أدى الإعلان عن إجراء ممثلي ميليشيا الحوثي محادثات مع المبعوث الأمريكي الخاص باليمن ليندر كينغ إلى حالة ارتباك في صفوف الميليشيا التي تتعمد التلاعب باستحقاقات السلام فتواصل حشد الآلاف من المقاتلين إلى محافظة مأرب، وتجري محادثات سرية مع الخارج.



وعقب الكشف عن تفاصيل المناقشات التي أجراها كينغ مع كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام، عادت هذه الميليشيا للتلاعب فمرة تقول إن المحادثات لم تكن مباشرة. قبل أن تعود لتقول إن المحادثات هدفت إلى إنهاء ما سمّته «الحصار»، وفي آخر المطاف ظهر أحد قادتها ليقول إن المحادثات لم تتوصل إلى نتائج.





تاريخ طويل



ولأن للميليشيا تاريخ طويل من التحايل على كل اتفاقات واستحقاقات السلام فإنها تدعي الرغبة في إنهاء القتال وإحلال السلام، وفي الجانب الآخر تواصل التصعيد العسكري، كما حدث في اتفاق استوكهولم الخاص بمحافظة الحديدة، وإطلاق الأسرى وفتح منافذ مدينة تعز، وهو الاتفاق الذي مضى عليه أكثر من عامين ولم تلتزم ميليشيا الحوثي بتنفيذ أي من بنوده. وعقب الكشف عن ذلك اللقاء ذهبت ميليشيا الحوثي نحو استهداف الأراضي السعودية بصاروخ باليستي وطائرة مسيّرة مفخخة، في هجوم جديد ضمن سلسلة من الهجمات التصعيدية التي تستهدف بها الميليشيا زيادة التوتر في المنطقة وعرقلة كل جهود إحلال السلام وإعادة الاستقرار إلى السلام.



ومع استمرار ميليشيا الحوثي في حشد صغار السن إلى جبهات القتال في محافظة مأرب ناقش الفريق الحكومي المعنيّ بقضايا الأطفال في النزاع المسلح برئاسة نائب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، سمير شيباني، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا جامبا، معوقات تنفيذ خريطة الطريق لمنع تجنيد الأطفال التي صادقت عليها الحكومة اليمنية والرد على الأرقام التي شملها تقرير ممثلة الأمين العام الخاصة بالأطفال والنزاع المسلح.



وفي اللقاء، أشاد المسؤول اليمني بالجهود التي تبذلها المسؤولة الأممية في قضايا الأطفال والنزاع المسلح، لافتاً إلى أن الأطفال كانوا الأكثر تأثراً من الصراع الدائر في اليمن الذي أشعلته ميليشيا الحوثي بانقلابها على الحكومة الشرعية. وتطرق إلى جرائم الميليشيا بحق الأطفال والتي شملت الزج بهم في جبهات القتال واستخدامهم كدروع بشرية إلى جانب انتهاكات أخرى تنوعت بين القتل والإصابة والتشريد والاختطاف دون احترام لحقوق الطفولة والمواثيق والأعراف والقوانين الدولية والمحلية.



وأكد الشيباني أن الحكومة اليمنية تولي ملف حقوق الإنسان والأطفال على وجه الخصوص اهتماماً كبيراً، وأن الحكومة على استعداد للتعاون والعمل بكل الملاحظات التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان.



في الأثناء، جدد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك اتهامه لإيران بالوقوف عقبة أمام مساعي التسوية في اليمن، بالتزامن وتحركات يجريها المبعوثان الأممي والأمريكي إلى اليمن بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.



وأبلغ الوزير اليمني أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط بأن «التدخلات الإيرانية التي تكشفت أكثر بعد وصول المدعو حسن ايرلو إلى صنعاء باتت عقبة في طريق أي تسويات سياسية»، وحولت الملف اليمني إلى «كارت تفاوضي تستخدمه إيران في خدمة مفاوضاتها النووية»، وهو ما يتطلب من كافة الدول العربية، والإطار الرسمي لها المتمثل بجامعة الدول العربية، تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية؛ «من أجل خلق ضغط دولي على إيران لوقف تدخلاتها في قضايا للمنطقة بشكل عام».





معاملة إيجابية



واستعرض بن مبارك وأبو الغيط مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية في ظل المبادرات السياسية الدولية وجهود تحقيق السلام، واستمرار ميليشيا الحوثي الإرهابية في عرقلتها من خلال التصعيد العسكري المستمر بمحافظة مأرب واستهداف المدنيين ومخيمات النازحين. وأكد أن الحكومة تعاملت بإيجابية مع كل المبادرات الداعمة للحل السياسي بما فيها نية الحكومة الأمريكية تكثيف الجهود الدبلوماسية وتعيين مندوب خاص لها للقضية اليمنية.



وبحث بن مبارك مع أمين عام الجامعة العربية كيفية تعزيز العمل العربي المشترك ودور الجامعة العربية في القضية اليمنية وتعزيز الحضور الدبلوماسي الداعم لليمن في المحافل الدولية «في مواجهة التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني بشكل خاص والعربي بشكل عام».