استقبل مركز الدعم الاجتماعي في الشارقة التابع للقيادة العامة لشرطة الشارقة خلال العامين الماضيين 2043 شكوى، عقدت لها 5 آلاف و321 جلسة، كما حل 482 قضية زوجية في 2021 ودياً بنسبة 40 % من عدد البلاغات الواردة إليه في ذات العام، إضافة إلى التعامل مع 133 قضية ابتزاز الكتروني بسرية تامة، حيث يتعامل مع تلك القضايا 20 أخصائياً في مجال علم النفس وعلم الاجتماع، كما يستقبل كافة فئات المجتمع ذكوراً وإناثاً.

ويعمل المركز والذي أنشئ في العام 2006 على تعزيز الأمن والأمان و التلاحم الأسري بين أفراد المجتمع الإماراتي ونشر التوعية ومعالجة المشكلات الأسرية، إضافة إلى حل القضايا التي ترد إليه ودياً بصورة سرية قبل وصولها إلى المحاكم.

بلاغات

وأكدت المقدم دكتور رقية جاسم المازمي مدير مركز الدعم الاجتماعي بالقيادة العامة لشرطة الشارقة أن أبرز البلاغات التي يتلقاها المركز، هي بلاغات العنف الأسري نحو الفئات الضعيفة من النساء والأطفال وكبار السن والخلافات الأسرية التي يفتح فيها بلاغ في مراكز الشرطة وبلاغات الانحراف السلوكية، وأبرزها الابتزاز والتغيب عن المنزل، إضافة إلى الحالات التي تتطلب الدعم الطبي والمادي والمأوى، إضافة إلى بلاغات العنف الطلابي التي توضع لها برامج علاجية وقائية لها مع الشركاء، إضافة إلى خلافات الزوجين والجيران، لافتة إلى أن نسبة الخلافات الأسرية التي تم حلها ودياً في 2020 بلغت 62.8 %، وفي العام 2021 بلغت نسبة حلها 68.2 % بمعدل ارتفاع بلغ 6 % على العام السابق.

5 خدمات

واستطردت: يعمل المركز على تحقيق الهدف الاستراتيجي لوزارة الداخلية المتمثل تعزيز إسعاد المتعاملين بالخدمات المقدمة من خلا 5 خدمات، أبرزها خدمة المناوبة على الهاتف المتحرك على مدار الساعة وخدمة البريد الالكتروني وتعمل 24 ساعة والخدمات الذكية، وهي خدمة بلاغات العنف والإساءة الأسرية وخدمة الاستشارات الاجتماعية والنفسية، وإجراء مقابلات خلال الفترة المسائية للحالات التي يتعذر حضورها خلال الدوام بالتعاون مع دائرة شئون الضواحي والقرى، إضافة إلى تسهيل تقديم خدمات المركز للمتعاملين لسرعة الاستجابة بالتعاون مع دائرة الخدمات الاجتماعية، كما يستقبل المركز المتعاملين من السابعة والنصف صباحاً وحتى الثالثة والنصف مساء.

ضحايا

وبينت مدير مركز الدعم الاجتماعي أن المركز الذي أنشأ في 2006 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة ،يعمل على معالجة المشكلات الأسرية والمجتمعية والتعامل مع البلاغات التي ترد من الجهات المختصة وحلها ودياً، ووقاية المجتمع من خلال التوعية الدورية بالظواهر السلبية، وتنمية وتعميق قنوات الاتصال والتواصل ما بين الشرطة والمجتمع، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا العنف والجرائم من كافة الفئات وحمايتهم من الإساءة، والتنسيق مع الجهات والمؤسسات الخدمية والخيرية لتقديم المساعدات المادية والطبية للحالات التي تستدعي ذلك، والمساعدة في إيواء الحالات الطارئة، لافتة إلى أن ذلك يتم وفق محاور، أبرزها محور الحماية والمعالجة ومحور الوقاية من خلال برامج توعية لأفراد المجتمع ومحور التدريب التخصصي الذي يركز على تطوير مهارات العاملين وتأهيلهم بشكل مستمر وإكسابهم الخبرات، حيث يعمل بالمركز 20 أخصائياً نفسياً وفي علم الاجتماع، إضافة إلى محور الابتكار.

تحديات 

وقالت المازمي: إن من أبرز التحديات التي تم مواجهتها هي جائحة كورونا، حيث تم تطبيق نظام الدراسة عن بعد لكافة مدارس الإمارة، ما شكل هاجساً لأولياء الأمور والطلبة، خصوصاً عند بداية التطبيق، فعمل المركز على التواصل والمتابعة من خلال التواصل مع ادارات المدارس وأولياء الأمور لتذليل الصعاب والعقبات لضمان استمرارية العملية التعليمية لبعض الأسر التي تواجه مشكلات في تطبيق النظام وتقديم أجهزة لوحية وخلافه للطلبة، مبينة أنه تم خلال الجائحة بث رسائل التوعية للطلبة والأسر وعقد عدد من الورش (عن بعد) بالتعاون مع مجلس أولياء الأمور وادارة الشرطة المجتمعية وهيئة الشارقة للتعليم، وذلك بهدف نشر الثقافة الأمنية المجتمعية. 

وأضافت أن هناك الكثير من المبادرات والبرامج التي اطلقها المركز، منها مبادرة الضواحي، وإطلاق الخدمات الذكية لتقديم الاستشارات الالكترونية من خلال كادر متخصص، ومبادرة ( فرصة ) لعمل دراسات حالة لبعض الحالات السلوكية والاجتماعية، وتقديم الدعم النفسي للمخالطين والمصابين عند بداية الجائحة بلغات مختلفة ودعم المعاقين، وخلافها من المبادرات. 

مبادئ

تعتبر السرية من أهم المبادئ التي يركز عليها العمل الاجتماعي والنفسي بالمركز، وذلك من خلال توفير غرف خاصة للحالات وتأثيثها بطريقة توحي بالاطمئنان والراحة وتحفظ كافة بيانات الحالات من خلال برامج الكترونية لضمان سرية البيانات الشخصية للحالات، كما أن الموظفين تم إعدادهم بطريقة تمكنهم من التعامل مع الحالات والحفاظ على السرية أثناء التعامل مع الحالة، الأمر الذي أكسب المركز الثقة من قبل الجمهور في عدم التردد عليه وتلقي الخدمات المقدمة فيه بكل أريحية.