وثّقت مقاطع فيديو وأخرى مصورة جهود فرق شرطة دبي في تسيير الحركة المرورية على الطرقات، بعد أن شهدت اختناقات مرورية شديدة جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس وغمرت بعض الشوارع.

فيما أطلقت الشرطة تحذيرات حول الحالة الجوية، داعية إلى التقيد بالإرشادات والابتعاد عن الوديان، في وقت نوهت فيه من خلال رسائل تحذيرية بضرورة متابعة أخبار الطقس من المصادر الرسمية، وأخذ الحيطة والحذر وتوقع أخطاء الآخرين، نظراً للأحوال الجوية الماطرة التي تسود الدولة حالياً، مشددة على أهمية تجنب ارتياد البحر.

وقال مواطنون ومقيمون إن أبطال شرطة دبي كانوا كعادتهم متواجدين لتنظيم حركة المرور في الشوارع المكتظة بالمركبات، بل وكانوا يوزعون ابتساماتهم على السائقين ليمنحوهم المزيد من الطمأنينة والهدوء. وأضافوا: «هؤلاء هم رجال شرطة دبي الذين يشعرون بالسعادة وهم يعودون إلى منازلهم وقد أدوا واجبهم كاملاً، ويقولون في سرهم لأفراد الجمهور:

«كونوا بخير وهذا هو فقط يعد شكراً لنا»، كما وجه مواطنون ومقيمون تحية شكر قائلين: «شكراً أيها الأبطال». بدورها أكدت شرطة دبي جاهزيتها للتعامل مع بلاغات الحوادث الطارئة سواء في المناطق الجبلية والأودية أو التعامل مع الحوادث المرورية التي تواكب سقوط الأمطار خلال فترة التقلبات الجوية، محذرة من ارتياد البحر في ظل التقلبات الجوية الراهنة، داعية أصحاب المراكب والسفن والزوارق واليخوت ومرتادي البحر، إلى متابعة الأحوال الجوية والمناخية، والالتزام بالتعليمات، ضماناً لتحقيق السلامة العامة، ومنعاً لتعريض حياتهم للخطر نظراً للتيارات البحرية القوية وارتفاع مستوى الأمواج.

مساءلة قانونية

وحذر المحامي علي القواضي الحمادي من الاقتراب من مجاري السيول والأدوية وتجمعات المياه، في حالات تقلب الطقس وشدة الأمطار والرياح، مشيراً إلى أن هذه الأفعال تعرض صاحبها للمساءلة القانونية، في وقت أوضح فيه أن على الأفراد أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة لارتياد الوديان خلال الأمطار.

وتجنب المخاطر الناجمة عن هذا السلوك، لافتاً إلى أنه في حال تجاوز الأفراد للتحذيرات أو الإرشادات، فإنهم يضعون أنفسهم تحت طائلة القانون.

وذكر المحامي الحمادي أن مجلس المرور الاتحادي شدد العقوبة على المخالفين وتم استحداث مادة مخالفة «دخول الأودية أثناء جريانها، أياً كان مستوى خطورتها» وغرامتها 2000 درهم و(23) نقطة مرورية إلى جانب حجز المركبة 60 يوماً. كما شدد المجلس عقوبة «التجمهر بالقرب من أماكن الأودية والسيول والسدود خلال الأجواء الماطرة»، وفقاً للمادة الجديدة .

وذلك بالغرامة 1000 درهم و(6) نقاط مرورية تضاف لملف السائق. زيادة على استحداث المادة رقم (117) مخالفة «إعاقة الجهات المختصة من القيام بأعمالها بشأن تنظيم حركة السير والمرور والإسعاف والإنقاذ أثناء الطوارئ والكوارث والأزمات وسقوط الأمطار وجريان الأودية»، وغرامتها 1000 درهم و(4) نقاط مرورية وحجز المركبة 60 يوماً.

مسؤولية مدنية

وأوضح أنه في حال إهمال الأفراد الذين يقومون بارتياد الوديان، فإنهم سيواجهون المسؤولية المدنية إذا تسببوا في إلحاق ضرر بممتلكات الآخرين أو إذا كانوا سبباً في إصابات، وقد يطالب المتضررين بالتعويض عن الأضرار الناتجة عن تصرفات غير مسؤولة أثناء فترة الأمطار.

وقال: التحذيرات والإرشادات العامة حول خطورة ارتياد الوديان والأماكن المتسببة في تجمع المياه أثناء الأمطار واجبة التنفيذ، مضيفاً أنه في حال تجاوزها، يمكن أن يتعرضوا للعواقب القانونية.

وبين المحامي أن نشر المعلومات حول المخاطر المحتملة لارتياد الوديان خلال الأمطار وسبل الوقاية منها أمر هام، يسهم توعية الجمهور بالمخاطر في تحقيق مجتمع أكثر وعياً ومسؤولية.