أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن القمة العالمية للحكومات «تمثل الإمارات التي تجمع العالم وتستشرف المستقبل وتمثل قوة خير للبشرية».

وقال سموه عبر حسابه الرسمي في «تويتر» أمس: «اختتمنا اليوم القمة العالمية للحكومات في دورتها العاشرة.. 10 آلاف متخصص ومسؤول حكومي.. 80 منظمة دولية.. 80 اتفاقية عالمية بين الدول المشاركة تم توقيعها.. القمة تمثل دولتنا.. التي تجمع العالم.. وتستشرف المستقبل.. وتمثل قوة خير للبشرية».

وأكد سموه أن دولة الإمارات ماضية في ترسيخ نهجها الاستراتيجي لتطوير التعاون الدولي، والمساهمة في الارتقاء بعمل الحكومات وتشجيع المبادرات الملهمة، بما يلبي طموحات الشعوب في التنمية والرفاه والاستقرار الاجتماعي والثقة بالمستقبل.

وقال سموه: «20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً، ورجال أعمال ومسؤولون حكوميون وقادة فكر وخبراء اجتمعوا في القمة.. حوارات وتجارب ناجحة التقت على أرض الإمارات.. القمة تدخل عقدها الثاني بتصميم أكبر على إحداث التأثير.. التحديات الجديدة لا يمكن مواجهتها بالوسائل القديمة.. والاستراتيجيات الحكومية الناجحة شريان مستقبل أفضل».

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «متفائلون بالمستقبل، وما نراه كل عام في القمة العالمية للحكومات من قصص نجاح وأفكار ملهمة يعزز تفاؤلنا، فالعمل الحكومي المتميز هو الطريق الوحيد لبناء المستقبل، وكل إنجاز حكومي في أي بلد هو خير للعالم أجمع». وأكد سموه أنه «بتعاون الحكومات وتوحيد الرؤى سيكون غد الإنسانية أفضل».

قمة استثنائية

بدوره، أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن القمة التي اختتمت أمس في دبي كانت استثنائية من حيث عدد المشاركين والجلسات والمنتديات، ومثلت تتويجاً لعشرة أعوام من التأثير.

وقال معاليه: «استثنائية القمة العالمية للحكومات 2023 لم تكن فقط في عدد المشاركين والجلسات والمنتديات، بل أيضاً في الحضور المكثف لقضايا العالم على منصتها، وكيفية مساعدة الحكومات لبناء شراكات دولية، وتعاون فعال لمساعدة المنكوبين، كما نشاهد هذه الأيام في سوريا وتركيا، ما يعكس الرسالة الإنسانية للقمة».

وأضاف معاليه: «تحرص القمة العالمية للحكومات في كل دورة على تقديم رؤى ومبادرات وقراءات معمقة للمتغيرات الدولية، والمساهمة في وضع تصورات للخطط الحكومية للتعامل مع المستجدات ومتطلبات التنمية».

مشاركة كبيرة

ومع نهاية اليوم الثالث من أعمالها، أسدلت القمة العالمية للحكومات الستار على دورة العام 2023، التي شهدت مشاركة أكثر من 10 آلاف متخصص ومسؤول من 150 دولة، و220 كلمة رئيسية وجلسة حوارية وتفاعلية، تحدث خلالها 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيراً.

كما شارك في الدورة العاشرة من القمة 80 منظمة دولية وإقليمية وحكومية، و10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين الأبرز في العالم، ناقشوا أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية.

وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة والاستعداد لها، فضلاً عن استشراف المستقبل من خلال 6 محاور رئيسية، شملت: مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية، وحوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل، والتعليم والوظائف كأولويات الحكومات، وتسريع التنمية والحوكمة، واستكشاف آفاق جديدة، وتصميم واستدامة المدن العالمية.

حضور كبير

وشهدت القمة العالمية للحكومات حضور عدد من رؤساء الدول، منهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي تحدث خلال جلسة حوارية عن الاستراتيجيات والأولويات الحكومية، وماريو عبدو بينيتز، رئيس جمهورية باراغواي، الذي تحدث في كلمة رئيسية عن أهمية التعاون بين حكومات العالم.

كما ألقى رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، كلمة مسجلة أشاد فيها بالقمة العالمية للحكومات التي باتت منصة معرفية جامعة لمختلف الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات، تعزز الشراكات بما يسهم في تعزيز جودة حياة الأفراد، وإحداث الأثر الإيجابي في إحلال السلام والعدل في العالم.

كما تحدث أمام القمة ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقي، عن آفاق الاستثمار في أفريقيا، التي تعتبر أرض الفرص الواعدة، فيما استعرض وافل رامكالاوان، رئيس جمهورية سيشل، التحديات التي تواجه بلاده في ظل التغير المناخي، باعتبارها من الدول الجزرية المهددة بالغرق.

آفاق

فيما استعرض الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس وزراء دولة الكويت الشقيقة، في كلمة رئيسية له في القمة، آفاق التعاون بين حكومات العالم لتحقيق مستهدفات التنمية، كما شارك في جلسات القمة عدد من رؤساء الحكومات، منهم معين عبدالملك سعيد، رئيس وزراء جمهورية اليمن، ونجلاء بودن رمضان، رئيسة حكومة الجمهورية التونسية، وإيراكلي غاريبا شفيل، رئيس وزراء جمهورية جورجيا، وعلي أسادوف، رئيس وزراء جمهورية أذربيجان، وآنا برنابيتش، رئيس وزراء جمهورية صربيا، وأكيلبيك جاباروف، رئيس مجلس الوزراء بجمهورية قيرغيزستان.

وناقشت كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، في جلسة رئيسية، تحديات السياسة المالية في إطار التطورات الاقتصادية والمالية الراهنة، ودور السياسات الاقتصادية والمالية في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، واستعرضت التطورات الاقتصادية العالمية والإقليمية الراهنة والتوقعات المستقبلية، مع التركيز على التحديات والأولويات الرئيسة للسياسة المالية.

في حين ناقش د.تيدروس غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في جلسة رئيسية أخرى، التحول إلى الرعاية الصحية الرقمية وكيفية تمكينها للجميع، إلى جانب توحيد الجهود للقضاء على الأوبئة والأمراض المزمنة.

وبدوره، استعرض جلبرت هونجو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، دور الحكومات في تصميم توجهات مستقبل العمل والوظائف، وآليات الاستعداد لمتغيرات وتحديات مشهد التوظيف في الاقتصاد العالمي المتغير في ضوء تطورات التكنولوجيا وتأثيرها على سوق العمل، كما تحدث خلال أعمال القمة البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس».

مناقشاً حجم التغيرات الكبيرة التي تنتظر اقتصادات العالم في المستقبل، وأحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي تناول في كلمته تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك، وتطوير مجالات عمل الحكومات لإحداث حراك عربي ينعكس إيجاباً على المنظومات الإدارية، ويعزز جاهزية الحكومات للمستقبل، بينما تناول جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تعزيز أطر الشراكة على مستوى حكومات دول مجلس التعاون، لضمان بناء وتهيئة بيئات عمل حكومية حاضنة ومحفزة للمواهب، وبناء منظومة المهارات المستقبلية لرأس المال البشري.

80 اتفاقية

وشهدت دورة العام 2023 من القمة العالمية للحكومات توقيع 80 اتفاقية ثنائية، من أبرزها اتفاقية تعاون ثنائي لتبادل الخبرات والمعارف في تحديث الإدارة الحكومية بين حكومتي الإمارات وجورجيا، وذلك ضمن شراكات برنامج التبادل المعرفي الحكومي، وإطلاق شراكة بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية رواندا.

إضافة إلى اتفاقية تفاهم وتعاون بين حكومة دولة الإمارات وشبكة حلول التنمية المستدامة «SDSN» التابعة للأمم المتحدة، في مجال تعزيز جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

كما شهدت القمة إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، «مؤشر دبي للجاهزية للمستقبل»، الذي يستهدف تقييم استعداد الجهات الحكومية في دبي للمتغيرات والتحديات، وتحديد الفرص المستقبلية وفق 5 محاور رئيسية، و66 مؤشراً فرعياً.

بينما أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «UNIDO»، ودائرة الصحة في أبوظبي، والقمة العالمية للصناعة والتصنيع «GMIS»، تعاوناً مشتركاً هادفاً لإنشاء مركز «UNIDO» الدولي لجاهزية الصناعة في دولة الإمارات.

كما شهدت القمة مبادرة عالمية بقيادة دولة الإمارات، وبالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وشركائهما الدوليين، تهدف إلى زيادة الوعي وبناء القدرات البحثية العالمية لجهات إنفاذ القانون للتصدي للجرائم التي تؤثر في البيئة.

جوائز عالمية

وقدمت القمة العالمية للحكومات 7 جوائز عالمية، مُنحت تقديراً لوزراء الحكومات وممثلي القطاع الخاص والمبتكرين والمبدعين، لإسهاماتهم الاستثنائية في بناء مجتمع أفضل للبشرية. من ناحية أخرى، شهدت القمة إطلاق 20 تقريراً معرفياً للعام 2023، تركز على أهم الممارسات التي تؤثر في حياة الأفراد حول العالم.

إضافة إلى العديد من المبادرات، منها «جائزة تحدّي الجامعات العالمية لاستشراف حكومات المستقبل»، التي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في تمكين جيل الشباب من صناعة المستقبل، وتحفيز المواهب والعقول من كل أنحاء العالم على ابتكار آليات للعمل الحكومي تسهم في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البشرية.

22 منتدى عالمياً

وفي إطار القمة عُقد أكثر من 22 منتدى عالمياً، بحثت أهم التوجهات العالمية المستقبلية في عدد من القطاعات الحيوية الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان، وركزت على وضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور، من بينها: «منتدى البيانات العالمي»، و«منتدى تبادل الخبرات الحكومية»، و«المنتدى العالمي لتكنولوجيا وسياسات المناخ»، و«منتدى مستقبل التعليم»، و«منتدى مستقبل العمل».

كما احتضنت القمة العديد من الجلسات، من أبرزها «جلسة مستقبل السياسات»، و«مدن المستقبل»، و«مستقبل العمل والتعليم»، و«تكنولوجيا المستقبل والأمن السيبراني»، فضلاً عن عدد من اجتماعات الطاولة المستديرة والفعاليات المصاحبة.

التحديات والفرص

وقد عرضت القمة العالمية للحكومات مجموعة واسعة من التحديات والفرص والتوجهات المستقبلية، ضمن جلساتها ومنتدياتها التي تحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء ورؤساء المنظمات والهيئات الدولية ورؤساء الشركات العالمية وصناع المستقبل.

حيث سعت إلى وضع الحلول المبتكرة لتلك التحديات عبر خطط استراتيجية تسهم في توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل، استناداً إلى أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية، بهدف العبور إلى مستقبل أفضل وأكثر تطوراً ورخاءً وأمناً في مختلف القطاعات.

وتناول المتحدثون خلال القمة ملامح التجارب الحكومية في دولهم، وآفاق التعاون بين حكومات العالم للوصول إلى رؤية مشتركة تسهم في بناء مستقبل أفضل للدول والشعوب، حيث توزعت محاور الكلمات الرئيسية والجلسات على عناوين عريضة، تشمل تحديات التنمية المستدامة، وقضايا المناخ، والسياسات المالية العالمية وآفاق الاقتصاد الدولي، ومستقبل الرعاية الصحية.

تجارب حكومية

وشارك في جلسات القمة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، حيث ألقى كلمة تحدث فيها عن تجربة الإمارة ضمن منظومة وتوجهات دولة الإمارات، متناولاً أهم عوامل نجاحها وتميزها.

وشارك سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، في القمة، مستعرضاً برامج وملامح التنمية في الإمارة، والدور الذي تؤديه المؤسسات الحكومية لتطوير الخدمات وتحسين جودة الحياة، وألقى سموه الضوء على أبرز الإنجازات التي تحققت من مستهدفات الخطة الشمولية لإمارة الفجيرة 2040.

وتحدث الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، عن قيم المجتمع الإماراتي العريقة وقوة الترابط بين أبنائه، ودور ذلك في بناء دولة الاتحاد القوية والوصول إلى مكانة عالمية مرموقة، وامتلاك القدرة على صياغة مستقبل أفضل، والمشاركة الفعالة مع العالم في بناء الحضارة الإنسانية.

كما شارك معالي محمد بن عبدالله القرقاوي في عدد من الجلسات، منها جلسة حوارية بين معاليه وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تويتر وسبيس إكس وتسلا، كما شارك معاليه في جلسة تحت عنوان «الحكومات والنظام العالمي المتغير»، مع راي داليو، المؤسس لـ Bridgewater Associates.

وشارك معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيّن لـ«COP 28»، في القمة، متحدثاً عن استعدادات الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب 28».