على الرغم من أن الإصابة بسرطانات الأطفال تعتبر نادرة بحسب الدراسات بما يقدر بـ 3 حالات لكل ألف حالة، لكن تبقى إصابة الأطفال عبئاً نفسياً وجسدياً للمرضى وأسرهم، حيث يهاجم هذا المرض الفتاك أجسادهم النحيلة ويكون البحث عن الشفاء هو الأمل الذي يحيا عليه الأهل لإنقاذ فلذة أكبادهم، لكن في ظل وجود الوعي الكافي للتنبؤ بأي أعراض للمرض والتشخيص المبكر تكون نسبة الشفاء كبيرة.
ففي بداية العام ، وعندما علمت عائلة الفتى المواطن فارس (14 عاماً) بإصابته بالمرحلة الرابعة من سرطان الغدد الليمفاوية (هودجكين) أصيبت بالصدمة، ومع ذلك، خرج فارس منتصراً بعد حوالي ثمانية أشهر من معركته ضد السرطان، وهو الآن يضع نصب عينيه مهمة جديدة أن يصبح جندياً لخدمة بلاده.
بدأت معركة فارس ضد السرطان في مارس الماضي عندما أصيب بسعال مستمر في الصدر وحساسية استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، ومع تدهور حالته، نقله والداه إلى مستشفى بأبوظبي، وكشفت الفحوصات عن كتلة بالصدر، ثم تم نقله إلى مدينة برجيل الطبية لتلقي العلاج المتقدم.
يقول شقيق فارس : «حتى عندما كان في أضعف حالاته، كان فارس يتحدث عن حلمه في أن يصبح جندياً، لقد أخبرنا أنه يريد حماية وطنه وجعلنا فخورين به». وتلقى فارس علاجه على يد الدكتور زين العابدين، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام لدى الأطفال في مدينة برجيل الطبية، الذي أكد أن الاكتشاف المبكر يساهم في رفع نسبة الشفاء، كما يساعد التشخيص المبكر على اكتشاف المرض في مراحل مبكرة وعلاجه.
وفي قصة أخرى، كانت غزل جهاد تبلغ من العمر خمس سنوات فقط، عندما تم اكتشاف إصابتها بالمرحلة الثانية من سرطان الغدد الليمفاوية، ومع ذلك، وبعد سبعة أشهر من العلاج انتصرت على المرض وهزمته، وكانت قد بدأت معركتها مع السرطان بداية هذا العام عندما لاحظ والداها وجود كتلة مستمرة في رقبتها. وبعد ثلاثة أشهر من الفحوصات المنتظمة، تأكدت الإصابة بالمرض، لكن الأسرة وجدت العزاء في ما يواجهونه أخيراً، عبر عزيمة ابنتهم التي لا تقهر.