حظيت مبادرة «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» باهتمام واسع من قبل الحضور والمشاركين في قمة سياسات الطاقة النووية 2023، التي يعقدها المجلس الأطلسي في مدينة نيويورك الأمريكية، في ظل الدعوات لدعم هذه المبادرة التي تهدف لتعزيز دور الطاقة النووية في خفض البصمة الكربونية والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وأكد جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المناخ خلال كلمته الافتتاحية، التزام حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالطاقة النووية، وأشاد بمبادرة «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي»، وقال: «الولايات المتحدة ملتزمة الآن، استناداً إلى التجربة والواقع، بعملية تعزيز وتطوير الطاقة النووية، في إطار برنامج الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو ما نحتاجه بشدة للنجاح في مواجهة التغير المناخي ونعتقد أنه لا يزال بإمكاننا النجاح بذلك».

تسريع

وخلال فعاليات اليوم الأول لقمة سياسات الطاقة النووية 2023 في نيويورك، دعا كل من الدكتورة سما بلباو إي ليون، المدير العام للمنظمة النووية العالمية، ومحمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إلى تسريع تطوير المزيد من تقنيات الطاقة النووية كمصدر موثوق للطاقة وأداة أساسية للمساهمة في الحد من التأثيرات الكارثية لظاهرة التغير المناخي».

البصمة

وقالت الدكتورة سما بلباو: «توفر الطاقة النووية فرصة ذهبية لخفض البصمة الكربونية للاقتصاد بأكمله بطريقة فعالة ومجدية من حيث التكلفة، وذلك من خلال إنتاج طاقة وفيرة ونظيفة وبأسعار معقولة على مدار الساعة، ونحن نحتاج إلى قرارات حكومية جريئة لوضع سياسات طموحة وعملية، تهدف لتسريع تطوير مشاريع جديدة للطاقة النووية من أجل ضمان أمن الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة، وفي الوقت نفسه تعمل هذه السياسات أيضاً على تحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وقال محمد الحمادي: تقوم الطاقة النووية بدور محوري ضمن جهودنا لتحقيق الحياد المناخي، وهو ما برز في نجاح دولة الإمارات بوضع معيار عالمي جديد في العقد الماضي يؤكد أن الطاقة النووية هي حل عملي للتغير المناخي، ولا سيما أنها خالية من الانبعاثات الكربونية وقادرة على تلبية الاحتياجات من الطاقة ليلاً ونهاراً.

ومن خلال السياسات المدروسة، والتمويل، والشراكات القوية في مبادرة (الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي)، سنضمن قيام الطاقة النووية بدور مهم وكبير في تسريع مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة وتحقيق الحياد المناخي.

نهج

وأضاف الحمادي: ترحب دولة الإمارات، باعتبارها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بكل الدول القادمة لحضور المؤتمر، من أجل إطلاعها على النهج الإماراتي الخاص بتسريع خفض البصمة الكربونية لشبكة الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، وهو ما يعد نموذجاً للآخرين الذين يسعون إلى خفض الانبعاثات الكربونية وضمان أمن الطاقة.

وخلال إطلاق «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» في لندن، تم الإعلان عن انضمام وزارة أمن الطاقة والحياد المناخي البريطانية كأول شريك حكومي يدعم المبادرة في الطريق إلى مؤتمر COP28.

وأكدت دراسات حديثة ضرورة مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية بثلاث مرات على الأقل بحلول عام 2050، لتحقيق الأهداف المناخية مع ضمان أمن الطاقة العالمي، وهو ما يتطلب إنتاج 40 غيغاواط من الكهرباء سنوياً على مستوى العالم، أي أكثر بستة أضعاف من المعدل خلال العقد الماضي.