تركز قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في العاصمة الهندية نيودلهي على تغير المناخ والقضايا الاقتصادية، وإجراء تغييرات في المؤسسات المالية الدولية لخدمة البلدان النامية بشكل أفضل.
مجموعة العشرين منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دول وجهات ومنظمات دولية تؤدي دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة في العالم، وتجتمع سنوياً في إحدى الدول الأعضاء، لمناقشة خطط الاقتصاد العالمي.
وتمثل دول مجموعة العشرين 85 % من الناتج الاقتصادي العالمي، و75 % من التجارة العالمية، ويمثل مجموع سكان هذه الدول ثلثي سكان الأرض والدول الأعضاء هي الاتحاد الأوروبي و19 دولة وهي: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا وألمانيا، والهند وإندونيسيا، وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا، والسعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إضافة إلى إسبانيا الضيف الدائم.
وفي الاجتماعات الوزارية التي سبقت القمة، فشلت جهود مودي في دفع زعماء العشرين إلى تجنب انقساماتهم لمعالجة قضايا عالمية حاسمة، ومنها إعادة هيكلة الديون العالمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية عقب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن القمة تعد فرصة كبيرة للهند لرفع مكانتها في الساحة العالمية، وتأكيد دورها بين القوى الكبرى، باحتسابها الناطق باسم الاقتصادات الناشئة، مع احتدام الصدامات في شأن الهيمنة في دول الجنوب العالمي.
ويقول تانفي مادان من معهد بروكينغز: «بطريقة ما، أراد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن يجعل مجموعة العشرين مناسبة كبرى، يحتفل فيها بحلول الهند في الساحة الدولية، قوة كبرى ذات صوت مستقل وهو مقتنع بأن وقته قد حان». وتنظر الولايات المتحدة إلى أكبر ديمقراطية في العالم باحتسابها حليفاً طبيعياً قادراً على مواجهة دور الصين الذي يتزايد قوة.
ولكن الهند أثارت استياء واشنطن برفضها عزل روسيا، في ظل العلاقات التاريخية الوثيقة بين نيودلهي وموسكو.
وتؤكد أليسا أيريس من جامعة جورج واشنطن، أنه ليس من المفاجئ أن تبقى الهند التي كانت على رأس حركة دول عدم الانحياز في الحرب الباردة «مستقلة جداً».
وأضافت إن الهند لا ترى أي تناقض في «اللعب على كل الجبهات»، مؤكدة على سبيل المثال أن نيودلهي تسعى إلى جعل رئاستها للمجموعة جسراً بين الاقتصادات العالمية الكبرى واقتصادات الجنوب.
وفي إطار جهوده لمواجهة نفوذ الصين المتزايد، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تعزيز العلاقات مع الهند، إذ رحب بمودي في زيارة دولة للولايات المتحدة يونيو الماضي، وأعلن سلسلة من الصفقات الدفاعية المشتركة.