اكتشف العلماء على ساحل هولندا، حصناً رومانياً كبيراً، أنشأه الإمبراطور كاليغولا، ويُعتقد أنه لعب دوراً رئيساً في الغزو الروماني الناجح لبريطانيا في عام 43 ميلادي. 

وتشير الأبحاث إلى أن فيلقاً رومانياً من عدة ألوف من الجنود المتأهبين للمعركة، كان متمركزاً في فيلسن، على بعد 32 كيلومتراً من أمستردام، على ضفاف أحد روافد نهر الراين. 

وقد نقلت صحيفة «غارديان» البريطانية، عن عالم الآثار، آريين بوسمان، قوله إن الأدلة تشير إلى أن فيلسن كانت أكبر قلعة للإمبراطورية، وكان قد تم بناؤها لإبعاد القبيلة الجرمانية المعروفة باسم «شوسي»، في وقت كانت القوات الرومانية تستعد للعبور من فرنسا إلى الشواطئ الجنوبية لإنجلترا. 

لكن الإمبراطور كاليغولا، الذي أنشأ المعسكر الحصن خلال 12 إلى 41 ميلادي، قُتل، فقام الإمبراطور كلوديوس الذي خلفه في عام 43 ميلادي، بتطوير الحصن، واستغلاله في غزو بريطانيا. 

وفي هذا السياق، أعلن بوسمان، عن العثور على ألواح خشبية أسفل برج المراقبة، أو بوابة الحصن، تم تأريخها شتاء 42/43 ميلادي، في المرحلة التي سبقت غزو إنجلترا مباشرة. 

وكان أول دليل على وجود حصن روماني في فلسن شمالي هولندا، في عام 1945. ومع توالي أعمال التنقيب، تم الكشف عام 1972، عن حصن أقدم منه، أطلق عليه «فلسن 1»، على بعد بضعة أمتار، يُعتقد أنه بُني بين 15 إلى 30 ميلادي، قبل أن يُهجر في أعقاب تمرد قبيلة جرمانية أصلية على سواحل هولندا. ويقال إن كلوديوس أمر جنوده بهجران «فلسن 1» في عام 47 ميلادي، والتراجع ما وراء الراين.

أما ما أظهرته الاكتشافات الأخيرة في نوفمبر هذا العام، فهو أن مساحة الحصن الأول «فلسن 2»، لم تصل إلى هكتارين فحسب، بل إلى 11 هكتاراً، على الأقل، ولم يكن ممكناً تفسير عدد الأسلحة المكتشفة أيضاً في هذا الحصن، إلا في سياق موقع يحتله عدة ألوف من الرجال.