أبرمت مؤسسة دبي للإعلام ويمثلها محمد سليمان الملا الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وكليات التقنية العليا ويمثلها الدكتور فيصل العيان مدير مجمع الكليات، مذكرة تعاون تهدف إلى بناء علاقة شراكة فاعلة وبناءة للاستفادة من الإمكانيات والفرص والخبرات المتاحة لدى الطرفين في المجالات الأكاديمية والتدريبية والإدارية وغيرها من المجالات، وذلك إيماناً من الطرفين بأهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية وسوق العمل.
وتهدف المذكرة إلى تأهيل الكوادر الوطنية في تخصصات قطاع الإعلام، وتوفير فرص التدريب العملي لهم، وتوفير فرص عمل للخريجين.
ويلتزم الطرفان بالعمل معاً لتطوير البرامج المتخصصة في مجال الإعلام وفق أفضل الأساليب والمناهج العالمية لتتناسب مع احتياجات الطرفين وتوجه قطاع الإعلام، ودعم مبادرات التطوير المستمر للمناهج والبرامج التعليمية والتدريبية واكتساب المتدربين المهارات والخبرات العملية، والتعاون لتنظيم المؤتمرات والندوات والبرامج الدراسية والتدريبية التي تناقش وتعرض أحدث التطورات وأفضل الممارسات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وإقامة الفعاليات المشتركة بهذا الخصوص، والعمل لتطوير البرامج في تخصص الإعلام.
7 أهداف
وبهذه المناسبة، أوضح محمد الملا أن الاتفاقية ترمي إلى تحقيق 7 أهداف وهي: بناء علاقة شراكة فعالة بين الطرفين بحسب أهدافهما الاستراتيجية، وتعزيز التعاون لتأهيل الكوادر الوطنية في تخصصات قطاع الإعلام والخدمات المساندة له، وتوفير فرص التدريب العملي المتخصص للطلبة في المؤسسة والشركات التابعة لها، فضلاً عن توفير فرص عمل للخريجين المواطنين مع تخصيص فرص عمل للطلبة الذين أتموا برنامج التدريب المهني مع المؤسسة، بالإضافة إلى التعاون في مجال البحوث والدراسات والاستشارات العلمية، وتسهيل تبادل المعلومات والاستراتيجيات والأهداف وخطط العمل والمبادرات الخاصة بأهداف هذه المذكرة، وأخيراً إعداد جيل من الكوادر الإماراتية المؤهلة وتزويدها بالمهارات اللازمة لتكون فاعلة في بناء مجتمع قائم على المعرفة يسهم في صناعة مستقبل الدولة بما يحقق رؤية الإمارات 2030.
وأكد الملا أن أهمية الإعلام تتعاظم بوتيرة متسارعة نتيجة للأدوار التي يقوم بها، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي، فضلاً عن وظائفه بالنسبة للفرد والمجتمع، مما يتطلب أن تكون هناك باستمرار رؤى استراتيجية للدور والمهام التي يجب أن يقوم بها وآليات ذلك.
ولعظم هذا الدور يتوجب الاهتمام بطلبة الإعلام وبالخريجين وتدريبهم وتأهيلهم عبر التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والإعلامية، بما يسمح لهؤلاء الطلبة والخريجين بالكشف عن أنفسهم وهواياتهم التي لا شك تدعم دراستهم وتساعدهم في اختيار التخصص الذي يلائم ميولهم.
برنامج «360»
وأفاد الملا بأن مؤسسة دبي للإعلام، أطلقت برنامجاً تدريبياً وتأهيلياً نوعياً، متخصصاً في مجالات وفنون العمل الإعلامي، بعنوان «360»، والذي يخدم أهداف اتفاقية التعاون بين «المؤسسة» و«الكليات»، والمؤسسات الأكاديمية بشكل عام، وتترجم وتجسد من خلال حصيلة نتائجه ومخرجاته دورها الوطني البناء في تعزيز قدرات الكوادر الإبداعية الإعلامية الوطنية وتأهيلها للعمل، وإثراء مهارات ومعارف طلبة الإعلام الإماراتيين في جامعات وكليات الدولة، عبر ورش ومناشط وجولات دراسية عملية تطبيقية يشتمل عليها البرنامج وتنظمها في مقرات القنوات التلفزيونية للمؤسسة وإذاعاتها وصحفها ومنصاتها ومواقعها الإلكترونية، مهيئة لهؤلاء الطلبة أطراً معرفية شاملة وبانورامية حول تخصصات وحقول العمل الإعلامي العديدة ومهاراته الحديثة.
وذكر أن البرنامج يتيح للطلبة فرص التجريب العملي والاشتراك في صنع المحتوى الإعلامي وممارسة فنونه وأنواعه كافة، على أرض الواقع، حيث استهلت «دبي للإعلام»، حلقات سلسلة هذا البرنامج، والذي يشرف عليه ويقوده قطاع الموارد البشرية في المؤسسة، ممثلاً بفريق استقطاب المواهب تترأسه سميرة أبو بكر، مع طلبة كليات التقنية العليا في الإمارات، إذ اختارت بالتعاون مع إدارة الكليات، 10 من أكثر الطلاب تميزاً، وأمدتهم عبر جولات ومساقات علمية وعملية استمرت 10 أيام، بأهم وأغنى علوم الإعلام الحديثة وتقنياته العصرية، عبر ورش عملية وجولات ميدانية وممارسات تجريبية مهنية، مارسوا خلالها أنواع العمل الإعلامي بشكل مباشر ضمن قنوات المؤسسة التلفزيونية وإذاعاتها وفي مركز الأخبار وفي الصحف والمواقع الإلكترونية والمنصات التابعة لها.
وأتاح برنامج «360» للطلبة أيضاً الفرصة لإعداد المواد الإعلامية والمشاركة في جلسات وحوارات حية مباشرة تعلموا في ضوئها كيفيات إتقان فنون تحرير مواد إعلامية شيقة وكذا إعداد فيديوهات قصيرة جاذبة، علاوة على تقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية والتعرّف على أحدث تطبيقات وتوظيفات الذكاء الاصطناعي في حقول الإعلام، إلى جانب تزويدهم بمهارات تحرير الأخبار وتقديمها.
قيمة وتفرد
وأوضح الملا أن هذا البرنامج التدريبي يعكس غنى رؤى واستراتيجيات عمل «دبي للإعلام» بخطط تأهيل وتدريب نوعية تتركز على الاهتمام في الارتقاء بكوادر الإعلام الإماراتية الشابة من الدارسين لهذا التخصص ضمن جامعات وكليات الدولة كافة، تترجم من خلاله توجيهات قيادتنا الحكيمة في دعم وتمكين مسارات وسياقات ملف التوطين، كما تركز على تمكين المرأة في حقل الإعلام وإثراء قدراتها على أداء رسالتها المجتمعية.
وتابع: إن هذه المبادرة تعد نقلة نوعية في طبيعة الدور المجتمعي الخلاق للمؤسسات الإعلامية الوطنية، إذ تنظمها وتبادر بها المؤسسة بالتعاون مع جامعات وكليات ومعاهد الدولة، إيماناً منها بأن بناء قدرات وإمكانات أجيال الشباب من الإعلاميين، يمثل ضمانة ودعامة مستقبلية لصون مرتكزات التنمية الوطنية وحفظ المقدرات وإثراء وتقوية دور الإعلام التنموي المجتمعي، حيث تنصب على أهداف محورية تتمثل في إكساب دارسي الإعلام الشباب، مهارات عملية متطورة ومتقدمة، على يد أبرز الكفاءات الإعلامية في مؤسسة دبي للإعلام.
إثراء
من جانبه، عبر الدكتور فيصل العيان، عن فخره بالتعاون بين كليات التقنية العليا ومؤسسة دبي للإعلام، بما يتماشى مع الدور الأساسي للكليات القائم على تقديم تعليم تطبيقي نوعي أساسه الممارسة العملية والمهنية، وتعزيز ذلك بالحرص على توفير أفضل الفرص التدريب الميداني للطلبة من خلال التعاون وبناء الشراكات مع مؤسسات العمل والمجتمع، بما يجعل الطلبة أكثر قرباً وتفاعلاً مع واقع سوق العمل وتمكينهم من الأداء الوظيفي مستقبلاً بمهنية واحترافية.
وأشار العيان إلى أن برنامج (360) سيدعم الاتفاقية من جانب إعداد كفاءات وطنية مؤهلة للإبداع في الحقل الإعلامي، خاصة ونحن ندرك قوة الإعلام وتأثيره على العالم اليوم وكذلك قدرات الشباب وشغفهم بالإعلام وأدواته وقنواته الرقمية التي باتت تمثل بالنسبة لهم ليس فقط وسائل تواصل وتفاعل، بل كذلك مجالاً لتأسيس مشاريعهم الخاصة وصناعة فرصهم المستقبلية، وذلك يمثل إحدى الركائز الأساسية في كليات التقنية المعنية بإعداد الطلبة كرواد أعمال وأصحاب شركات ناشئة.
تنوع وتميز
وشملت عناوين ورش البرنامج التدريبي جملة محاور، على رأسها ورشة متخصصة بعنوان «بروتوكول الإعلام»، قدمها حامد بن كرم مدير قناة سما دبي، في مسرح «البيان»، بمشاركة المذيعين عبدالله إسماعيل وميثاء إبراهيم. وورشة ركزت على فنون صناعة الفيديو تحت عنوان «كيف تصنع فيديو جاذب ومتقن مدته دقيقتان صالح للنشر؟» حيث اطلع الطلبة على ذلك في مساق تدريبي في «البيان» قدمه خالد المحمدي.
وكانت «محطة وميدان» ثالث أيام البرنامج التدريبي، في إذاعة نور دبي، حيث شارك الطلبة في حلقة بث إذاعي استضافهم فيها وحاوره الإعلاميان أحمد الكتبي ومحمد حسن، وفي اليوم الرابع تعرف الطلبة في المقر الرئيسي لمؤسسة دبي للإعلام على عوالم الإنتاج والإعداد للبرامج خلف الكواليس، وحضر الطلبة المشاركون في اليوم الخامس، فعاليات تصوير أحد أعمال دراما رمضان، والذي تنتجه مؤسسة دبي للإعلام، في فندق فيرساتشي بدبي، وكذلك تعرفوا بشكل عملي، في الأثناء، على آليات تصوير ومنتجة الأعمال الدرامية، وتضمن برنامج هذا اليوم أيضاً شرحاً موسعاً عن أهم المهارات والميزات النوعية التي يتفرد فيها الفنانون المتميزون وكذلك أبرز أساليب التصوير الحرفي للدراما.
ثم خاض الطلبة المتدربون في «360»، في سادس أيام البرنامج، تجربة تقديم الأخبار خلال مساق تدريبي خصص لهم في مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام أشرفت عليه وقدمته سهيلة النجار.
وفي محور مستقل ضمن يوم آخر من فعاليات البرنامج وتحت عنوان «لماذا نروي القصة في صناعة الإعلام؟»، أطلع محمد العمصي المشاركين في ورشة نظمت بمسرح «البيان» على واقع وضرورات وجماليات صعود مفهوم «صناعة القصة» في العمل الإعلامي، وعرّفهم على طبيعة وأشكال عمل منصة «دبي بوست» في إنتاج محتوى الفيديو الرقمي لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وقدم لهم مجموعة من نماذج أعمالها في الشأن، كما شملت الأيام الأخرى في البرنامج جملة جولات ومضامين تدريبية تفصيلية أخرى.
طلبة لـ« البيان »: تجربة تحاكي الواقع
عبر عدد من الطلبة المشاركين في برنامج 360، عن سعادتهم بتميز وقيمة ما اكتسبوه من معلومات ومهارات عملية، حيث أوضحت الطالبة حصة البلوشي، السنة الثالثة تخصص الإعلام التطبيقي، أن البرنامج متكامل ووفر لهم فرصة لتطبيق ما درسوه نظرياً وتدربوا عليه في بيئة الكليات إلى أرض الواقع في تجربة حقيقية تحاكي مستقبلهم الوظيفي، وأضافت: كانت تجربة فريده أطلعتنا على كيفية العمل الإعلامي باستخدام أحدث التقنيات، مما يجعلنا أكثر جاهزية وخبرة، معبرة عن شكرها لكليات التقنية العليا ومؤسسة دبي للإعلام، على هذه المبادرة المتميزة.
وفي السياق نفسه، بيّن الطالب محمد جمال في السنة الأولى تخصص الإعلام التطبيقي، أن برنامج «360» تجربة مهمة كونه لا يزال في السنة الأولى من دراسته، ولكن تعلم الكثير في مجال الصحافة والتلفزيون والإذاعة، وتعرف عن قرب على كواليس العمل الإعلامي والمهارات التي تدعم نجاحه وكذلك طبيعة الإعلام الإلكتروني وفنون التصوير والإخراج، وذلك على أيدي مختصين من العاملين في تلك المجالات. ولفت إلى أن هذا البرنامج التدريبي فتح له آفاق رؤية مجالات العمل الإعلامي بشكل متعمق وواقعي ليستكشف قدراته وميوله ويحدد المجال الذي يرغب في التخصص فيه مستقبلاً.