أطلقت وزارة الخارجية، والاتحاد النسائي العام، وأكاديمية محمد بن زايد للزراعة والبيئة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتنفيذ شركة ايليت اجرو القابضة، مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة الريفية في أفريقيا في مجال الزراعة، في إطار شراكة استراتيجية دولية تهدف إلى الحد من الآثار المترتبة عن التغيير المناخي وتمكين النساء والفتيات وتعزيز الأمن الغذائي، وتماشياً مع الأولويات التي تركز عليها سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات.
تستهدف المبادرة تأهيل وتمكين 30 متدربة ومتدرباً من السنغال وإثيوبيا في دولة الإمارات العربية المتحدة في المجال الزراعي كمرحلة أولى، فيما ستنفذ المرحلة الثانية وباقي المراحل في دول عدة وتستهدف تدريب وبناء قدرات أكثر من 20 ألف امرأة ريفية لمساعدتهن على كسب العيش وريادة الأعمال في الزراعة، وتضييق الفجوة بين الجنسين في هذا المجال الحيوي، إلى جانب تطوير قدرات المرأة الريفية ومهاراتها الزراعية، وغرس مفاهيم الاستدامة والمساهمة في الحد من انبعاثات الكربون من خلال استخدام تقنيات الزراعة المتجددة بما يساهم في التأقلم مع تداعيات التغيير المناخي.
كما تسعى المبادرة إلى جعل الزراعة مصدر رزق أساسي للمرأة الريفية، ومزاولة الأنشطة الزراعية للاستهلاك الشخصي أو لبيع المحصول والمساهمة في التنمية الاقتصادية لدولهن.
وسيتم الاستفادة من هذه المبادرة وتوسيع مظلة المستفيدات منها من الشرائح التي ترعاها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في الدول الأفريقية، وتعمل على تعزيز قدراتها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وستشرف المبادرة على استقدام المتدربين إلى دولة الإمارات، وإشراكهم بدورات تدريبية مكثفة من قبل خبراء في الزراعة وإدارة المزارع الصغيرة والكبيرة، ومن ثم تأهيلهم للقيام بمهام التدريب للنساء الريفيات في بلادهم.
وصرحت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان، مستشارة بوزارة الخارجية، بأن هذه المبادرة تأتي ضمن إطار رسالة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الإنسانية التي أسهمت في إيجاد حلول واقعية لمشكلات مجتمعية عديدة ومن بينها محاربة الفقر من خلال تنمية الموارد البشرية وتأهيلها.
وأضافت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون أنّ هذا المشروع الملهم سيفتح طاقة أمل لهؤلاء المتدربات بما يسهم في إدماجهنّ بالمجتمع وبدورة الإنتاج في بلدانهن، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تسهم في حماية المجتمعات البشرية من الفقر وترتقي بها إلى مراحل من التمكين والتطوير والسعادة من خلال صقل قدرات المرأة الريفية بما يسهم في تحقيق أحلامهن في حياة كريمة لهن ولأسرهن ولمجتمعاتهن.
وقالت إن التزام دولة الإمارات تجاه أفريقيا يسهم في تحقيق رؤية مستقبلية أكثر تفاؤلاً لأفريقيا، مشيرة إلى أن تلك المبادرة التي تتزامن مع احتفاء العالم بـ "يوم أفريقيا" تأتي في إطار قناعة قيادة دولة الإمارات بأنّ القيمة الحقيقية للمساعدة والدعم تكمن في بناء رأس المال البشري على المدى البعيد.
وأكدت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون أن المبادرة لا تنفصل عن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في مجال دعم وريادة وتمكين المرأة، بدءاً من دولة الإمارات إلى كل العالم، في ظل إيمانها بأهمية وأولوية دعم المرأة والارتقاء بقدراتها في جميع القطاعات، فضلاً عن دور سموها في تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن على المستوى العالمي.
بدوره، أكد سعادة سلطان الشامسي، مساعد الوزير للتنمية والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية، أن مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تعدّ من الأهداف الأساسية لسياسة المساعدات الخارجية الإماراتية للعمل على تحسين حياة المجتمعات الأقل حظاً وتخفيف حدة الفقر ونشر الاستقرار والسلام والازدهار في العالم من خلال المساهمة الفاعلة في الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي من بينها تمكين النساء والفتيات، خاصة في القارة الإفريقية.
وقال الشامسي : تقوم دولة الإمارات بتنفيذ هذه المبادرة لتخفيف أثر تداعيات التغير المناخي ومساعدة المرأة الريفية في أفريقيا على مواجهة التحديات التي تؤثر في قدرتها على زيادة إنتاجيتها ودخلها من خلال إكسابها المهارات التي تمكنها من تلبية احتياجاتها واحتياجات أسرتها، فنحن في دولة الإمارات نؤمن بأهمية تمكين المرأة وقدرتها ودورها الفاعل في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
من جانبها أكدت سعادة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، قدمت العديد من الإسهامات الخيرية والإنسانية، في مسيرة الخير والعطاء امتدت إلى كل مكان في العالم، انطلاقاً من رؤية سموها الجليلة الهادفة إلى الدفع بالعمل الإنساني والنسائي إلى الأمام والمساهمة النوعية في تحسين حياة المرأة، كجزء من بناء مجتمعات آمنة ومستقرة.
وقالت السويدي : تأتي مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة الريفية في أفريقيا في مجال الزراعة، تماشياً مع عام الاستدامة وتزامناً مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، إذ تعتبر المرأة الريفية محور مهم في الحلول التي تؤدي إلى مستقبل مستدام، وذلك نظراً للنماذج النسائية الكثيرة الملهمة حول العالم، اللاتي مثلن عامل فعال في التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وأظهرن قدرة الفائقة على تبني تقنيات منخفضة الكربون وأساليب الإنتاج المستدامة في الزراعة والطاقة وإدارة المياه ومنظومة الأمن الغذائي.
وأوضحت أن المبادرة تسعى لتزويد المتدربين بالمعارف والخبرات التي تؤهلهم لمواصلة مسيرتهم بخبرات أكثر استجابة لتقلبات التغيير المناخي، وأكثر مرونة في التعامل واستخدام التقنيات الحديثة بالمجال الزراعي، فضلاً عن تعزيز قدرتهم على نقل ما تعلموه لمجتمعاتهم عند العودة لأوطانهم بما يعمم بالفائدة وينشر الاستفادة المرجوة في تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية، الذي يعد مفتاح نجاح الأسر والمجتمعات والاقتصادات الوطنية.
وفي هذا الصدد، أشاد سعادة حمود الجنيبي، الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة الريفية في أفريقيا؛ وقال إنها تعتبر من المبادرات الرائدة والنوعية في المجال الإنساني والتنموي، لأنها تستهدف شريحة مهمة في دول القارة الأفريقية، خاصة أن تلك الدول تشتهر بعمل المرأة في الزراعة والقيام بالكثير من الأعباء الحياتية والمعيشية.
وأكد الجنيبي أن هذه الشراكة الاستراتيجية تفتح آفاقا أرحب للتنسيق والتعاون في واحدة من أهم مجالات العمل الإنساني والتنموي لتعزيز قدرة الشرائح الضعيفة على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعزز من جهود الهلال الأحمر التنموية.
وقال إن هذه المبادرة تعتبر واحدة من أهم المشاريع التنموية والإنسانية التي من شأنها أن تحقق نتائج إيجابية على حياة الكثير من شعوب القارة الأفريقية، وستعمل على دعم الاستقرار والتنمية في الدول المعنية، كما تساهم في حل الضائقة المعيشية للكثير من المحتاجين والأسر المتعففة، وتوفير حلول لشح الغذاء وندرته، وبالتالي المساهمة في تخفيف حدة الفقر في المجتمعات الأقل نموا.
وأشار إلى أن هذا النوع من المبادرات تمثل أولوية لأنها ترتبط بالإنسان وتلبية احتياجاته الضرورية خاصة فيما يتعلق بالزراعة والغذاء، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستكون نواة للمزيد من المشاريع الحيوية في هذا الصدد مستقبلا.
من جهته صرح الدكتور عبدالمنعم المرزوقي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لايليت اجرو القابضة، أن البرنامج يهدف إلى دعم النساء، اللائي يمثلن أكثر من 40 % من القوى العاملة الزراعية، والانتقال من زراعة الكفاف إلى نهج أكثر استدامة وموجهاً نحو الأعمال التجارية، وتشجيعهن على تولي مناصب قيادية في الزراعة لمعالجة الفقر ودعم ملف الأمن الغذائي والحد من عدم المساواة بين الجنسين.
وقال إن هذه المشاركة تعد جزءًا مهما من أهداف أكاديمية محمد بن زايد للزراعة والبيئة، وذلك من منطلق حرص دولة الإمارات على تدريب المزارعات ليس فقط للانتقال من الكفاف إلى الاستدامة، ولكن أيضًا من "تجاري" إلى "رائد"، مع التركيز على التحديات والحلول العلمية.
من ناحيتها، قالت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، إن الاستثمار في بناء قدرات المرأة الريفية وتمكينها في قطاع الزراعة المستدامة يعد ضرورة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وعندما يتم تمكين المرأة الريفية وإطلاق العنان لقدراتها، فسيمكنها ذلك على تحويل المجتمعات المحلية، وحماية البيئة، وكفالة مستقبل أكثر إنصافا ورخاء للجميع.