لايزال المجتمع الإماراتي متمسكاً بعاداته وتقاليده العريقة على الرغم من المدنية والمعاصرة والتطور الذي تشهده الدولة ، ولاتزال الأسر الإماراتية تعيش ماضيها، خاصة ونحن نشهد ليلة النصف من شعبان أو ما يطلق عليها "حق الليلة"، حيث تقوم الأسر بشراء الحلويات والمكسرات، ويجتمع الأهالي في المنازل يترقبون حضور الأطفال الذين يتوافدون عليهم من كل حدب وصوب حاملين "خريطة " أي كيسا وكان يصنع من القماش مكتوب عليها " أعطونا حق الليلة" ليملؤوها بكافة أصناف الحلويات، مرددين " أعطونا الله يعطيكم ... بيت مكة يوديكم" مرتدين الزي الإماراتي التقليدي، استعدادا لقدوم شهر رمضان المبارك.

واعتاد أهالي الفريج" الحي" في هذه الليلة والتي تبدأ من بعد صلاة العصر إلى المساء، التزاور وتبادل التهاني والأكلات الشعبية كالخبز والزلابية، واللقيمات والخبيص والهريس وغيرها من الأكلات الشعبية.

جمعة بن ثالث يحدثنا عن حق الليلة فيقول: هذه العادة متوارث عليها من قديم الزمن كانت تبدأ من بعد صلاة العصر إلى المساء ، و لكن في الوقت الراهن وان كان المجتمع لايزال يحافظ على هذه العادات إلاّ ان الكثير من الاختلاف طرأ عليها ، حيث كان في السابق "الفريج " صغيرا والأسر متقاربة وأهل الفريج معروفين ، يجهزون لليلة النصف من شعبان "حق الليلة" من قبل الموعد بأسبوع.

وأضاف كان الأطفال يتجمعون على الأهازيج التي يرددونها في "الفريج" وهم يطوفون المنازل "أعطونا حق الليله وإلا بنذبح العييله"، "عطونا الله يعطيكم بيت مكه يوديكم " ، "جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي" وغيرها من الأهازيج.

أما في الوقت الراهن التطور الكبير التي تشهده أحياء الدولة التي أصبحت كبيرة ومترامية الأطراف غيرت كثيراً من شكل الاحتفال بهذه الليلة.

وأضاف: أصبحت الدوائر الحكومية هي من تقوم باحتفالات ليلة النصف من شعبان "حق الليلة"، إضافة للمؤسسات المعنية بالثقافة وإحياء التراث من اجل إحياء الموروث الشعبي والحفاظ عليه.

والجدير بالإشارة ان ليلة "النصف من شعبان " عادة متعارف عليها في المجتمع الخليجي وإن اختلفت المسميات من دولة إلى أخرى، ففي عمان يطلق عليها " القرنقشوه "، وفي السعودية والكويت "القرقيعان" أما في البحرين وقطر فتُعرف بليلة "الكرنكعوه".