تنطلق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة بخطى حثيثة نحو آفاق أرحب، لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات، وجسد تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خصوصية العلاقات الإماراتية العُمانية وعمقها التاريخي.
حيث قال سموه: «العلاقات الإماراتية - العمانية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ويرتبط الشعبان بأواصر أخوية عميقة. ومن خلال التعاون والتفاهم والإرادة المشتركة، نمضي نحو مزيد من العمل لمصلحة التنمية والازدهار في البلدين». وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.
وتستمد العلاقات التي أرسى قواعدها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، قوتها من جذورها التاريخية المتأصلة وحرص قيادتي البلدين على دفعها نحو مزيد من التطور والتقدم، واستثمار الفرص المتاحة بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين رسوخاً في ظل القيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث اعتبرت العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك.
على امتداد السنوات والعقود الماضية خطت الحكومتان والشعبان الشقيقان خطوات محسوسة لتعميق وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق، سواء في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أم على صعيد العلاقات الثنائية الطيبة والمتنامية في كل المجالات، ما يستند أيضاً إلى دعم قوي ورغبة صادقة.
وبُعد نظر عميق للقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق. وتعود العلاقات الإماراتية - العمانية إلى عقود مضت، شهد البلدان خلالها محطات بارزة حافلة بالتميز، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات والمضي بها قدماً، منذ اللقاء الأول الذي جمع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد في عام 1968.
وبدأت العلاقات الثنائية بين الإمارات وسلطنة عمان في عام 1973 عندما افتتحت دولة الإمارات سفارة في مسقط في 15 مايو من العام نفسه، ومنذ ذلك الحين يتمتع البلدان بعلاقات ودية شكلت نموذجاً للعلاقات الأخوية على الصعيدين الثنائي، وفي إطار مجلس التعاون الخليجي.
موروث مشترك
يتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما، ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات، في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً، بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية، وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.
وتمضي العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات وسلطنة عُمان والمستندة إلى روابط تاريخية تجمعها صلة القربى والدم واتساق الرؤى، عاماً بعد آخر، لتؤكد رسوخ العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، كما تزداد صلابة وتطوراً في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين، بما يحقق تطلعات شعبيهما وسط نمو سريع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.