يتحد العالم في الرابع من فبراير من كل عام لمكافحة وباء السرطان في يومه العالمي، حيث تجتمع المساعي لإنقاذ الملايين سنوياً والحد من الوفيات من خلال زيادة وعي الأفراد والحكومات في جميع دول العالم، حيث تهدف الجهود المبذولة إلى خفض نسبة الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25 % بحلول عام 2025، عبر تثقيف المجتمعات وتوعيتها بأمراض السرطان، وطرق الوقاية منها، وتشجيع الكشف المبكر، وتلقي اللقاحات الوقائية، والتوعية بأهميتها، والتأكيد على أن الحلول ممكنة ومتوفرة، وبإمكاننا كأفراد أو مؤسسات وهيئات حكومية وغير حكومية تقديم وسائل الدعم والتوعية والوقاية من السرطان.

ويؤكد متخصصون أن أكثر من 90 % من أمراض السرطان يمكن علاجها داخل دولة الإمارات، كما يجمع خبراء وأطباء حول العالم على أن ثلث أنواع السرطانات في العالم يمكن الوقاية منها وعلاجها، حيث تظهر علامات وأعراض مبكرة مثل سرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم والجلد والفم وبعض سرطانات الأطفال، وأن التشخيص المبكر يسهِّل العلاج ويُحسِّن نتائجه، ففحص بعض أنواع السرطان يمكن أن يكشف عن علامات الإصابة حتى إنْ لم تظهر أي علامات أو أعراض للسرطان، مثل سرطانات الأمعاء والثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم والرئة.

وبيّنت الإحصائيات الرسمية في الدولة أنه يتم تسجيل حوالي 4,500 حالة من أمراض السرطان في الإمارات سنوياً، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية والتوعوية لخفض نسبة وفيات السرطان إلى 64.2 حالة لكل 100 ألف من السكان، ويعتبر هذا الهدف أحد مؤشرات الأداء الرئيسية لتحقيق نظام صحي بمعايير عالمية، وفق الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

إحصائيات

ووفقاً لإحصائيات دائرة الصحة في أبوظبي عن السرطان، كانت أعلى 5 أنواع من السرطان تسببت في الوفاة بين الذكور هي على الترتيب: سرطان الكبد، وسرطان الرئة، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الدم، وسرطان المعدة، وأعلى 5 أنواع من السرطان تسببت في الوفاة بين الإناث هي على الترتيب: سرطان الثدي، وسرطان الكبد، وسرطان عنق الرحم، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان المعدة. وأطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع البرنامج الوطني للكشف المبكر عن أورام الثدي منذ العام 1996، وهو معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية WHO حيث تم إطلاق العديد من الحملات التوعوية للفحص المبكر في مختلف أنحاء الدولة بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة بهدف إجراء فحص منتظم لبعض أنواع السرطان، مما يسهم في الكشف عن التغيرات في الخلايا قبل أن تصبح سرطانية.

التشخيص المبكر

أوضح الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن السرطان يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، حيث نسعى من خلال هذه الحملة إلى زيادة التشخيص المبكر للمرض للتمكن من مساعدة المرضى للحصول على العناية الشاملة، داعياً جميع أفراد ومؤسسات المجتمع إلى التفاعل مع الحملة لمكافحة المرض على أوسع نطاق والتشجيع على الكشف المبكر.

من جانبها، أوضحت الدكتورة بثينة بن بليلة رئيسة قسم الأمراض غير السارية والصحة النفسية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع أنه فيما يتعلق بسرطان الثدي تطلق الوزارة كل عام الحملة التوعوية السنوية بسرطان الثدي بالتعاون مع القافلة الوردية وباقي الشركاء من القطاع الخاص، وتشمل تنفيذ حزمة من الأنشطة التوعوية في الجهات الحكومية وتقديم الاستشارة وتقييم مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والتشجيع على إجراء الفحص الدوري خاصة لمن بلغن الأربعين عاماً، حيث إن الكشف المبكر يرفع معدل الشفاء إلى أكثر من 95 %.

ولفتت إلى أنه يتم التركيز في الحملة الوطنية على عوامل الخطورة التي تزيد من فرص الإصابة وأهمية الكشف المبكر وتشجيع الأفراد على اتباع نمط حياة صحي كالتغذية الصحية والنشاط البدني والامتناع عن التدخين.

عوامل

أكد البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام واستشاري الأورام، أن أكثر من 90 % من أمراض السرطان يمكن علاجها داخل الدولة، وأن هناك 13 سبباً وراء الإصابة بالسرطان، وأن أهم أسباب الإصابة بالسرطان تتركز في العامل الوراثي والتاريخ العائلي، حيث يعدان وراء 10 - 15 % من جميع أنواع السرطان، كما يعتبر التقدم في العمر أيضاً أحد عوامل زيادة الإصابة بالسرطان.

ولفت الشامسي إلى أن السمنة سبب في الإصابة بـ13 نوعاً من السرطان، منها القولون والثدي والرحم والمبيض والمعدة والبنكرياس والغدة الدرقية، وأن الإكثار من اللحوم الحمراء والدهون أيضاً من مسببات الإصابة بالسرطان، خصوصاً سرطانات الجهاز الهضمي.

أسباب

وأوضح الشامسي أن الأسباب تشمل أيضاً فيروسات مثل الفيروس الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم، والفيروس الكبدي باء وسين، المسبب لسرطان الكبد، إضافة إلى العدوى، مثل بكتيريا المعدة التي تسبب سرطان المعدة، والالتهابات المزمنة، مثل مرض تقرح القولون المزمن، إذا لم يتم الالتزام بالعلاج، مؤكداً أن التدخين وراء الإصابة بـ16 نوعاً من السرطان، منها سرطان الرئة والثدي والمثانة والبنكرياس. كما أن المشروبات الكحولية تزيد من نسبة الإصابة بالسرطان بواقع 10 %، منها سرطان الرئة والثدي والبنكرياس.

ولفت الشامسي إلى أن سرطان الثدي يتصدر قائمة الأمراض السرطانية الأكثر انتشاراً في الدولة، بنسبة 15 % إلى 40 % من المرضى تحت سن الـ50، مقابل 60 % فوق الـ50، و90 % من حالات الإصابة تكون لأسباب غير واضحة، و10 % لأسباب جينية، إضافة إلى السمنة والتدخين، خصوصاً لدى صغار السن، مشيراً إلى أن 27 % من الشباب يعانون السمنة الزائدة، وأن سرطان الثدي والقولون والبروستاتا تعد أكثر الأنواع انتشاراً في الدولة، منوهاً بأن الأسباب تضم أيضاً التلوث البيئي، حيث يزيد الإصابة بعدد من السرطانات، مثل الرئة والمثانة، كما أن التعرض للإشعاع يزيد من خطورة الإصابة بسرطان الجلد، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة غير رياضي عرضة أكثر للإصابة بالسرطان.