مع إصرار ميليشيا الحوثي على مواصلة الهجوم على محافظة مأرب وتجاهل الدعوات الدولية لوقف القتال وجدت الحكومة الشرعية في اليمن نفسها أمام خيار المواجهة العسكرية.



وإلى ما قبل الهجوم على محافظة مأرب، والذي بدأ منذ نحو عام، أعلنت الحكومة الشرعية موافقتها على الخطة التي اقترحها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بشأن إعلان وقف شامل للقتال وإجراءات إنسانية واقتصادية مرافقة، والتزام واضح بالذهاب إلى محادثات سياسية نهائية، إلا أن ميليشيا الحوثي ردت على ذلك بجملة من المطالب التعجيزية الكفيلة بإفشال أي جهود سياسية، واليوم ومع تبني الإدارة الأمريكية الدعوة للحل السياسي للصراع في اليمن، فإن الحكومة الشرعية رحبت بذلك، وكذلك فعل التحالف الداعم لها بقيادة المملكة العربية السعودية.



ورغم هذه الليونة في الموقف من قبل الحكومة فإن ميليشيا الحوثي قابلتها بتصعيد غير مسبوق وهجوم على مأرب التي تضم نحو مليوني نازح، وقابلت الخطوة الأمريكية بتصريحات مستفزة لم تترك مجالاً للحل السياسي وفرضت الرد العسكري المرشح لأن يتمدد إلى جبهة الحديدة إذا لم يتوقف الهجوم على مأرب ولم تفلح الاتصالات الدولية في إثناء هذه الميليشيا عن هذه الخطوات التصعيدية التي ستنسف فرص السلام بالكامل وفق تأكيدات الأمم المتحدة.



وأشارت الخارجية اليمنية إلى عدم اكتراث ميليشيا الحوثي بالخسائر الكبيرة في صفوفها، ودفعها بأعداد كبيرة من المغرر بهم إلى مأرب، والاستمرار بتجنيد الأطفال وقصف المناطق السكنية بالصواريخ الباليستية، لافتة إلى استهداف ميليشيا الحوثي للمناطق السكنية في الحديدة، موضحة أن ذلك يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات الكثيرة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي منذ التوقيع على اتفاق استكهولم.



وفي موقف يعكس استياء الشرعية من أداء الأمم المتحدة، ذكرت الخارجية اليمنية أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة تعاني من عزلها في مناطق سيطرة الحوثيين وعدم القدرة على القيام بمهامها في الوقت الذي لم تتمكن لجنة تنسيق إعادة الانتشار من عقد اجتماعاتها بعد قتل الميليشيا لضابط الارتباط في الجانب الحكومي عضو اللجنة العقيد محمد الصليحي.



وقالت إن ذلك التصعيد يتزامن مع زيادة وتيرة الهجمات الحوثية على مواقع مدنية في المملكة العربية السعودية، محذرة من خطورة التصعيد الحوثي على مستقبل عملية السلام. واعتبرت التصعيد رسالة سلبية من ميليشيا الحوثي للدعوات التي أطلقها المجتمع الدولي لتحقيق تسوية سياسية في اليمن.



ولأن الحكومة اليمنية تدرك مسؤولياتها تجاه الملايين من شعبها المتواجدين في مناطق سيطرة الميليشيا والذين يعيش غالبيتهم على المساعدات فإنها حرصت على تقديم التنازلات لإنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن غريفيث وتعاملت بإيجابية مع كل دعوات السلام، لكنها لن تفرط بمحافظة مأرب، ودفعت بالآلاف من قواتها من محافظات حضرموت وشبوة لتعزيزات القوات المتواجدة وخوض معركة فاصلة مع ميليشيا الحوثي، وفق ما أكده لـ«البيان» مصدر عسكري رفيع.