يشكل «قطار الاتحاد» نقلة نوعية في منظومة نقل البضائع والركاب بدولة الإمارات بما يعزز تفوقها العالمي في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، إذ سيربط القطار إمارات الدولة السبع، كما سيربط الدولة بالمملكة العربية السعودية عبر مدينة «الغويفات» في الغرب والفجيرة في الساحل الشرقي، ليشكّل بذلك جزءاً حيوياً من شبكة التوريد الإقليمية، وحركة النقل التجارية على مستوى العالم.
وأكد خبراء اقتصاديون لـ«البيان»، أهمية الدور الحيوي لشبكات السكك الحديدية في دعم مسيرة التقدم التي يشهدها القطاع الصناعي، وبناء شبكات سلاسل إمداد مستدامة في دولة الإمارات بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي ودعم الشركات الصناعية في دولة الإمارات بشكل خاص، ودول مجلس التعاون الخليجي على نطاق أوسع، وأن البرنامج الوطني للسكك الحديدية يشكل أحد عوامل ترسيخ الرفاه المجتمعي في دولة الإمارات.
خطوة نوعية
اعتبر عبدالرحمن فلكناز الرئيس التنفيذي لمجموعة فلك القابضة بالإمارات والشرق الأوسط، مشروع قطار الاتحاد، الذي بدأت خطواته ترى النور، خطوة نوعية واثبة صوب المستقبل، ونقلة نوعية كبيرة إلى الأمام ليس لكونه يربط إمارات ومدن دولة الإمارات فقط بل لكونه سيسهم في إحداث قفزة نوعية إلى الأمام.
وأضاف: مشروع قطار الاتحاد سيكون بحق بداية انطلاق جديدة لدولة الاتحاد في مستهل الخمسين عاماً المقبلة، وهو مشروع كبير وضخم نفتخر به وهو سيسهم في مزيد من التنمية الاقتصادية لدولة الإمارات، وهو يرسخ مبادئ بأن الأولوية الوطنية والرؤية المستقبلة لنهج دولة الإمارات هي الاقتصاد والتنمية.
وأضاف فلكناز، مثل هذه المشاريع العملاقة ليست بجديدة على فكر ونهج القيادة الرشيدة لدولة الإمارات فهم دائماً يفكرون في المستقبل وفي الرقي بالوطن وأبنائه.
مشروع استثنائي
وقال وليد الزرعوني الخبير العقاري، رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال للوساطة العقارية»، إن مشروع قطار الاتحاد الاستثنائي يعد أكبر مشروعات البنية التحتية في دولة الإمارات، ويعكس التطور المتسارع الذي تشهده الدولة في كل المجالات.
وأضاف أن المشروع يعتبر عماداً أساسياً لتنافسية الاقتصاد الوطني ويأتي كمؤشر مهم لتطور الوطن وجاهزية بنيته التحتية، وسهولة تأسيس الأعمال والتبادل التجاري.
وأشار إلى أن الإمارات لا تدخر جهدا في تجهيز البنية التحتية على أحسن الإمكانيات العالمية وتوفر الدعم المالي للتوسع في كافة الخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين
بنية تحتية الأفضل عالمياً
قال محمد المطوع رئيس مجلس إدارة شركة الوليد الاستثمارية: إن مسار السكك الحديدية في الإمارات ضمن البرنامج الوطني الجديد يعد طريق الحرير الخليجي إذ يبدأ بربط الإمارات ثم الربط بدول الخليج، ثم الدول العربية في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن هذا البرنامج من أفضل البرامج الوطنية والمستهدف أن يربط الإمارات من أبوظبي إلى الفجيرة بالسكك الحديدية، يتبعها الوصول إلى الدول الخليجية المجاورة.
وأضاف المطوع، إن التوسع بالسكك الحديدية يدعم الخطط المستقبلية بالتمدد العمراني، ويعزز الإمارات أفضل الوجهات للعيش في العالم، مع تحسن مؤشرات البنية التحتية. وأفاد بأن البنية التحتية لدولة الإمارات من بين الأفضل عالمياً، وتحاول تطويرها باستمرار وفق أفضل المواصفات الدولية.
نهضة اقتصادية
وقال الخبير الاقتصادي علي الحمودي، إن إطلاق «البرنامج الوطني للسكك الحديدية» متضمناً «قطار الاتحاد»، يعد أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في الدولة، بما يعزز من مسيرة النهضة الاقتصادية الشاملة التي تشهدها الدولة وخاصة مع الانطلاق نحو مرحلة جديدة لاستشراف المستقبل في الخمسين عاماً المقبلة، مشيراً إلى أهمية قطاع النقل بوصفه «شريان الحياة» للدولة وخصوصاً أن السكك الحديدية تؤدي دوراً رئيساً في تكامل الأسواق وزيادة حجم التجارة.
وأشار الحمودي إلى أن أنظمة النقل بالسكك الحديدية تعد أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، فضلاً عن أن التكاليف الاجتماعية من ناحية الأضرار البيئية أو التدهور أقل بكثير مع الاعتماد على السكك الحديدية، مضيفاً إن «البرنامج الوطني للسكك الحديدية» سيعزز من ريادة الدولة على صعيد قطاع النقل والخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
تعزيز التنافسية
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي محمد كرم، إن شبكة السكك الحديدية واحد من أبرز المشاريع الاستراتيجية في دولة الإمارات، وأحد أكبر مشاريع البنية التحتية إذ إنها تربط المراكز الرئيسة للصناعة والإنتاج والمراكز السكانية بنقاط الاستيراد والتصدير، فضلاً عن دورها الأساسي في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي، مع خفض عدد الشاحنات ووسائل نقل الركاب.
وأضاف كرم إن «قطار الاتحاد» سيسهم في ربط المناطق الحيوية في الإمارات السبع عبر مسار بطول 1200 كم، بالإضافة إلى تطوير قطاع الخدمات اللوجستية والنقل في المنطقة، مشيراً إلى أهمية شبكات السكك الحديدية في خفض تكاليف سلاسل الإمداد، وتعزيز تنافسية وإنتاجية القطاع الصناعي، فضلاً عن الأثر البيئي مع خفض عدد الشاحنات والبصمة الكربونية وبالتالي الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
ريادة عالمية
وقال الخبير الاقتصادي الحسن بكر، كبير محللي الاقتصاد في شركة «إيڤست»، إن مشروع قطار الاتحاد يشكل خطوة ذات أهمية كبيرة في تطور البنية التحتية للدولة بما يعزز مكانة دولة الإمارات في الخريطة العالمية بحسبانها حلقة وصل في مجال النقل والخدمات اللوجستية العالمية، لافتاً إلى أن إطلاق «البرنامج الوطني للسكك الحديدية» سيكون ذا تأثيرات إيجابية ليس فقط في القطاع الصناعي وإنما سيمتد تأثيره إلى مختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة كما سيسهم في خلق فرص عمل جديدة.
وأضاف بكر إنه في ظل المسافات الكبيرة التي يغطيها قطار الاتحاد إذ سيربط بين 11 مدينة ومنطقة في الدولة، فضلاً عن ربطه العديد من المناطق الصناعية بالمعابر الحدودية والموانئ، سيسهم في زيادة إقبال العديد من الشركات الصناعية العالمية على تحويل أعمالها إلى المناطق الصناعية في الدولة وبالتالي تتعزز قوة هذه المناطق الصناعية في ظل سهولة النقل وانخفاض التكاليف ما يسهم في زيادة الإنتاج بشكل كبير.
روح الإمارات
وقال عمران فاروق، الرئيس التنفيذي لمجموعة سمانا في دبي: سيكون قطار الاتحاد بين المدن في دولة الإمارات العربية المتحدة مسرعاً آخر لاقتصاد الدولة. إنه معلم جديد لتسريع النقل العام والاتصال لأنه يربط 11 مدينة ومنطقة رئيسة في جميع أنحاء الإمارات، وسوف يدعم الاقتصاد في كل جوانبه، ويضيف إلى الإنجازات البارزة الأخرى، إضافة إلى أن مرفق النقل الجديد سيقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 70 %، ما سيساعد على خلق بيئة أكثر صحة كجزء من مبادرة مؤتمر عالمي للمناخ (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات في عام 2023، كما أن شركة الاتحاد للقطارات تمثل روح دولة الإمارات في الخمسين الثانية.