يقول الضحية منصور الصلوي لـ «البيان» متحدثاً عن فترة اعتقاله من قبل ميليشيا الحوثي في تعز: «لمدة عامين ظللت في معتقلات الحوثي متنقلاً في السجون، ولم تتواصل أسرتي معي إلا بعد 20 شهراً».
يضيف الصلوي (32 عاماً): «كنت أسكن في حارتي بالجحملية شرق تعز وأعمل سائق موتورسيكل لأعيل أسرتي، وفي وقت المغرب اتصل بي أحد جيراني المتحوثين في حارة قريش وقال لي اخرج بيتكم يحترق، وعند وصولي إلى البيت ألقوا القبض عليّ بعربة عسكرية يقودها مشرف الحوثيين بالجحملية ومعه شخص من الأمن الوقائي التابع للميليشيا ونقلوني إلى معتقل مدينة الصالح». وتابع «وضعوني في الدور الأول من عمارة اسمها أصحاب قيفة ورداع، وظللت هناك ثلاثة أيام وحققوا معي لمدة خمس ساعات».
وتابع الصلوي حديثه قائلاً: «كانت أسئلتهم مع من أعمل وأنني مع المقاومة مع اتهامي بأني قتلت حوثيين فأنكرت لأني مدني ولا أعرف حتى استخدام السلاح، ورغم ذلك هددوني بالتعذيب وبالاعتداء على أخواتي وكانوا يشتمون أسرتي».
يهرش الصلوي رأسه خلال حديثه قائلاً: «كنت مع 18 معتقلاً في شقة مظلمة غطيت نوافذها بالحجارة وتبقى فيها شقوق يمر منها خيوط ضوء، واستمرت عملية التحقيق ثلاثة أيام واستخدموا معي التعذيب، فهم يريدون مني الاعتراف بأني داعشي، ورغم ذلك تم نقلي مع سبعة آخرين بتهمة العمالة، معصوبي العينين إلى محافظة ذمار التي وصلنا إليها ليلاً، ووضعوني في سجن معهد الدرب في غرفة مع ثلاثة أشخاص ننام على الأرض بدون فرش وكان الجو بارداً جداً والغرفة متسخة ومظلمة». وأردف الصلوي قائلاً: «وبعد ثلاثة أشهر بدأ التحقيق معي من جديد ست ساعات يومياً ولمدة أربعة أيام مع رش ماء بارد على جسدي والجو بارد جداً، ثم يستخدمون الكهرباء فوق جسمي المبتل، وأشعر حينها أن الموت هو قدري بذلك التعذيب حتى يغمى عليّ ثم يفيقوني بالكهرباء مع استخدامهم للكم على صدري ورأسي والضرب بالعصا، وأيضاً إحراقي بالولاعة في بطني وكسر أصابعي ونزع الأظافر حتى ينفجر الدم، لقد كانوا يقومون بتعليقي في الجدار 12 ساعة يومياً».
لعامين ظل منصور الصلوي متنقلاً بين سجون الميليشيا ولعامين ظلت والدته في متابعة للإفراج عنه، حتى وصلت إلى ذمار ودفعت مبلغاً مالياً كبيراً استلفته من جيرانها وباعت الذهب الخاص بها.