أفادت التحقيقات بخصوص إلقاء آلاف الجرعات من لقاحات كورونا بجوار ترعة في مصر عن روايتين متضاربتين، حيث واصلت النيابة الإدارية بمركز بني مزار، بشمال المنيا، تحقيقات موسعة مع 7 أفراد من الأمن الخاص بمخازن الأدوية في المنيا.
وأفادت التحقيقات بوصول السائق إلى مخازن الأدوية بمدينة المنيا في حالة ارتباك، محاولا إثارة مشكلة مع أفراد الأمن، الذين أكدوا على أنه تم احتواؤه، ولم يخوضوا أي شجار معه.
وشددوا على أن عملية تفريغ الأمصال من السيارة لم تتعد 30 دقيقة، أعقبتها مغادرة السائق موقع المخزن متوجها إلى القاهرة.
كما تم التحقيق مع صيدلي وأمين مخزن، بتهمة الاختلاس والإضرار العمد بالمال العام، وتورطهما في واقعة العثور على اللقاحات الملقات.
وكشفت التحقيقات تضارب أقوالهما حول وجود عجز بالمخازن بواقع 18400 عبوة، وقد تم العثور على 13412 عبوة ملقاة إلى جانب قناة مائية في أبشاق، منتهية الصلاحية، لوجوب حفظها في درجات تبريد محددة، وتعرضها للعوامل الجوية التي أثرت على كفاءتها وفعاليتها، وفقدت كمية أخرى تقدر بـ 4988 عبوة من المخازن.
وتوصلت التحقيقات إلى أن الكمية الملقاة تسلمها صيدلي مفوض من مديرية الصحة بالمنيا من هيئة المصل واللقاح بالقاهرة ضمن كمية أخرى، وقدمها إلى قائد سيارة تابعة لوزارة الصحة لنقلها إلى أمين مخازن المديرية، دون أن يستقل السيارة.
فسلمها قائد السيارة المذكور إلى أمين المخازن وأودعت بالثلاجات المخصصة لها دون حصرها، في ظل غياب الصيدلي المفوض بالتسليم والتسلم وفق المصري اليوم.
وتوصلت تحريات الشرطة إلى أن الإهمال الجسيم من الصيدلي وأمين المخازن هو ما ترتب عليه كمية العجز بالمخازن، فأمرت النيابة العامة بضبطهما وقائد السيارة، وخاطبت النيابة العامة شركات الاتصالات المختصة للاستعلام عن المحادثات الصادرة والواردة عبر هواتف المتهمين الثلاثة ونطاقاتها الجغرافية.
وبضبط المتهمين الثلاثة واستجوابهم فيما نسب إليهم من اختلاس وإضرار عمدي بالمال العام أنكروا، وتباينت أقوالهم حول روايتين، الأولى أن مجهولين حائزين أسلحة نارية قطعوا طريق قائد السيارة المحملة بالعبوات وسرقوا كمية منها، وقدم تسجيل لمحادثة بين الصيدلي وقائد السيارة تدليلا على تلك الرواية، والثانية أن مجهولين سرقوا تلك الكمية أثناء تواجد قائد السيارة بأحد المقاهي، وفي الحالتين لم تتلق وزارة الصحة إخطارا بواقعة السرقة حتى العثور على الكمية الملقاة.