ببرها وبحرها وسمائها، تستقطب دولة الإمارات بمناطقها المتنوعة الزائرين المحليين والسياح من خارج الدولة، للاستمتاع بدرجات الحرارة المعتدلة وسط طبيعتها الخلابة والتعرف على أبرز معالمها التراثية والتاريخية، والاستفادة من قائمة الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الثقافية والترفيهية، لتتحول أرض أسعد شعب إلى وجهة سياحية مفضّلة، ذات هوية وطنية موحدة.
وتعد جبال الإمارات عامل جذب أساسي للسياح والزائرين ومحبي المغامرات في الطبيعة، حيث تضم الدولة سلسلة من الجبال الطبيعية الصخرية منها والترابية والصحراوية، لتشكل عنصراً سياحياً بارزاً لمحبي صعود القمم والمغامرة والأمل، واستكشاف الطبيعة وخباياها من زوايا مختلفة، خاصة وأن الجبال تشكل نسبة 2.6 % من مساحة دولة الإمارات، وتمتد على مسافة 155 كيلومتراً من بحر عُمان شرقاً إلى الخليج العربي غرباً.
وتعتبر السياحة الجبلية في قلب "أجمل شتاء في العالم"، الحملة الوطنية الشاملة، والتي تكتسب بنسختها الثالثة لهذا العام أهمية خاصة انطلاقاً من شعارها "موروثنا" وما يحمله من دلالات تبرز مقومات وغنى الموروث الإماراتي العريق والهوية الوطنية الموحدة، والقيم الأصيلة التي تتوارثها الأجيال بكل فخر واعتزاز.
تمتلك جبال الإمارات تنوعاً كبيراً في الحياة البرية وأنواع الأشجار والصخور وأشكال الأودية والممرات والكهوف ودرجات الانحدار والتداخل مع البحر، ما يمنحها جاذبية خاصة لعشاق المغامرات، والباحثين عن استراحة فوق القمم التي تحتضن بعضها المنتجعات وأماكن الترفيه والبنية التحتية الراقية.
- جبل جيس .. قمة فوق السحاب.
جبل جيس هو أعلى جبل في دولة الإمارات، وبارتفاعه البالغ 1934 متراً فوق سطح البحر، يعانق بقممه الشاهقة السحاب، ويمنح زواره إطلالة فريدة مقدّماً لهم ملاذاً مليئا بالحماس والتشويق لعشّاق المغامرات في الهواء الطلق والرحلات الاستكشافية بين أحضان الطبيعة، بعيداً عن ضجيج المدينة وضغوط الحياة.
يعتبر جبل جيس، وجهة سياحية رئيسة في إمارة رأس الخيمة، ويستقطب آلاف الزائرين من داخل دولة الإمارات وخارجها، لاعتدال درجات الحرارة على قممه على مدار السنة، كما أنه يتمتع بمرافق سياحية فريدة، أبرزها "جيس أدفينتشر بارك"، و"جيس فلايت" وهو أطول مسار انزلاقي في العالم بـ 2.83 كيلومتر، وعلى ارتفاع 1680 متراً فوق سطح البحر، إضافة إلى منتجعات وفنادق ومطاعم على ارتفاعات شاهقة.
- جبل حفيت .. متحف طبيعي.
يعتبر جبل حفيت من أهم المواقع السياحية في منطقة العين، فهو أعلى قمة جبلية في إمارة أبوظبي بارتفاع 1249 متراً، ويضم آثاراً ترجع إلى 5000 عام.
وتعد الرحلة إلى قمة الجبل الشاهقة، تجربة لا تنسى صعوداً على طريق عصري وسط الصدوع الجبلية والمناظر التي تحبس الأنفاس وصولاً إلى القمة والتمتع بإطلالة بانورامية على حديقة جبل حفيت ومدينة العين المفعمة بالخضرة وبساتين النخيل.
- جبال حتا.. حكاية الماء العذب.
تتمتع جبال منطقة حتا في إمارة دبي، بجمال خاص، فهي تضم كنوزاً طبيعية أخاذة، وقمماً شاهقة أعلاها قمة جبل أم النسور على ارتفاع 1300 متر.
وتضم جبال حتا منتجعات عصرية وأماكن ترفيه، ويتمتع سد حتا بشهرة كبيرة في الإمارات ويستقطب أعداداً كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء الدولة، حيث يجتذب محبي الرياضات المائية مثل ركوب الدراجات المائية وقوارب "الكاياك".
- جبال مصفوت.
تتميز منطقة مصفوت في إمارة عجمان، بمكانة خاصة في السياحة الداخلية، فهي تمتلك إضافة إلى الأراضي الخصبة والمساحات الخضراء، جبالاً شاهقة تمنح زوارها الهدوء وسط درجات حرارة معتدلة.
وتتمتع منطقة مصفوت بمنحدرات صخرية تجتذب عشاق الرياضة ومحبي استكشاف الأودية والمسالك الطبيعية الوعرة، في جبال دفتا وليشن والجبل الأبيض.
- جبال مسافي .. سحر المدرجات الخضراء.
تحظى منطقة مسافي في الفجيرة بإقبال لافت من السياح لتنوع تضاريسها الجبلية، ما جعل منها وجهة رئيسية لمحبي الطبيعة وهواة المغامرة. وتشكل الجبال الجزء الأكبر من مساحة مسافي، وتتمتع المنطقة بمناخ معتدل على مدار العام، وتكتسب سحراً خاصاً خلال فصل الشتاء.
وتعد الجبال في منطقة مسافي متحفاً طبيعياً نظراً لما تحتويه من أنواع مختلفة من المكونات الجيولوجية، وتكثر العيون والأفلاج في مسافي، وتبدو المدرجات الخضراء على سفوح جبالها أشبه بلوحة بديعة.
وتشكل حملة "أجمل شتاء في العالم" فرصة مثالية للإضاءة على التنوع البيئي والجغرافي الذي تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعتبر سلاسل الجبال في دولة الإمارات جواهر طبيعية توفر للسياح ملاذاً استثنائياً للابتعاد عن ضجيج المدن وزحمة الحياة، والاستمتاع بلوحة متكاملة صنعتها الطبيعة على مر السنوات لتصبح اليوم معلماً أثرياً وطبيعياً، ووجهةً شامخة للترفيه والراحة والاسترخاء، والتقاط آلاف الصور والفيديوهات التي توثق رحلة ممتعة بين أحضان الطبيعة.