اختارت جامعة «هيريوت وات» البريطانية، دبي مقراً لمختبرها العالمي لاختبار أنظمة الطاقة الشمسية، حيث أطلق مهندسو البحوث في جامعة هيريوت وات في دبي، منشأة لاختبار الطاقة الشمسية لمساعدة الشركات في بريطانيا وأوروبا على تطوير واختبار تقنيات الطاقة الشمسية الجديدة. 

وستستفيد الشركات من موقع اختبار الطاقة الشمسية على السطح في الجامعة من مستويات أشعة الشمس العالية بدبي، ويتم تركيبه في الجناح الجنوبي الغربي من حرم الجامعة.

وتشمل التقنيات التي يمكن اختبارها في الموقع: الألواح الحرارية الشمسية، التي تقوم عادةً بتسخين المياه، وتقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تولد الكهرباء، وأجهزة التخزين والبطارية، أو الأنظمة التي تجمع بين عدد من هذه التقنيات.

وقال البروفيسور تادغ أودونوفان في الجامعة: «يختبر فريقنا البحثي كيفية توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية للكهرباء، ثم كيفية تخزينها في بطارية لاستخدامها حينما نحتاج إليها، وهو الأمر الذي أصبح أكثر أهمية بسبب انقطاع إمدادات الكهرباء في بريطانيا وأوروبا».

غطاء سحابي 

وقال أودونوفان إن الطاقة الشمسية كانت جزءاً مهماً من أجندة إزالة الكربون في الشرق الأوسط.

وموّلت وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطانية المشروع بدعم من السفارة البريطانية في دولة الإمارات، إذ يقود المشروع البروفيسور تادغ أودونوفان، وهو خبير أيرلندي في مجال الطاقة الشمسية في كلية هيريوت وات للهندسة والعلوم الفيزيائية في دبي.

وأضاف أودونوفان: «إن توافر الشمس في دبي، مع غطاء سحابي قليل جداً، يعني أننا قادرون على الحصول على ظروف اختبار نظيفة للغاية وقابلة للتكرار للألواح الشمسية بطريقة غير ممكنة في المملكة المتحدة ومحدودة في أوروبا».

وقال: «تتمتع جامعة هيريوت وات بسجل حافل في دعم الشركات في المملكة المتحدة لتطوير التكنولوجيا لاستكشاف الفرص في الشرق الأوسط وتبنى هذه المنشأة الجديدة على ذلك».

وقد اشتركت شركة اسكتلندية تدعى Soltropy في استخدام منشأة الاختبار.

وقامت الشركة، التي يقع مقرها في غلاسكو، بتطوير نظام رخيص التكلفة للمنازل والشركات لتسخين المياه.

تمويل تكنولوجي 

وقد تلقت الشركة تمويلاً من الصندوق الاسكتلندي لتحديات Food and Drink Net Zero لتثبيت التكنولوجيا الخاصة بها في موقع اختبار Heriot-Watt لأغراض البحث والتطوير.

وقال ستيوارت سبيك، المدير التنفيذي للشركة: «لدينا طموحات كبيرة لمواصلة تطوير التكنولوجيا الخاصة بنا، ولذلك لا يقدر بثمن بالنسبة لنا أن نتمكن من الوصول إلى موقع مثل هذا، حيث لدينا ظروف مناخية قريبة من المثالية ويمكننا قياس الأداء عبر الطقس والظروف البيئية في الوقت الفعلي».

وقال نيك باوتشر، رئيس شبكة المملكة المتحدة للعلوم والابتكار لمنطقة الخليج: «كجزء من وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في المملكة المتحدة، يسعدنا دعم جامعة هيريوت وات في تقديم هذا المشروع المثير. وعبر القيام بذلك، يوفر هذا فرصة فريدة للصناعة البريطانية لاختبار وعرض تقنياتها، واستكشاف أسواق جديدة محتملة في الشرق الأوسط وخارجه».

بيانات 

ويمكن لموقع اختبار الطاقة الشمسية أن يستوعب ما بين 24 و32 لوحاً شمسياً ومحطة أرصاد جوية توفر تغذية حية ثانية بثانية للبيانات مثل درجة الحرارة المحيطة، وشدة الشمس، والرطوبة، وسرعة الرياح واتجاهها.

وبحلول سنة 2050، وفي إطار استراتيجية الطاقة 2050، تهدف دولة الإمارات إلى زيادة الطاقة النظيفة إلى 50% من مجمل مزيج الطاقة لديها، وخفض البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%.

وفقاً للأمم المتحدة، ترتفع درجات الحرارة في جميع أنحاء الدول العربية بشكل أسرع من المتوسط العالمي، وستتم استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف - مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لسنة 2023 - في دبي في نوفمبر وديسمبر.

وتشير بيانات المناخ إلى أن متوسط سطوع الشمس في دبي يصل إلى 128 ساعة شهرياً وأكثر من 3800 ساعة سنوياً.

وفي المملكة المتحدة، تريد الحكومة أن تشهد زيادة في الطاقة الشمسية بمقدار خمسة أضعاف بحلول سنة 2035، وهو ما يكفي لتزويد نحو 20 مليون منزل الطاقة.

ويدعو تقريرها «Powering Up Britain» الصادر في مارس من سنة 2023 إلى زيادة نشر الطاقة الشمسية الأرضية وعلى الأسطح إلى الحد الأقصى للمساعدة على تحقيق ذلك.

ويعد موقع اختبار الطاقة الشمسية التابع لشركة هيريوت وات في دبي امتداداً لمنشأة موازية أنشأها البروفيسور أودونوفان في إدنبرة، حيث تستطيع الشركات اختبار تقنياتها في الظروف الجوية المعتادة في المملكة المتحدة.