طالب المؤرخ المصري بسام الشماع، باعتبار لعبة الأولمبياد ذات أصول مصرية.
وبعد انتهاء الألعاب الأولمبية التي جرت في طوكيو، لا يزال هناك حديث حول أصل هذه التظاهرة الرياضية، فالمعروف أن الأولمبياد ذات أصل يوناني وأنها رياضة مستلهمة من الألعاب الأولمبية القديمة التي كانت تعقد في أولمبيا باليونان من القرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي. وفقا لسكاي نيوز.
ويقول بسام الشماع، إن "المصريين القدماء هم أصحاب أول فكرة للمنافسات بين اثنين في الرياضات، وكانت الصور تظهر أن المتنافسين الاثنين مختلفين في الشكل عن بعضهما، مما يجعلنا نرجح أن هناك مصريين يتنافسون مع أجانب، وهي نفس فكرة الأولمبياد التي لم تكن يونانية الأصل".
ويتابع، "الأولمبياد أصلها مصري، واليونانيون القدماء اعترفوا بتأثرهم بالمصريين وأخذوا العلم منهم، وبعدهم المسلمين أخذوا العلم عن اليونانيين، وهذا التأثر اليوناني بمصر جعلني أطالب اللجنة الأولمبية المصرية ووزارة الشباب والرياضة بالتقدم بطلب رسمي حكومي إلى منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)، ومنظمة الإسيسكو (منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة)، يتضمن إثبات حق الملكية الفكرية للمصريين كأول من لعب بالمنافسات الرياضية".
ويضيف، "في مقبرة بني حسن بالمنيا هناك جبل توجد به 49 مقبرة منحوتة قديما، وفي المقبرة رقم 15 إذا نظرت على الجدران الموجودة من الدولة الوسطى قبل 4 آلاف عام، توجد مناظر ملونة لممارسة لعبة المصارعة، ولقطات تظهر التدريبات الرياضية للمصريين".
ويشير الرجل إلى أن "المناظر تميزت بتلوين أحد المتصارعين باللون الأحمر الفاتح والثاني باللون الأحمر المائل للبني، إضافة إلى صفوف تمثل قتال ومهاجمة حصن من الحصون، وتفسير اللونين كما تؤكد وزارة الآثار المصرية، هو وجود ملابس مختلفة للمصارعين، لكن الفنان الذي رسم اللونين المختلفين حاول إظهار طبيعة حركة أعضاء المصارعين بشكل واضح، كما يظهر أنهم من سن الشباب".
ويستطرد: "كانت قواعد المصارعة تشمل مسك اللاعب لخصمه من رقبته بيده اليمنى بشكل يشبه الجودو أو المصارعة الرومانية، وينزل بعنقه، والغرف الموجودة في مقبرة بني حسن بالمنيا على حائط في الجبل، مرسومة بألوان تظهر 220 حركة مصارعة".
ويلفت إلى أنه كان يشترط للفوز أن يلمس المغلوب الأرض من 3 نقاط في جسده، ولمس أكتاف للفوز، وهو نفس التقليد الذي أخذته المصارعة الإغريقية فيما بعد، وانتقل للحضارة الرومانية، مما يجعل التسمية الأقرب لها هي المصارعة المصرية القديمة، وليست الرومانية، على حد قوله.
ويشير بسام الشماع كذلك إلى أنه "توجد في المقبرة رسومات لرمي السهام مع وجود كلب للصيد، وكان لزاما على الملك لعب لعبة لإصابة الهدف من المنتصف، وكان يتفاخر الملوك بقدرتهم على خروج السهم من الهدف من الناحية الأخرى، خاصة لو كان الهدف مصنوعا من النحاس وليس الخشب".
كما توجد مناظر تتعلق بالقتال باستخدام العصي، وهي اللعبة التي أصبحت "سلاح الشيش" (مبارزة السلاح) بعد ذلك، إذ يمكن رؤية مناظر لجنود يتدربون على القتال بالعصي والدروع والسهام، وفيها منظر لشخص سقط على الأرض.
ويبين المؤرخ المصري أنه هناك في مقبرة أخرى لعبة تشبه قليلا "الهوكي"، ففي مقبرة ببني حسن تسمى خيتي يوجد منظر لاثنين من اللاعبين في رياضة سماها المصري القديم "محا"، تعتمد على أن يمسك كل شخص بعصا معقوفة في آخرها، مثل عصا الهوكي، والجزء المعقوف في نهاية العصاية به طوق، بحيث تتشابك العصا مع عصا المنافس، وكل لاعب يحاول تخليص عصاه من المنافس وتخليص الطوق من زميله، وعندما تراها للوهلة الأولى تعتقد أنها تشبه الهوكي، على حد تعبيره.
ويوضح بسام الشماع، أن رياضة الملاكمة كانت موجودة في مقابر بني حسن، لكن دون قفازات، بل تلعب بالأيدي العارية.
ويلفت إلى أن رياضة التجديف كانت موجودة أيضا، لكن ليست في صورة منافسات، إذ وُجدت مراكب طول المجداف فيها 8 أمتار.
كما يؤكد أنه كانت هناك ألعاب للفتيات، حيث تقفز البنت من فوق ظهر الأخرى. كما كانت هناك رياضة "الأيروبكس" وبعض الرياضات الخاصة بالصحة والقوة الجسمانية، تشبه ما يتم في حصص التربية الرياضية في الوقت الحالي.
ويفيد بسام الشماع كذلك بأن الملك كان يجب عليه الجري داخل سور في منطقة دينية لا يحضرها الجمهور، ويجب أن يجري بين رمزين لإثبات أنه يؤمن حدود البلاد، وقدرته الصحية ومرونته الرياضية، وإمكانية تحركه من جنوب مصر لشمالها.
كما كان الملك رمزيا يحارب ثورا ويهزمه، ويرتدي ذيل الثور كأنه يقول إنه "الثور القوي"، وكانت هناك رياضة صيد الأسود وكان الملوك يفتخرون بصيد العدد الأكبر من الأسود.
وينوه أيضا المؤرخ المصري إلى أن رياضة الفروسية كانت موجودة، حيث يوجد منظر لمصري على ظهر حصان من غير سرج، ويمسك حبلين يتحكم بهما بالحصان، مما يدل على مهارة عالية في قيادة الحصان.
ويقول حول الكرة: "كانت هناك كرات وجدناها لكن لم نجد منظرا لكرة القدم في مصر القديمة، وقد نجد اكتشافا لذلك مستقبلا، لكن كانت الكرات تصنع من القماش وتغطى بطبقة جلدية ملونة، وأحجامها ما بين كرة الغولف وأحجام أكبر".
ويضيف أنه بالنسبة للألعاب الذهنية كانت هناك لعبة اسمها "سنت"، وهي كلمة تعني العبور أو الاجتياز، وكانت نفرتاري زوجة رمسيس الثاني تلعب هذه اللعبة التي توجد بها مربعات وتماثيل صغيرة، لكنها لم تكن شطرنج.
ويقول: "كانت تُلعب بشكل فردي، وهي أقرب للطقس الديني الذي يتطلب ممن يمارسها والنجاح فيها تحقيق طقس معين. كما كانت هناك لعبة النرد، مثل الزهر الموجود في الوقت الحالي، وكانت هناك لعبة تشبه الليدو ولعبة تشبه السيغا".
وفيما يتعلق بألعاب الأطفال، يقول المؤرخ المصري بسام الشماع إنه كانت هناك لعبة "شد الحبل"، مضيفا: "في مقبرة ماري روكا بمنطقة سقارة بجانب هرم الملك تتي، توجد لعبة تشبه لعبة شد الأيادي، وهناك لعبة الدوامة، حيث يشد طفلين يدي بعضيهما، كما كانت توجد لعبة المتاهة، وأعداد غير طبيعية من الألعاب والرياضات التي ابتكرها المصري القديم".