهضة الدولة وازدهارها.

وتمثل كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أحد الصروح العلمية الرائدة في مجال البحوث العلمية، ومنصة للابتكار الحكومي التي أثبتتها إنجازات خريجيها، لتشيد بذلك جسراً نحو التفوق النوعي، الذي يتيح لهم فرصة المشاركة الفاعلة في دفع ودعم عجلة النمو بمشاريع نوعية وأفكار مبتكرة.

وتركز الكلية على دعم مسيرة التميز الحكومي في دولة الإمارات والوطن العربي، وبناء قادة المستقبل، وذلك من خلال منظومة متكاملة من البرامج التعليمية والتدريبية والبحوث والدراسات، والتي تستند إلى معايير عالمية، وتعتمد الجانب التطبيقي في إدارة الحكومة، بالتعاون مع مؤسسات محلية وعالمية.

وفي طريقها إلى تحقيق أهدافها تمكنت الكلية من تخريج آلاف الطلبة، إذ شهد الـ12 من سبتمبر الماضي حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حفل تخريج الدفعتين السابعة والثامنة، لعامي 2020 و2021 لطلبة الماجستير في الكلية، إذ قال في كلمته إن تقدم الدول لا يحدث مصادفة، وإنما بالعلم الصحيح والفهم والتفاني، وليس بالخطب الرنانة والوعود الحالمة.