أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أنه يتوجب على الجميع مواصلة استكشاف المزيد من الطرق لتخطيط مواردنا الطبيعية وحمايتها وإدارتها واستخدامها.
جاء ذلك في كلمة لمعاليه في ختام جولة الحكيم العالمي و الناشط في مجال البيئة سادغورو في دولة الإمارات ضمن "تحرك الكوكب الواعي: إنقاذ التربة" والتي توجت بفعالية عامة للجمهور نظمتها حركة "كوكبٌ واعٍ" و وزارة التغير المناخي والبيئة بمركز دبي التجاري العالمي، بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على التربة واستقطبت مشاركة 10 آلاف شخص، ونخبة من الضيوف رفيعي المستوى.
وقال معاليه الذي حل ضيف شرف بالفعالية : " يذكرني ما نرصده من خطر تآكل التربة المنتشر حول العالم و رغبتنا في فهم ما نراه بأبرز مناصري البيئة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه و نهجه الذي أرساه في دولتنا للعمل البيئي بشكل عام، وبعد وفاته رحمه الله تواصل اهتمام دولتنا بالبيئة ونجحت الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، في إطلاق كثير من المبادرات والمؤسسات البيئية".
و أضاف معاليه : " في إطار تلك الروح المحبة للطبيعة، يجب علينا جميعاً مواصلة استكشاف المزيد من الطرق لتخطيط مواردنا الطبيعية وحمايتها وإدارتها واستخدامها.. أؤمن بوجود صلة قوية بين قيمنا الروحية وكيفية عنايتنا بالبيئة إذ تؤسس قيمنا الروحية لالتزامنا الأخلاقي بتهيئة الظروف التي تسمح لجميع الأفراد في جميع الدول بتحسين مستويات المعيشة دون التصرف بطريقة تترك الأجيال المستقبلية عرضة للعيش والعمل في بيئة قاحلة" .
من جانبها قالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة إن التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات لتعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة وضعت الحفاظ على التربة ومكافحة تدهورها ركيزة رئيسة لجهودها و تم العمل في هذا الشأن على تطوير العديد من الاستراتيجيات والسياسات التي لا تهدف فقط إلى تعزيز الأمن الغذائي بل و تنفيذ أنظمة إدارة مستدامة للتربة، ومنها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، واستراتيجية مكافحة التصحر، والسياسة العامة للبيئة في دولة الإمارات.. في حين دعمت الدولة مؤخراً مخرجات دورة مؤتمر دول الأطراف - COP26 - والتي اعتبرت التربة مكوناً حيوياً لنظم الزراعة المستدامة" .
وأضافت إن " قدرتنا على حماية بيئتنا وتعزيز أمننا الغذائي ترتبط بمدى مشاركة جميع مكونات المجتمع في هذا العمل، لذا يجب أن نتشارك جميعاً وننقل سلوكياتنا وممارساتنا المستدامة مع التربة إلى الأجيال الجديدة، لنضمن مستقبال مستداما لأمن الغذاء".
من جهته قال سادغورو في محاضرة له : " كل فرد فينا ساهم بعمدٍ أو عن غير عمدٍ في الإضرار بالبيئة والتربة، لذا فإن سبيلنا الوحيد لاستعادة صحة التربة و الكوكب ككل أن نكون جميعاً جزءًا أصيلًا من الحل عبر المشاركة وتعزيز تعاوننا وجهودنا، الأمر هنا لا يرتبط بنفقات كبيرة أو تقنيات حديثة بقدر ما يرتبط بتحديدنا لاتجاه صحيح وفعال للالتزام وبتبنّي ممارسات مستدامة لنجدد معاً تربة عالمنا".
كان سادغورو قد زار خلال تواجده في الإمارات العديد من المواقع ذات الأهمية ضمن جهود الحفاظ على التربة منها منتزه القرم في منطقة الجبيل في أبوظبي، ومزرعة الإمارات الحيوية و وقع مذكرة تفاهم بين المركز الدولي للزراعة الملحية و مؤسسة "كوكبٌ واعٍ" للتعاون في حماية التربة ومكافحة تدهورها في دولة الإمارات.
يذكر أن "رحلة إنقاذ التربة" للحكيم سادغورو تمتد على مدار 100 يوم وتبدأ من لندن وصولاً للطرف الجنوبي من الهند، مروراً بدولة الإمارات، يقطع خلالها مسافة 30 ألف كيلومتر على دراجته النارية ويمر في 27 دولة، بهدف رفع الوعي العام وتحفيز جهود معالجة أزمة تدهور التربة.
جدير بالذكر أن " سادغورو " أختير كواحد من أكثر 50 شخصاً تأثيراً في الهند نظراً لكونه صوتاً مهما في العديد من المنتديات العالمية التي تتناول القضايا الاجتماعية والاقتصادية وأطلق العديد من المشاريع بعيدة المدى التي تركز على التوعية المجتمعية والتعليم والبيئة، ويطمح عبر عمله إلى تزويد الناس بوسائل للتغلب على الفقر وتحسين نوعية الحياة ودفع وتيرة التنمية المجتمعية المستدامة.
و تسعى حركة "كوكب واعٍ" لرفع الوعي البشريّ بأهمية حماية التربة والكوكب، والسعي لانخراط 3.5 مليار شخص بهذه المواضيع وتهدف إلى حث الحكومات ودعمها في اقتراح وصياغة سياسات تتعلق بصحة التربة وجعل الأنشطة الزراعية أكثر رفقا بالتربة وإيقاف تدهورها وعكس اتجاهه نحو التحسن على الصعيد العالمي والتوصية الأساسية لحركة "أنقذوا التربة" هي أن تقوم الحكومات في أنحاء العالم بتشريع سياسات تفرض رفع المحتوى العضوي للتربة والحفاظ على نسبة ما بين 3-6 في المائة كحدّ أدنى.
وتتمتع الحركة بعلاقات متينة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، و"اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر"، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في الهند، والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة "UCN" و تحظى بدعم "برنامج الأمم المتحدة للبيئة"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.