جاء توصيف وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، حول ميليشيا الحوثي بأنها أضاعت فرصة كبرى لإبداء التزام بالسلام برفضها الاجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، دليلاً على نهج الميليشيا إفشال الجهود الدولية للسلام والاستمرار في التصعيد العسكري، وكان لافتاً أن واشنطن أشارت في بيانها أن الحوثيين يساهمون في تدهور الوضع الإنساني في اليمن بمواصلة الهجوم على مأرب.
الأوضاع الميدانية والمعيشية تعكس صحة التقييم الأمريكي الذي جاء بعد سلسلة محاولات من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إبداء حسن النية تجاه الميليشيا، لكن هذا النهج ثبت عدم جدواه وفق ما يعكسه فحوى البيان الأخير الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي السياق الميداني حول مفاقمة الحوثي الأزمة الإنسانية، تحدث سكان وتجار في صنعاء وإب لـ«البيان» عن مضاعفة الميليشيا الجبايات التي فرضتها على السكان وبأسماء متعددة منها الزكاة ودعم يوم القدس والمجهود الحربي، ما تسبب في مضاعفة التجار لأسعار السلع، في ظل وضع يعيش فيه عشرون مليوناً من السكان في مناطق سيطرة الميليشيا على المساعدات مع بروز مؤشرات واضحة للمجاعة في أكثر من منطقة، لكن الميليشيا مستمرة في توجيه كل موارد الدولة نحو الحرب وتواصل إيقاف رواتب مئات الآلاف من الموظفين منذ أربعة أعوام.
تصعيد الهجمات
ولم تكتف الميليشيا بتجويع الساكن بل صعّدت أيضاً من هجماتها حيث إنه وفق مصادر عسكرية في القوات المشتركة اتصلت بها «البيان» فإن الهجوم الجديد الذي بدأ فجر أمس مستهدفاً منطقة الطلعة الحمراء والبلق جاء مع توجيهات مشددة من زعيم الميليشيا بالسيطرة على هاتين المنطقتين مهما كانت الكلفة البشرية، وزودت مجاميع الميليشيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى من نوع زلزال وصواريخ حرارية مضادة للمدرعات، إلى جانب قواعد متنقلة لإطلاق تلك الصواريخ، حيث يسعون لضرب بعض التحصينات والمواقع أثناء تقدمهم.
وذكرت المصادر أن القوات المشتركة التي كانت ترصد تحركات الميليشيا تصدت لتلك المحاولة كسابقاتها، وإن معارك عنيفة كانت سبقت ذلك الهجوم ودارت مع الميليشيا، في العديد من جبهات مديرية صرواح، وتركزت في جبهتي المشجح، والكسارة، رافقها قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الطرفين. حيث دكت مدفعية القوات المشتركة تجمعات وآليات وتعزيزات حوثية، عقب رصدها، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير 3 عربات عسكرية.
معارك عنيفة
وفي جبهة المخدرة خاضت القوات الحكومية معارك عنيفة، امتدت حتى محيط معسكر ماس، كما أحبطت هجمات للميليشيا الحوثية في جبهة العلم، الواقعة شمالي المحافظة. وإن هذه المواجهات، امتدت حتى منطقة حويشيان، الواقعة، شرق مدينة الحزم، في محافظة الجوف. وأدت إلى مصرع وإصابة العشرات.
وأسفرت المواجهات المسلحة عن مقتل وإصابة العشرات وتدمير آليات، واستعادة مدرعة عسكرية.
هذه المواجهات ترافقت ومواجهات عنيفة، دارت في جبهة الجدافر، عقب محاولة هجوم حوثية فاشلة. في حين شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات وآليات حوثية في مناطق مختلفة في محافظتي مأرب والجوف، تكبدت خلالها الميليشيا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
ووسط إصرار الميليشيا على التصعيد ورفض كل مقترحات السلام يأمل اليمنيون أن يتمكن مجلس الأمن الدولي قبل نهاية الأسبوع الحالي من اتخاذ خطوات عملية تردع هذه الميليشيا وتجبرها على العودة لطاولة الحوار ووضع حد لمعاناة الملايين من السكان الذي قدر عليهم التواجد في مناطق سيطرتها.