احتفت دوائر ومؤسسات وهيئات في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، بيوم البيئة العالمي 2024، الذي يصادف الخامس من يونيو، ويقام هذا العام تحت شعار «معاً نستعيد كوكبنا»، بحزمة وفعاليات وحملات توعوية، عكست مضي دولة الإمارات في تعزيز وتشجيع الممارسات المبتكرة، التي تحافظ على الموارد الطبيعية وتحميها من الهدر، وتعزيز المساعي العالمية الهادفة إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لقضايا التلوث البيئي، والاحتباس الحراري، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وندرة الموارد الطبيعية، فضلاً عن تشجيع التعليم والبحث العلمي والأفكار الإبداعية في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.

تأثير إيجابي

واحتفت هيئة كهرباء ومياه دبي بيوم البيئة العالمي، من خلال تنظيم حملة توعوية، ومجموعة من الفعاليات والمسابقات الداخلية والخارجية. وهدفت الفعاليات إلى تشجيع جميع أفراد المجتمع على المساهمة في إحداث تأثير إيجابي في العمل البيئي.

كما احتفت جائزة الإمارات للطاقة بيوم البيئة العالمي، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة للبيئة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الملحة، وإشراك المؤسسات والمجتمعات حول العالم في الجهود الرامية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية والتنوع البيولوجي.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، ورئيس جائزة الإمارات للطاقة: «انسجاماً مع رؤية قيادتنا الرشيدة في إيجاد حلول فعالة لتخفيض الانبعاثات الكربونية، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، نؤكد في هذا اليوم التزامنا في تعزيز الاستدامة وكفاءة الطاقة والمساهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لخطط الاستدامة الوطنية في دولة الإمارات». وأضاف: «يأتي هذا بالتوازي مع تنظيم جائزة الإمارات للطاقة بنسختها الخامسة 2023– 2025 تحت شعار «تعزيز الحياد الكربوني»، والتي نهدف من خلالها إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات والأعمال الرائدة في مجال كفاءة الطاقة والابتكار وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والتأثير الاقتصادي والبيئي. وتكرم الجائزة الجهود المبذولة من قبل القطاعين الخاص والعام في مجال كفاءة الطاقة ومشاريعها في كافة أنحاء العالم».

من جانبه قال أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة بدبي ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة الإمارات للطاقة: «تعتبر جائزة الإمارات للطاقة من المبادرات والأنشطة، التي احتضنها المجلس لحشد الطاقات وتعزيز الجهود من أجل المساهمة في الحد من تغير المناخ».

جودة الهواء

تزامناً مع يوم البيئة العالمي أعلنت مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة عن إطلاق أول محطة ثابتة لرصد جودة الهواء في منطقة جبل علي، وذلك في إطار جهودها لتبني وتنفيذ المبادرات والمشاريع الخاصة باستراتيجية جودة الحياة حتى العام 2033.

وأكد ناصر النيادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، خلال حفل افتتاح المحطة، أن «الارتقاء بجودة الحياة، والحفاظ على استدامة البيئة من أهم الأولويات الاستراتيجية للمؤسسة، التي أشار إلى سعيها الدؤوب لتبني الحلول الذكية والتقنيات المبتكرة لدعم التنمية المستدامة واتباع أفضل الممارسات، بالتوازي مع جهود حماية البيئة وضمان استدامة الموارد الطبيعية».

عام الاستدامة

وفي إطار المبادرات الداعمة لتوجهات «عام الاستدامة»، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «اليوم للغد»، وامتثالاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق مبادرات وطنية تعمل على ترسيخ «الاستدامة» كعادة مجتمعية دائمة في دولة الإمارات وبين أجيالها القادمة، نظمت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي فعالية بيئية- ثقافية للأطفال، بمشاركة نحو 24 طالباً وطالبة في الصفّ الرابع الابتدائي من مدرسة الصفا البريطانية، بالتعاون مع المدينة المستدامة في دبي، تزامناً مع يوم البيئة العالمي، وتأتي المبادرة لتعزيز الوعي المجتمعي بالاستدامة وأهمية تحقيقها، لضمان ازدهار وجودة حياة المجتمع.

إجراءات عاجلة

دعت رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ في مؤتمر الأطراف COP28، إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة لمواجهة تغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص على الحفاظ على الطبيعة واستعادتها بمناسبة يوم البيئة العالمي، وشددت خلال مشاركتها بمؤتمر بون للمناخ على الحاجة الماسة إلى تحقيق مستقبل عادل وخالٍ من الكربون وصديق للبيئة، يدعمه «اتفاق الإمارات» التاريخي، الذي تم اعتماده العام الماضي في مؤتمر الأطراف «COP28» في دبي. وقالت رزان المبارك: «يجسد اتفاق الإمارات التزامنا عالمياً بقضايا البيئة والطبيعة، إذ يتضمن تعهدات مهمة بوقف إزالة الغابات، واستعادة الموائل الطبيعية ومراعاة اعتبارات التنوع البيولوجي في العمل المناخي، وذلك بالتوازي مع أهدافنا بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050».

جهود عالمية

كما أكد معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، التزام الدائرة تجاه حماية البيئة واستدامتها والعمل مع الشركاء لدعم الجهود العالمية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الكربونية في العالم.

وقال المرر: «تلعب دائرة الطاقة في أبوظبي دوراً محورياً بتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في حماية البيئة، وذلك من خلال وضع الاستراتيجيات والسياسات واللوائح التنظيمية، التي تدعم تحوّل قطاع الطاقة في الإمارة بأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال مع تطبيق أعلى معايير الاستدامة، بما يضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً وازدهاراً للأجيال القادمة».

وأشار إلى أن «قطاع الطاقة في أبوظبي يواصل جهوده الرامية إلى تنويع مزيج الطاقة وتلبية الطلب المتزايد عليها بالاعتماد أكثر على مصادر متجددة ونظيفة، وذلك بهدف التقليل من تأثيرات الطاقة على البيئة، والمساهمة في تحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050».

كما احتفت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بيوم البيئة العالمي، من خلال المشاركة في الحملة التوعوية، التي تقام بهذه المناسبة بالتعاون مع هيئة البيئة في أبوظبي، وأكدت زايد العليا حرصها على غرس عقلية واعية بيئياً وتعزيز الممارسات المستدامة داخل المجتمع. واحتفالاً بيوم البيئة العالمي استعرضت هيئة البيئة- أبوظبي حزمة من جهودها الرامية لتعزيز مرونة الإمارة في مواجهة مخاطر التغير المناخي وتحقيق الاستدامة وحماية الغطاء النباتي في إمارة أبوظبي.

وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة– أبوظبي: «في يوم البيئة العالمي ندرك أهمية «استعادة الأراضي ومكافحة التصحر والقدرة على التكيف مع الجفاف». لقد كانت أبوظبي في طليعة جهود استعادة النظم البيئية منذ أوائل السبعينيات من خلال التوسع في زراعة الغابات وزيادة الرقعة الخضراء».

رسائل توعوية

في مبادرة تعكس التزام دبي بالاستدامة قام حوالي 1500 طالب وطالبة من المدرسة الفرنسية «جورج بومبيدو» الخاصة في دبي بإنتاج مجموعة من الفيديوهات لتسليط الضوء على جهود دبي في هذا المجال، وتبث رسائل توعوية بقضايا البيئة، وجاء ختام تلك المبادرة بالتزامن مع يوم البيئة العالمي.

ونفذت مبادرة «حلوة الإمارات» في عامها الخامس بالتعاون مع مدرسة الخليج الدولية، وتم عرض هذه الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناولت مختلف المبادرات والمشاريع، التي تنفذها الدولة لتعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة، ومن بين المواضيع التي غطتها الفيديوهات: الطاقة المتجددة، إعادة التدوير، الزراعة المستدامة، والمحافظة على الموارد الطبيعية.

وقال شارل بيرو مدير المدرسة الفرنسية جورج بومبيدو: «المبادرة تعكس وعيهم بأهمية الاستدامة، وتسليط الضوء على الجهود الرائدة للإمارات في هذا المجال».

ومن جانبها أوضحت نجود الحمادي، مديرة قسم التوعية البيئية بإدارة الاستدامة البيئية في بلدية دبي، أن «المبادرة تسلط الضوء على التكنولوجيا المستدامة في دبي ودورها في الحفاظ على البيئة».

كما أكدت المعلمة فوزية العشاشي، صاحبة المبادرة، أن «الطلبة يلعبون دوراً محورياً في نشر ثقافة الاستدامة في مجتمعهم، وأسهمت «مبادرة حلوة الإمارات» على مدار خمس سنوات في إظهار الالتزام الشخصي بالحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية».

بدوره قال إبراهيم خليل، رئيس قسم اللغة العربية في مدرسة جيمس الخليج الدولية، إن «طلابه شاركوا في المبادرة من خلال تقديم 13 مشروعاً يتحدث عن دور دبي في دعم الاستدامة».

كما أطلقت هيئة الفجيرة للبيئة بالتعاون والتنسيق مع القيادة العامة لشرطة الفجيرة، وبلدية الفجيرة، وبلدية دبا حملة لحماية الموارد المائية والمياه الجوفية في إمارة الفجيرة.

وقالت أصيلة المعلا، مدير عام هيئة الفجيرة للبيئة، إن «مواردنا كنز ثمين ولا سيما المائية منها، ولذلك يتطلب منا جميعاً التكاتف والعمل على الحفاظ عليها للأجيال القادمة».

ريادة إماراتية

وعملت دولة الإمارات على تحقيق التوازن بين التنمية واستدامة البيئة منذ تأسيسها، وحققت إنجازات رائدة في تنمية مواردها الطبيعية، وتبنت استراتيجيات تقوم على إيجاد مستقبل مستدام، ودعمت كل ما من شأنه تحقيق التنمية المستدامة، بخطط استباقية، وبإطلاق مجموعة من البرامج والسياسات والتشريعات في مجالات الطاقة والزراعة والاستثمار والنقل المستدام، إلى جانب السياسات البيئية والعمرانية الهادفة إلى رفع جودة الحياة في الدولة، والتي تركز على مشاريع الطاقة الخضراء، وتعزيز إنتاجها واستخدامها.