بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان الصديقة سبل تنمية علاقات التعاون وتطويره إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، وذلك في إطار العلاقات التاريخية الراسخة والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. جاء ذلك في جلسة المحادثات التي عقدها صاحب السمو رئيس الدولة، أمس في قصر الوطن، مع فوميو كيشيدا، الذي يقوم بزيارة رسمية لدولة الإمارات.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة إن ما يميز علاقات دولة الإمارات واليابان أنها لا تقوم فقط في إطار المصالح الثنائية، وإنما أيضاً تتعداها إلى الرؤية المشتركة تجاه ملفات وقضايا عالمية تخدم البشرية والتنمية والسلام ومستقبل الأجيال. كما أشار سموه إلى ما يجمع البلدين من قيم التعايش والمحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي مع الانفتاح وبناء جسور التواصل مع العالم. وأكد سموه متانة العلاقات الثنائية التي تعود إلى ما قبل إنشاء الدولة إذ بدأت اليابان استيراد النفط من أبوظبي في سنة 1962، مشيراً إلى أن البلدين احتفلا في العام الماضي بمناسبة مرور خمسين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ورحب سموه في بداية الجلسة برئيس وزراء اليابان معرباً عن تطلعه لأن تشكل الزيارة دفعاً نوعياً قوياً للعلاقات المتينة بين البلدين والممتدة منذ أكثر من خمسة عقود، فيما نقل رئيس الوزراء الياباني إلى سموه تحيات ناروهيتو إمبراطور اليابان وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها دوام الازدهار.
تعاون
واستعرض سموه ورئيس وزراء اليابان في الجلسة المقومات المتنوعة للتعاون البنَّاء وخاصة في الجوانب التنموية والتكنولوجيا والابتكار والطاقة والاقتصاد إلى جانب المجالات التعليمية والثقافية والعمل البيئي واستدامة الموارد والأمن الغذائي وعلوم الفضاء والدفع بها إلى آفاق أرحب بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين وشعبيهما إلى مزيد من التنمية والازدهار المستدامين.
التطورات
كما استعرض سموه ورئيس وزراء اليابان مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك للبلدين وأكدا أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والحلول الدبلوماسية لتسوية الأزمات والتعامل مع التحديات المشتركة بما يحفظ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ويضمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوب العالم أجمع. وتناولت المباحثات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ «COP 28» الذي تستضيفه دولة الإمارات في نهاية العام الجاري والتطلع إلى أن تسهم اليابان بمشاركة نوعية في المؤتمر لدعم أهدافه المنشودة وذلك انطلاقاً من تجاربها وخبراتها الملهمة في مجالات الاستدامة والعمل البيئي، إذ استضافت اليابان «كوب 3» وارتبط اسمها بـ«بروتوكول كيوتو» في سنة 1997 والذي يعد أحد أبرز البروتوكولات الخاصة بمواجهة التغير المناخي. وأشار الجانبان في هذا السياق إلى أن لدى دولة الإمارات واليابان هدفاً مشتركاً يتمثل في تحقيق الحياد المناخي في سنة 2050 وتعاوناً مثمراً وواعداً في مجال الطاقة المتجددة يسعيان إلى تعزيزه وتعميقه في الفترة المقبلة.
وجهات النظر
وتبادل سموه ورئيس وزراء اليابان وجهات النظر في شأن التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وعدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين أن عضوية الإمارات واليابان في مجلس الأمن الدولي تتيح لهما مزيداً من التنسيق لتعزيز الأهداف المشتركة في خدمة السلام والاستقرار، وأن البلدين داعمان رئيسان للسلام وبناء جسور التعاون والحوار سواء على المستويين الإقليمي والعالمي.
ونوه الجانبان بأهمية العمل على ترسيخ القيم الإنسانية الحضارية ومن أهمها التعايش والتواصل والتعاون بين مختلف شعوب العالم، ودولها لما لها من أثر في بناء مجتمعات متماسكة ومتعاونة تعمل لأجل التنمية والازدهار.
حفاوة الاستقبال
من جانبه أعرب رئيس وزراء اليابان عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق في الزيارة، مشيراً إلى ما يميز البلدين من احترام التقاليد والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري.
وأكد اعتزاز اليابان بعلاقات الصداقة العريقة التي تربطها بدولة الإمارات وحرصها على تطويرها والبناء عليها على جميع المستويات لمصلحة التنمية والازدهار في البلدين الصديقين.
وسجل رئيس الوزراء الياباني كلمة في سجل الزوار أعرب فيها عن سعادته بزيارة دولة الإمارات وتمنياته لعلاقات البلدين مزيداً من النماء والازدهار بما يعود بالخير على شعبيهما الصديقين.
وأقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مأدبة غداء تكريماً لفوميو كيشيدا والوفد المرافق.
وكان قد استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان الصديقة الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة.
وجرت لرئيس وزراء اليابان مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه إلى قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، فأطلقت المدفعية 21 طلقة، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له، كما اصطفت مجموعة من الأطفال يلوحون بأعلام البلدين مرددين عبارات ترحيبية.
منصة الشرف
واصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضيف البلاد إلى منصة الشرف؛ فعُزف السلام الوطني للبلدين.
وكان في الاستقبال وحضر جلسة المحادثات والمأدبة، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وعلي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ، وزير دولة، ومعالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وخلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، عضو المجلس التنفيذي، وجاسم محمد بوعتابة الزعابي، رئيس دائرة المالية، عضو المجلس التنفيذي وشهاب احمد الفهيم سفير الدولة في اليابان .
وحضر من الجانب الياباني الوفد المرافق لرئيس وزراء اليابان، الذي يضم كبار المسؤولين في الحكومة اليابانية، بجانب رجال أعمال ومسؤولي كبريات المؤسسات والشركات في اليابان، وإيسوماتا أكيو، سفير اليابان لدى الدولة.
وقد وصل فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان الصديقة إلى البلاد أمس، في زيارة رسمية إلى الدولة، وكان في استقباله والوفد المرافق لدى وصوله إلى مطار الرئاسة في أبوظبي، معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.