بالقرب من سوبر ماركت شهير في شارع الزبيري وسط صنعاء. يقف رضوان المسؤول السابق في هيئة الاستثمار عارضاً على المارة بضاعته من أنواع المخلل، حيث اضطر وبعد اربع سنوات على إيقاف ميليشيا الحوثي رواتب الموظفين إلى هذا العمل لتغطية نفقات أسرته. الرجل بلباقته وهندامه لفت أنظار الزبائن وتداول النشطاء صوره في مواقع التواصل الاجتماعي ما ساهم في زيادة الإقبال على المنتج الذي يتم إعداده في منزله ومن ثم بيعه، وأصبح موقعه عند مدخل السوبر ماركت مزار الكثيرين سواء ممن يريد الشراء أو من الفضوليين الذين يريدون سماع قصته.
وإلى ما قبل الانقلاب كان رضوان يعمل مديراً عاماً للشؤون المالية في الهيئة العامة للاستثمار في صنعاء، وهو منصب مهم وكان مصدر دخل جيد لأي شخص يتولى مثل هذا الموقع في أي جهة حكومية، لكنه ومنذ إيقاف ميليشيا الحوثي رواتب الموظفين وتوجيه عائدات الدولة لخدمة مجهودها الحربي أثقلته الديون، فقرر بيع المخلل المحلي المعروف باسم «العشار» حيث إن المنتج لا يحتاج إلى رأسمال إذ تقوم أسرته بعمل المنتج في البيت.
بخبرته في الإدارة الطويلة في الوظيفة يدير رضوان نقاشات مع زبائنه عن جودة ما يبيع ويتحدث عن وظيفته وراتبه الذي فقده وانه اختار هذا العمل بعد أن تراكمت عليه الديون ولم يعد قادراً على توفير متطلبات أسرته.
يقول زايد وهو زميل سابق له في الهيئة العامة للاستثمار، قبل أن يضطرلمغادرة البلاد والاغتراب بعد توقيف رواتب الموظفين «رضوان زميلي في الوظيفة، كان يشغل منصب المدير المالي في الهيئة العامة للاستثمار قبل الحرب وهو محاسب كبير ومؤهل وشارك بدورات محلية ودولية».
ويضيف: يحاول أن يصمد في وجه الظروف وأن يوفر قوت أطفاله عبر مشروع صغير عبارة عن بيع المخلل (العشار) المنزلي، داعياً الله أن يساعده على نجاح مشروعه.
قصة رضوان وهي واحدة من بين آلاف القصص المأساوية الناتجة عن انقلاب الميليشيا الحوثية على الشرعية، ولهذا تداعى الكثيرون لدعمه وحث السكان في العاصمة اليمنية الواقعة تحت سيطرة الميليشيا إلى دعمه وأمثاله من المكافحين ضحية بطش الحوثي.