بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، مع بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، العلاقات الأخوية بين البلدين، وسبل دفع التعاون والعمل المشترك البناء، الذي يسهم في تحقيق مصالحهما المتبادلة، بجانب عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.

ورحب سموه ــ في بداية جلسة المحادثات التي جرت في قصر الوطن ــ بالرئيس بشار الأسد، والوفد المرافق في بلده الثاني دولة الإمارات.

وقال سموه: «إن أشقاءكم في دولة الإمارات، يقفون معكم قلباً وقالباً، وإن غياب سوريا عن أشقائها قد طال، وحان الوقت إلى عودتها إليهم، وإلى محيطها العربي».

وشدد سموه على ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم، وأعرب سموه عن دعم دولة الإمارات للحوار بين سوريا وتركيا، لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين.

وأعرب سموه عن خالص تعازيه إلى الأسد والشعب السوري الشقيق، في ضحايا الزلزال الذي شهدته سوريا، مؤكداً ثقته بقدرة سوريا وهمة أهلها على تجاوز هذه الظروف، والانتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.

واطلع سموه من الرئيس بشار الأسد، على آخر التطورات والمستجدات السياسية على الساحة السورية، بجانب تداعيات الزلزال الذي شهدته البلاد، مؤكداً سموه تضامن دولة الإمارات مع سوريا، ووقوفها إلى جانب شعبها الشقيق في هذه الظروف.

وأشاد سموه بدور الجالية السورية المقيمة، ومشاركتهم في مسيرة البناء والتنمية في دولة الإمارات، وأكد عمق العلاقات الراسخة بين الشعبين الشقيقين.

من جانبه، أعرب الرئيس السوري عن شكره وتقديره لموقف دولة الإمارات، حكومةً وشعباً، واستجابتها العاجلة في التعامل مع محنة الزلزال، وقال إن مساعدات دولة الإمارات كانت نوعية، وقدمتها بمحبة وود وأخوة، وتركت أثراً كبيراً في نفوس الشعب السوري.

كما أعرب عن شكره وتقديره لاحتضان دولة الإمارات الجالية السورية خلال مختلف الظروف.

وأشاد بمناقب المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنهجه الأصيل في تأسيس دولة الإمارات، والذي يتجلى الآن في مواقفها تجاه أشقائها.

وأكد حرص بلده على استدامة تعزيز علاقاتها الأخوية مع دولة الإمارات.

كما أعرب عن شكره وتقديره لسموه، لحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، اللذين حظي بهما منذ وصوله والوفد المرافق إلى الدولة.

وكتب الرئيس السوري كلمة في سجل كبار الزوار، أعرب خلالها عن سعادته بزيارة دولة الإمارات، وتمنياته أن تكون الزيارة فاتحة خير لمزيد من التطور والازدهار لعلاقات البلدين الشقيقين.

وأقام صاحب السمو رئيس الدولة، مأدبة غداء، تكريماً للرئيس السوري.

حضر المباحثات والمأدبة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي علي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومعالي عبد الله بن سلطان بن عواد النعيمي وزير العدل، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة.

وحضرهما من الجانب السوري، الوفد المرافق للرئيس، الذي يضم الدكتور سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، والدكتور بطرس حلاق وزير الإعلام، والدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية، والدكتور غسان عباس القائم بأعمال سفارة سوريا لدى الدولة.

وقد غادر الرئيس السوري البلاد، حيث كان في وداعه في مطار الرئاسة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيوخ والمسؤولين.

وصول

وكان بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وصل أمس إلى دولة الإمارات، في زيارة رسمية، رافقته خلالها حرمه، أسماء الأسد.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.. في مقدم مستقبلي الأسد، لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.

ورافقت طائرة الرئيس السوري لدى دخولها أجواء دولة الإمارات، طائرات حربية، ترحيباً بزيارته.

وجرت للرئيس بشار الأسد مراسم استقبال رسمية، لدى وصول موكبه قصر الوطن.. ورافق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الضيف، إلى منصة الشرف، وعزف السلام الوطني لسوريا.. فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة، واصطفت ثلة من حرس الشرف، تحية له.