نشأ نادي «ذخر» في دبي كمبادرة فريدة أطلقتها اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، بالتعاون مع عدد من الدوائر والهيئات الحكومية في الإمارة، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الاجتماعية والتلاحم الأسري، وترسيخ الثقافة الإماراتية والسنع الأصيلة التي تميز مجتمعها، وتفعيل دور «جيل البناء».

النادي الذي يعكس مدى أهمية بناء أساس قوي للأسرة في المجتمع، ويكرس جهوده لتعزيز التفاهم والسعادة داخل الأسر الممتدة، يحرص في الوقت ذاته على أن يحفظ لرواده مكانتهم الاجتماعية ويكشف عن كنوز من الخبرة للرعيل الأول، ويعمل على تغيير مفهوم التقاعد والتعاطي مع هذه المرحلة من منظور إيجابي واستغلال أمثل للوقت والجهد.

حب وامتنان

وتأتي أهمية هذا التغيير في تفعيل دور منتسبي النادي الذين يجلبون معهم خبرات طويلة وحكمة مكتسبة على مر السنين، حيث يشاركون بهمة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتطوعية، مما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والتضامن بين أفراد المجتمع، وهو ما جعل فاطمة طالب، والدة اللواء الدكتور علي محمد سنجل، نائب رئيس فريق العمل الحكومي لمشروع «ذخر» في إمارة دبي، وأسرته، للتطوع في أعمال النادي.

وأكد عدد من أعضاء النادي خلال لقائهم مع «البيان»، أن النادي الذي انطلق في مايو من العام الماضي، حقق نقلة نوعية في حياة أعضائه، حيث إن النادي يستقبل رواده من سن 55 فما فوق، مشيرين إلى أنه حقق لهم الاستقرار الأسري والراحة النفسية والجسدية، كما عزز التواصل المجتمعي.

ويروي محمد العبدولي عضو النادي بشغف عشقه للمكان وتلهفه لزيارته يومياً، مؤكداً أن التفاعلات المستمرة بين الأعضاء يومياً تسهم في بناء وترسيخ التواصل والتلاحم المجتمعي، كما أن اللقاءات بينهم وبين الأحفاد وطلبة المدارس تسد الفجوة بين الأجيال.

وثمن فكرة النادي المبتكرة التي تخدم أهداف أجندة دبي D33، حيث يقوم الأعضاء بالمشاركة في مجموعة من الأنشطة الترفيهية وورش العمل المخصصة لرواد النادي بالإضافة إلى الرحلات التي يرعى تنظيمها «صندوق الفرجان» إلى عدد من الوجهات المحلية والخارجية حول العالم، لمساعدة أعضاء «ذخر»، على تمضية أوقات فراغهم بالشكل الأمثل ومتابعة حياتهم بإيجابية وحالة نفسية وصحية مثالية، الأمر الذي يتيح لهم المساهمة في خدمة المجتمع وجهود التنمية والحفاظ على الهوية بما يتناسب مع قدراتهم وميولهم.

ويؤكد العبدولي أن أعضاء النادي يحرصون على التجمع يومياً لتبادل الخبرات وتوطيد الروابط الأسرية والمجتمعية والاستمتاع بالخدمات المقدمة إليهم.

ومن جهته يقول عبدالله الشحي: يحظى المتقاعد، إذا ما أراد وعزم، ووجد التشجيع اللازم بحياة أخرى أكثر غنى من حياته الأولى.

وثمن الشحي اهتمام حكومة دبي بـ«جيل البناء»، والاستفادة من خبراتهم المتراكمة والتي ينجم عنها فوائد أسرية ومجتمعية ونفسية جمة، مشيراً إلى أن النادي غير نمط حياتهم.

وأشار إلى أن الأنشطة المختلفة التي ينظمها النادي عبر أجنحته تجمع بين الأجيال، مما يعزز التواصل ويقلص الفجوة بينهم، ويرسخ الترابط الاجتماعي. ومن ناحيتها تقول جنان ناصر إن النادي عبارة عن نمط حياة متكامل لأعضائه، حيث ساهم في تغيير نظرة الأعضاء لهذه المرحلة العمرية، ويقوم النادي بكامل العناية الصحية والنفسية والثقافية.

وتحفز جنان أهالي دبي على الانضمام للنادي للاستفادة من مزاياه العديدة والاستمرار في العطاء للوطن، من خلال تبني أسلوب حياة نشط، وتحفيز الأجيال الصاعدة وتقديم إسهاماتهم في المجتمع، ما يجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع.

وأشارت إلى أن هذا التحول في حياتهم يسهم في توفير بيئة مستدامة وملهمة، حيث يدرك المجتمع أن القيمة الحقيقية للفرد لا تتوقف مع انتهاء الحياة المهنية ولا عند سن معينة، بل يمكن لهم أن يكونوا محركاً للتقدم والتطور.

 وعن تجربتهما في التطوع في النادي، أكدت الوالدة فاطمة، أنها تجربة ممتعة ومدفوعة بعشق ورغبة عميقة في إحداث فارق إيجابي في حياة الآخرين، حيث اعتادت على رعاية الأعضاء وتبادل الأحاديث الشيقة معهم والاستماع إلى قصصهم، ومساعدتهم في الأنشطة اليومية.