أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن مشاركة دولة الإمارات في إكسبو فلورياد 2022 في هولندا تمثل محطة مهمة تستعرض عبرها مسيرتها في تبني مفاهيم وممارسات الاستدامة والتكيف مع طبيعة صحراوية ذات مناخ قاسي وموارد مائية قليلة والتحول إلى نموذج عالمي في جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي والتطور والنمو وتحقيق الاستدامة.

وأشارت إلى أن اختيار تحدي الأمن الغذائي كأحد المواضيع الرئيسية التي سيستعرضها جناح دولة الإمارات يؤكد على مدى الأولوية الاستراتيجية التي يحظى بها تعزيز أمن الغذاء على المستويين المحلي والعالمي، خصوصًا في ظل ما يشهده المجتمع الدولي من تحديات كبيرة تؤثر على الغذاء وسلاسل التوريد.

وأضافت معاليها: "استطاع أسلافنا وأباؤنا المؤسسون التعامل مع هذه البيئة الصحراوية الصعبة عبر تبني ممارسات الاستدامة في الاستفادة من موارد الطبيعة، ليضمنوا حياة جيدة لهم ومستقبل أفضل لنا، وبدورنا وبفضل الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة نعمل على تعزيز أمننا الغذائي لضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، عبر منظومة متكاملة من الإجراءات نراعي فيها جيداً طبيعتنا الجغرافية، ونركز على تعزيز ممارسات الاستدامة في إنتاج واستهلاك الغذاء، وتعزيز الاستثمار في نظم الزراعات الحديثة والتوسع في توظيف التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي، وضمان استمرارية واستدامة سلاسل الإمداد".

من جانبه قال سعادة جمال جامع المشرخ سفير الدولة لدى المملكة الهولندية والمفوض العام لجناح الدولة: " إن قصة دولة الإمارات هي قصة طموح وعزيمة غرسها الآباء المؤسسون وتسير القيادة على ذات النهج، ويشرفنا استضافة جناحنا الأول في إكسبو فلورياد 2022، فجهود الاستدامة المستقبلية هي جوهر تطلعاتنا المستقبلية على الصعيدين المحلي والعالمي." وأضاف : "يقدم معرض "مدن المياه المالحة" ضمن جناح الدولة تصوراً حقيقياً عن كيفية تعايشنا مع بيئتنا من خلال إنشاء أنظمة الزراعة الملحية الدائرية، وذلك لتشجيع الابتكارات الجديدة التي تعالج قضايا الأمن الغذائي والمائي وجعل مدننا أكثر استدامة ومرونة. ونأمل من خلال مشاركة قصص المبتكرين والنباتات في دولة الإمارات أن نساهم بحلول تمكننا جميعاً من بناء غد أفضل للأجيال القادمة. كما أننا فخورون بتقديم أساليب تظهر جهودنا في تنمية مدن أكثر اخضراراً، ونتطلع إلى تطوير علاقات أعمق مع المشاركين في إكسبو فلورياد، وأن نستلهم منهم الأفكار الخلاقة التي من شأنها أن تساهم في ابتكار حلول للتحديات البيئية التي تواجهنا".

ويستعرض جناح الدولة في "إكسبو فلورياد 2022" في هولندا الذي يقام تحت عنوان "مدن المياه المالحة: حيث تلتقي الأرض بالبحر" جهود الدولة في التغلب على التحديات الطبيعية، وكيف تغلب شعب الإمارات على تحديات العيش بين بيئة صحراوية وبحرية حتى أصبحت مدن الإمارات مدنًا مزدهرة ومستدامة.

وكان سعادة جمال المشرخ قد افتتح رسمياً الجناح الذي يستقبل الزوار حتى 9 أكتوبر 2022 ويحتضن معرض "مدن المياه المالحة"، ويعكس البيئة الطبيعية للإمارات ويحتفي بالمبتكرين في الدولة من الباحثين ورواد الأعمال الذين يستكشفون باستمرار طرقاً جديدة للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، وتشجيع الاستخدام المسؤول للغذاء والمياه، وتبادل المعرفة حول الابتكارات، والجهود المبذولة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.

و يستقبل جناح الدولة الزوار بحديقة المياه الملحية التي استلهمت تصميمها من نظام الزراعة الملحية في الإمارات. ويقدم المعرض نبذة عن النباتات الملحية التي تزدهر في بيئة الدولة مثل: الخريزة /الساليكورنيا/، والكينوا، وأشجار القرم /المانغروف/، والطحالب الدقيقة والأعشاب البحرية. كما يسلط المعرض الضوء على المبتكرين، والباحثين والعلماء في الدولة الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على التنوع البيولوجي وتطوير حلول مستدامة لتحديات الأمن الغذائي، المياه والبيئة.

حضر حفل الافتتاح عمدة مدينة ألمير وممثلون عن الحكومة الهولندية ومن معرض فلورياد والمبدعون الذين ساهموا في جناح الدولة بالمعرض، بما في ذلك شركة تيلارت الهولندية التي عملت على تصميم الجناح بالشراكة مع شركة براغما المعمارية في دولة الإمارات والمسؤولة عن تصميم حديقة المياه المالحة، إضافة إلى ممثلين عن شركة أيوكتوال الهولندية التي تصمم قطعًا ومجسمات داخلية دائرية وأنظمة معمارية متخصصة وتستخدم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد المبتكرة وإعادة تدوير واستخدام المواد.

وقالت مايا جارو، مديرة قسم الإستراتيجية في شركة تيلارت: " إن المبتكرين والأكاديميين في دولة الامارات الذين يبحثون في الطبيعة عن إجابات للتحديات العالمية هم مصدر للإلهام لنا، ونحن في شركة تيلارت سعيدون بمساهمتنا مع أصدقائنا من دولة الإمارات في تصميم الجناح. ونأمل أن يشعر الزوار أنهم انتقلوا إلى بيئة دولة الإمارات أثناء زيارتهم لإكسبو فلورياد، حيث يعيشون فعلاً في بيئة فريدة ساحرة تلتقي فيها الصحراء بالبحر".