أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دروس المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، لم تغادر حياتنا وأذهاننا، مشيراً سموه إلى أن العظماء لا يغادرون المجد ولا يغادرهم.

وقال سموه في تغريدة على حسابه في «تويتر»: بمناسبة الذكرى الـ32 لرحيل الشيخ راشد بن سعيد: «قبل 32 عاماً غادرنا والدي ووالد دبي الشيخ راشد بن سعيد.. بصماته لم تغادر حياتنا، ومشاريعه لم تغادر شوارعنا، ودروسه لم تغادر أذهاننا.. هكذا العظماء لا يغادرون المجد ولا يغادرهم، رحم الله باني دبي ومهندسها ووالد شعبها».

وأرفق سموه التغريدة بمقطع فيديو جاء فيه: إن دروس راشد بن سعيد لا تنتهي، كان مدرساً ومعلماً وحاكماً، وكان أباً للجميع، وكان أحرص الناس على سمعة دبي، تعلمت من راشد أن القائد هو الأكثر نشاطاً والأقدر على تنفيذ المشاريع بكل كفاءة.. تعلمت منه أن كل درهم في دبي له قيمة كبرى ولا يتم صرفه إلا في مكانه الصحيح.. إن أحد أسرار تفوق دبي هي القيم التي أرساها الشيخ راشد هي منظومة الحكم، الحكم الصالح في صلاح البلاد والعباد.

التغير والبناء

وضع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، دبي على خريطة العالم التنافسية في المجالات التنموية كافة، وقاد حركة التغيير والبناء في إمارة دبي، وكان محركاً أساسياً لدفع عجلة التنمية في دبي، وركيزة في انطلاق الإمارة نحو العالمية، من خلال قيادة استثنائية ورؤية استشرفت نهضة إمارة دبي وحملت مشاعل تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسهمت في بناء مسيرتها التنموية، فكان، رحمه الله، أحد رواد الاتحاد، وتأسيس حاضرها ومستقبلها.

وأهم ما يميز شخصية الشيخ راشد بن سعيد الحنكة والقيادة الاستثنائية في مجمل الأحداث وقراءة المستقبل، وقد حرص على بناء الإنسان، والاستثمار في أبناء الوطن، وترك بصمة جلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارات، وأصبحت مدرسة الشيخ راشد بن سعيد في القيادة نموذجاً يحتذى في الإدارة، ومنارة تنهل منها الأجيال مبادئ التميز والتطوير والتغير.

فأنار طريق نجاح المسيرة التنموية في إمارة دبي، ونهل منها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فنون الإدارة والقيادة والنهج القائم على الحيوية والإيجابية والإنتاجية، ووضع الأهداف الطموحة وتوفير جميع الإمكانات والعمل بدأب على تحقيقها.

وترك الشيخ راشد بن سعيد إنجازات خالدة تشهد على بصـيرته النافذة ورؤيته الثاقبة، وبصمة كبيرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دولة الإمارات، وأجمع أبناء الوطن على محبته والالتفاف حوله قيادته، وحرص على فتح جميع الحواجز بين أبناء شعبه، ما جعله شخصية يحترمها الجميع.

علامة فارقة

وسيبقى الشيخ راشد من العلامات الفارقة في التاريخ العربي القيادي الحديث، وخالداً في وجدان أبناء الإمارات، وسيظل اسماً حاضراً في تاريخ دولة الإمارات، وبخاصة إمارة دبي التي وضع حجر أساس تجربة اقتصادية فريدة من نوعها في العالم فيها، وجعلها رائدة في كل مجال عمراني وتنموي، والمكان الذي يألفه الجميع من مختلف بقاع العالم، وهذا ما نلمسه اليوم، حيث الجميع يقصدون دبي ويحبون زيارتها من شتى أرجاء المعمورة، حيث إن التجربة القيادية للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد، الشريك الفاعل في تأسيس الاتحاد، تستدعي الوقوف طويلاً على مراحل نشأته بكل ملامحه وتفاصيل شخصيته، التي طبعت تاريخ المنطقة بطابعها الخاص.