يعد استهداف مشاهدات الأطفال أحد أهم التجارب الناجحة عبر يوتيوب في السنوات الأخيرة، سواء بمحتوى غنائي أو برامج كرتونية، والدليل على ذلك النجاح الملياري لأغنية «بيبي شارك» والتي جنت من ورائها الشركة المنتجة الملايين، وتابعها الأطفال من حول العالم، ولكن الأطفال أنفسهم مالكي القنوات عبر اليوتيوب حققوا مليارات الدولارات من وراء المشاهدات والإعلانات، والشركات الراعية في السنوات الأخيرة.

ويعد الطفل الأمريكي من أصول آسيوية رايان كاجي أحد أبرز الوجوه الناجحة في سماء اليوتيوب، وهو الذي بدأ في رفع فيديوهاته الخاصة وألعابه منذ أن كان في الرابعة من عمره، وحقق نجاحاً لم يسبق له مثيل ليس بقناة واحدة، وإنما بمجموعة قنوات على يوتيوب جنت قبل أن يتم العاشرة من عمره 31 مليون دولار، من المشاهدات والرعاة لقنواته التي يقترب عدد متابعيها حول العالم من 80 مليون مشترك، ليصبح رايان مليونيراً قبل أن يتم عامه الـ12.

ورايان لا يربح وحده من القنوات التي قامت على وجوده، وإنما لكل فرد من أفراد أسرته قناته الخاصة، التي نشأت على صيت القناة الأصلية لريان، إضافة إلى حساباته على مواقع التواصل الاجتماعية الأخرى مثل إنستغرام وفيسبوك وتيك توك، ليصل مجموع أرباح العائلة من يوتيوب ما يتخطى 100 مليون دولار.

لايك ناستيا

وتلك الأرقام هي من يوتيوب فقط، ولكن الطفل رايان لم تتوقف أرباحه عند اليوتيوب، وإنما يقدم برنامجاً على نيكلوديان الأمريكية، ويتحصل على نسبة من أرباح البرنامج من الرعاة إضافة إلى ما يتقاضاه وفقاً لعقده مع القناة، إضافة لامتلاكه خط ألعاب باسمه ينتج أكثر من 500 لعبة مختلفة.

ولعل بداية رايان في 2011، قد فتحت الباب للعديد من الأطفال ليحذون حذوه في مجال تقديم البرامج، و أحد أمثلة النجاح هي الطفلة الروسية الأصل أنستازيا رادزينسكافا التي انتقلت مع عائلتها من بلدها روسيا في 2018 لتسكن في ميامي الأمريكية، وهناك تبدأ في عمل فيديوهات لتدريبات رياضية مع والدها في باحة منزلهم، وذلك بكاميرات هواتفهم المتحرك، وخلال فترة ليست كبيرة، تخطت 250 مليون مشترك في قناتيها «لايك ناستيا»، الأساسية بالإنجليزية وتملك 108 مليون مشترك، والثانية بالروسية ولديها 160 مليون مشترك.

وبحسبة بسيطة فكل فيديو تنشره أنستازيا عبر قنواتها تتحصل منه على 250 ألف دولار على الأقل من متوسط المشاهدات، ووفقا لـ«سيليبريتي نت وورث»، فأنستازيا جمعت أكثر من 40 مليون دولار من فيديوهات يوتيوب، إضافة لأرباحها من شركات الملابس التي تتخذ منها موديلا لعرض منتجاتها، إضافة لرعاة آخرين يدفعون لذكر أسماء شركاتهم خلال حلقاتها.

ديانا وأوليفر

ونتيجة صداقة الطفلة ديانا وشقيقها أوليفر لأنستازيا، هم أيضاً أسووا قناتهم الخاصة، والتي حققت منذ بدايتها ما يقرب من 70 مليار مشاهدة، وعلى عكس أنستازيا، فديانا وأوليفر كانت بدايتهم دون مساعدة والدهم فلاد، وهم عائلة أوكرانية هاجرت للولايات المتحدة الأمريكية في 2014، ولم يكن الأب راضياً عن فيديوهاتهم في البداية، إلا أن نجاحهم الكبير في فيديوهاتهم الطفولية، جعل الأب راضياً، بل ومنسقا لفيديوهاتهم التي جمعت ما يتجاوز 50 مليون درهم، بخلاف مكاسب العائلة من برنامج كرتوني مستوحى من شخصياتهم يذاع في القنوات الأمريكية، وأرباح أخرى جانبية من الرعاة وشركات الألعاب، وغيرها.