لم يسبق للمغاربة أن عاشوا - منذ سنوات عديدة - مثل هذا الزلزال. مواقع إخبارية عديدة تناقلت وقائع من المأساة وشهود عليها كتب الله لهم النجاة.

مدينة مراكش من المدن المتضررة من الزلزال، وينقل موقع «إندبندنت عربية» عن عائشة البالغة من العمر (40 سنة)، والتي تعيش في حي المحاميد قولها «كانت ليلة مرعبة، كنا جالسين نشاهد التلفزيون.

فجأة بدأنا نشعر بالأرض تتحرك، والرياح تعصف بالنوافذ. كانت الجدران تتشقق، وكان كل شيء يتحرك من حولي ويسقط على الأرض. شعرت برهبة، لم أفهم ماذا وقع. كنت مصدومة جداً، وشعرت بالخوف».

وتمضي قائلة «كنا نسمع صراخ الأطفال والنساء. ابني الصغير أمسك بيدي وطلب مني أن نهرب لأنني كنت مصدومة، لم أكن واعية بما حصل، كانت كارثة، هربت أنا وابني إلى مكان تجمع الناس، حيث أمضينا الليل في الشارع، كانت ليلة استثنائية».

ومن جهته يحكي خالد الذي يعمل مدرساً في مراكش «توفي صديقي وزوجته وأمه وابنه، شعور غريب وصدمة، معارفي تحت الأنقاض لا نعرف هل هم أحياء أم موتى، لقد دمر الزلزال قرى في إقليم الحوز نواحي مراكش».

ومن بين أكثر المتضررين سكان جبال الأطلس بين مراكش وتارودانت، حيث أطلق شاب مغربي في منطقة مولاي إبراهيم نداء في مقطع فيديو يطالب «بضرورة توفير معدات الإسعاف لإنقاذ العائلات تحت الأنقاض»، وتطوع مواطنون مغاربة لإنقاذ الضحايا.

وأطلق شباب مغاربة نداء استغاثة في مواقع التواصل، مثل أوناين عبدالهادي الذي أطلق حملة في «فيسبوك» للمطالبة بإنقاذ الضحايا، «أغيثوا دواوير بأوناين الوضع كارثي، السكان من دون ملجأ، نحتاج دعم السلطات المتخصصة بفارغ الصبر».

 

مصير مجهول

منطقة أوناين من المناطق الهامشية في ضواحي مدينة تارودانت، وفي هذا الصدد يقول رشيد، الذي يعيش في مدينة أكادير للعمل، بينما تعيش عائلته في منطقة أوناين، «انقطعت الكهرباء عن سكان القرى في أوناين، وما زلنا حتى الساعة لا نعرف مصير العائلات، لا يزال الناس تحت الأنقاض».

وشعر السكان في حي رياض الزيتون بمدينة مراكش بالهلع. ويقول أحدهم «لم يسبق لنا أن شعرنا بذلك الإحساس، من الخوف والرعب، حينما تجد أن أثاثك وكل شيء في البيت يسقط، ولا تعرف كيف تتعامل مع هذه اللحظات الصعبة»، هكذا تحدثت لطيفة عن تجربتها.

وتضيف «زلزال لم نعشه من قبل، لم ننم الليل، لم أتخيل يوماً أنني سأعيشه، كان زوجي نائماً، أيقظته حينها، كنت أسارع أنا وزوجي الزمن للهرب من البيت قبل أن تسقط الجدران علينا».

وتنقل وكالة «سبوتنيك» الروسية عن فاطمة الزهراء رشيد، من منطقة إيغل في مراكش، إن «المنازل التي لم تهدم نتيجة الزلزال تضررت بشكل يحول من دون البقاء فيها». وأضافت إن «المئات من الأشخاص قتلوا تحت منازلهم التي انهارت عليهم في لحظات، فيما تضرر منزلها بدرجة كبيرة قبل أن تتمكن من الفرار إلى الشارع».

وأوضحت أن «العديد من الأشخاص لا أحد يعلم مصيرهم حتى الآن، وما إن كانوا في تعداد الوفيات أو المصابين». وتصف المشاهد بأنها «كارثية تفوق كل الوصف، فجأة وجدنا كل شيء يهتز من مكانه بصورة كبيرة، فهم الجميع للهرب من المنازل ولكن نسبة كبيرة لم تتمكن من الوصول للخارج فانهارت عليهم المنازل في حينها، ومن بينهم عائلات كاملة».

خوف وهلع

سيدة أربعينية تدعى أسماء فقدت أفراد عائلتها بالكامل في مراكش، تقول لتلفزيون المغرب، إنها فقدت زوجها وأبناءها الراحلين إثر الزلزال وهم: آيت منصور مصطفى، والأبناء: حسن وإلهام وغزلان وإلياس.

ويقول أحد شهود العيان في المنطقة، إلياس يوسف، إن «الهلع يسيطر على ساكني منطقة مراكش وضواحيها، وإن الكثير من المنازل تضررت بشكل كبير، حيث هدمت منازل بعض المناطق بالكامل ومنها منطقة سيدي إبراهيم».