تقف شاهداً على سيرة ذاتية مأساوية، تحفة فان غوغ الفنية بعنوان "حقل قمح بالقرب من ألبيل"، وأيقونةً تحت مطرقة دار كريستيز للمزادات في نيويورك، حيث تصل التوقعات إلى ما يزيد على 45 مليون دولار. وصنفتها الدار بأنها أهم معروضات القرن العشرين ضمن جلسة المساء للمبيعات. وبقيت هذه اللوحة الزيتية ملكية فردية منذ إبداعها عام 1889، وتجسّد اضطرابات فان غوغ الداخلية وقد رسمها من داخل المصحة التي طلب دخولها في سان ريمي دو بروفنس جنو فرنسا، وشكلت واحدة من عملين فنيين أرسلهما لصديقه جوزيف رولين في مارسيه الفرنسية. وأشار دار كريستيز وفقاً لموقع "نيوز 18"، أن لوحة غوغ هذه تنطوي على كافة الخصائص التصويرية الممثلة لأسلوب الرسام إذ تمت خلال إقامته في مستشفى الأمراض النفسية حيث تبلور نمط ناضج حقيقي للوحات فان غوغ. وقد حوّل العالم من حوله إلى رؤى مذهلة صارخة الألوان صنعتها ضربات ريشة متعمدة الحركة، وضخت زخماً من القوة والتأثير على أقمشة الرسم.
وفي حين شهدت تلك الفترة على تمحور اهتمام فان غوغ حول الطبيعة والرسم، أشارت فانيسا فوسكو، الرئيسة المشاركة لمبيعات القرن العشرين إن اللوحة تشكل ارتباطاً وثيقاً مع سيرة حياة فنسنت التراجيدية، وأعربت عن سعادتها للتمكن من عرض التحفة الفنية في المزاد للمرة الأولى. وتصور اللوحة حقل قمح أخضر غناء وشجرة تتألق بأبهة تؤطرها قمم جبال ألبيل في الخلفية تحت سماء برتقالية اللون.