أفادت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ذا لانست بلانيتري هيلث" الطبية، أن الأطفال الذين يكبرون وهم يلعبون في "بيئات طبيعية غنية" في الهواء الطلق يظهرون تطوراً أفضل على العموم.
وكانت أبحاث سابقة قد أشارت إلى أن العيش في المساحات الخضراء كالغابات والمتنزهات والحدائق يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الطفولة المبكرة، لارتباطه بانخفاض المشكلات السلوكية وزيادة الانتباه والذاكرة العامة والأداء الأكاديمي الإيجابي.
فعادة ما يؤثر العيش في المناطق الحضرية الصاخبة والمزدحمة على صحة الأطفال، لأنه قد يتسبب في زيادة التوتر واضطرابات النوم.
وفي بحثهم، درس الباحثون 27372 طفلاً في فانكوفر بكندا منذ ولادتهم حتى سن الخامسة في محاولة لفهم تأثير الطبيعة على التطور المبكر.
وأظهرت نتائج دراستهم أن جميع الأطفال، بمعزل عن نسبة تعرضهم إلى المساحات الخضراء، تطوروا بشكل جيد من حيث المهارات اللغوية والقدرات المعرفية والمهارات الاجتماعية.
وقد نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن المشاركة في أعداد الدراسة، انغريد جارفيس، قولها: "لكن ما يثير الاهتمام هو أن الأطفال الذين عاشوا في مناطق سكنية تمتاز بمزيد من النباتات والبيئات الطبيعية الأكثر ثراء، أظهروا تطوراً عاماً أفضل من أقرانهم الذين عاشوا في مساحات خضراء أقل".
وقال الباحثون إن الآباء الذين يعيشون في المدن وبلدات مزدحمة يمكنهم محاولة مكافحة التأثير السلبي لمستويات عالية من تلوث الهواء من خلال اصطحاب أطفالهم بانتظام إلى المساحات الخضراء المحلية. وأضافوا إن أشجار الشوارع والمتنزهات والحدائق العامة "مهمة بشكل أساسي" للحد من الآثار الضارة لتلوث الهواء والضوضاء.
وقد علقت الطبيبة المشاركة في الدراسة، ماتيلدا فان دن بوش، على النتائج بالقول: "يمكن أن يستفيد الجميع من الوقت الذي نقضيه في الطبيعة، ولكن إذا أردنا أن يحصل أطفالنا على بداية جيدة، فمن المهم توفير بيئة غنية من خلال الاتصال بالطبيعة"، مؤكدة أن: "الوصول إلى المساحات الخضراء منذ الصغر يمكن أن يساعد في ضمان نمو اجتماعي وعاطفي وعقلي جيد بين الأطفال".