أظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني، وحسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنّ من شأن الحضور العربي في لبنان تخفيف التدخّل الخارجي، إذ ذهب 57 في المئة من المستطلعين على «البيان الإلكتروني» إلى تبني هذا الخيار، مقابل 43 في المئة أشاروا إلى أنّ الحضور العربي سيسفر عن توافق داخلي بين الأطراف اللبنانية. ورأى 70.7 في المئة من المستطلعين عبر «تويتر»، أنّ الحضور العربي سيخفّف التدخّل الخارجي، فيما توقّع 29.3 في المئة أنّ يؤدي الأمر إلى توافق المكوّنات اللبنانية.

وأكّد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، د. جواد الحمد، أنّ لبنان يعاني من احتمالات السقوط والانهيار، لافتاً إلى أنّ أهمية المساندة العربية للبنان تتمثّل في محورين الأول منع الانهيار من خلال إيجاد ثقل سياسي واقتصادي وتحجيم أي تدخلات إقليمية أو دولية، فيما يتمثّل المحور الثاني في ضرورة التوافق العربي من خلال تشكيل لجنة عربية خاصة، وعدم ترك لبنان لدول أخرى تعبث به.

وأوضح الحمد أنّ استقرار لبنان مهم للغاية وله انعكاسات على استقرار المنطقة، مشيراً إلى أنّه وحال انهياره فإنّ نيران الإرهاب ستفتح من جديد، فضلاً عن ازدياد فرص انتقال أي عملية إرهابية من لبنان للأراضي العربية.

وأضاف: «بعد انتهاء الحرب اللبنانية والتوصّل لاتفاق الطائف، تراجع الدور العربي في لبنان على مختلف الصعد سواء الاقتصادية أم السياسية، وزاد التدخل الدولي وتنامت التدخلات الإقليمية خصوصاً من قبل إيران، هذه التدخلات كان لها جذور سابقة وبعضها نمت جذورها لاحقاً».



عراقيل وتحديات

بدوره، أشار المحلل السياسي، د. زيد النوايسة، أنّ الأزمة في لبنان معقدة وعمرها يقارب الخمسين عاماً، مبيناً أنّ طبيعة الاصطفافات الداخلية وارتباط كل طرف مع طرف آخر عربي دولي إقليمي، وغياب العرب عن المشهد منذ زمن بعيد، يغرس العراقيل والتحديات أمام إمكانية التدخل العربي.

وأضاف النوايسة: «لدينا تجربة مهمة للعالم العربي اتجاه لبنان وهي تجربة اتفاق الطائف، حيث نجح العرب بجهد سعودي في دعوة الأطراف اللبنانية والخروج بتسوية سياسية، لكن وبعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، ظهر أن لبنان مقبل على مرحلة خطيرة وأنّه عاد للمربع الأول، لا يمكن ترك لبنان لوحده، واستقراره مهم لاستقرار المنطقة، ويجب تكاتف العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية لدعوة الأطراف اللبنانية إلى التوافق ودعمه بكل السبل».