شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً كبيراً في نظام التعليم بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

حيث انتقل إلى الريادة العالمية، وتم التركيز على تحسين جودة التعليم وتطويره، ليصبح نظاماً تعليمياً رفيع المستوى، يلبي تطلعات المجتمع، ويواكب تحديات العصر الحديث.

وتتجسد رؤية سموه في بناء مستقبل مشرق للإمارات، من خلال الاستثمار في التعليم، ووضعت هذه الرؤية أسساً قوية لتحقيق طموحات دولة الإمارات في أن تكون واحدة من أفضل الأنظمة التعليمية في العالم.

وبفضل رؤية وجهود سموه الحثيثة، تم تحقيق نجاحات كبيرة في مجال التعليم في الإمارات، وارتفعت مستويات القراءة والكتابة والثقافة العامة بين الطلاب، وتم تعزيز المهارات العملية والابتكارية، وتطوير بيئة تعليمية تشجع على الابتكار والتفكير النقدي البنّاء.

استهداف التميز

وتعتبر الإمارات من أوائل الدول التي وضعت رؤية طويلة الأجل للتعليم، وتستهدف تحقيق التميز والتفوق في مجال التعليم، وتترجم هذه الرؤية من خلال سياسات وبرامج تعليمية مبتكرة، تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب، وتمكينهم ليكونوا مواطنين فاعلين ومبدعين في المجتمع.

وشهد قطاع التعليم في دولة الإمارات تحولات نوعية وطفرات استثنائية في جميع عناصر منظومته ومكوناتها، بدءاً من الهيئات التدريسية والإدارية، مروراً بالأنظمة واللوائح والتشريعات والأبنية التعليمية، وحتى المناهج ووسائل التدريس الحديثة، ويعد التعليم من أهم المجالات التي توليها القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً، ومن خلال التزامها بتوفير نظام تعليمي عالي الجودة، ومواكبة التطورات العالمية، نجحت الإمارات في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال التعليم.

موقع متقدم

ووفقاً لنتائج مؤشر المعرفة 2023، الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، احتلت الإمارات المرتبة الـ 26 عالمياً بين 133 دولة في المؤشر، وجاء أداء الدولة متميزاً من حيث البنية التحتية المعرفية، والمرتبة 26 بين 61 دولة ذات تنمية بشرية مرتفعة جداً، وتمكنت الدولة من الحصول على المرتبة الثانية في التعليم التقني بواقع 69.1 نقطة، والمرتبة 37 بواقع 76.2 نقطة في التعليم قبل الجامعي، والمرتبة 29 في البحث والتطوير والابتكار.

صدارة عالمية

وحققت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في ثلاثة من المؤشرات المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة «التعليم الجيد»، فوفقاً لتقارير كبرى المرجعيات والمؤسسات الدولية المتخصصة في مجال التنافسية، واصلت الدولة صدارتها لتلك المؤشرات التي حققتها أيضاً في عام 2020.

ووفقاً للرصد الذي أجراه المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فقد عززت الإمارات، في عام 2021، من جهودها لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة «التعليم الجيد» على الصعيد المحلي، إضافة إلى مبادراتها الرائدة لتعزيز جهود العديد من الدول في تحقيق هذا الهدف.

واحتلت الإمارات المركز الأول في كل من مؤشر الالتحاق بالتعليم الابتدائي، ومؤشر معدل الإلمام بالقراءة والكتابة ضمن تقرير الفجوة بين الجنسين، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما احتلت المرتبة الأولى في انتقال الطلبة الدوليين ضمن الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.

وتعكس الصدارة العالمية للمؤشرات الثلاثة، مدى حرص الإمارات على ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة لهم، حيث توفر الدولة حق التعليم المجاني لكل مواطنيها في المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية، ويعد التعليم إلزامياً لكل من أكمل ست سنوات، حتى الصف الـ 12، أو بلوغ سن الـ 18، أيهما كان الأسبق.

ويعود هذا التقدم إلى الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الإماراتية لتطوير المناهج الدراسية وتحسين جودة التعليم، لتكون الإمارات من أوائل دول العالم في أنظمة التعليم الذكية، والنموذج الفريد والبيئة المميزة لأجيال من الموهوبين والمبدعين، ونواة حقيقية لعلماء المستقبل.

مشاركات دولية

وفي عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، دأبت دولة الإمارات على المشاركة المستمرة في البرنامج الدَّولي لتقييم الطلبة PISA، وهو دراسة مبنية على مجموعة من الاختبارات الدَّولية، وتُجرى كل ثلاث سنوات بين الدُّول المشاركة، وتعرف باختبار PISA الدَّولي.

وتشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، وتعتبر هذه الدراسة المعيار الدَّولي الرئيس لقياس جودة الأنظمة التَّعليمية في مختلف البلدان، وتطبق اختباراتها على الطلبة من الفئة العمرية 15 عاماً، والتي تستهدف قياس مهاراتهم ومعارفهم في الرياضيات، والعلوم، والقراءة باللغتين الإنجليزية والعربية، كما أن تقييمات دراسة PISA تستند إلى نموذج يرى معرفة القراءة والكتابة في كل مجال، على أنها سلسلة متَّصلة من الكفاءة.

وتعتبر PISA 2022، المشاركة الخامسة لدولة الإمارات في هذه الدراسة، والتي تركز بشكل أساسي على مواد الرياضيات والقراءة والعلوم، وذلك بمشاركة 24600 طالب من 840 مدرسة حكوميّة وخاصة، واحتلت دولة الإمارات المركز الأول عربياً في مجال الرياضيات، بمعدل 431 نقطةً، في نتائج PISA 2022، أما في مجال معرفة العلوم، فقد كان معدل أداء طلبة الإمارات 432 نقطة، بينما في مجال القراءة 417 نقطة.

وحلّت المدارس الخاصة في دبي، لأول مرة، ضمن قائمة المراكز الـ 14 الأفضل عالمياً في مهارات الرياضيات والعلوم والقراءة، في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2022)، لتتخطى بذلك أهداف الأجندة الوطنية لهذا المؤشر، والمحددة بأن يكون التعليم من بين المراكز الـ 20 الأفضل عالمياً، والمتوسط المعتمد من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، وهي المؤسسة الدولية المعنية بتنفيذ التقييم كل ثلاث سنوات.

ويضاف إلى ما سبق، الحرص على اعتماد نظام لترخيص المعلمين، وفق معايير احترافية معتمدة، حيث أنشأت وزارة التربية والتعليم مركزاً لتدريب المعلمين من أجل رسم السياسات والمعايير الوطنية للتنمية المهنية للمعلمين، وتطوير نظام وبرامج فاعلة للمعلمين الحاليين والجدد، إلى جانب إصدار ميثاق المعلم، الذي يعد خطوة غير مسبوقة.