استغل منظمو رحلات الهجرة غير الشرعية، أجواء العيد، للدفع بقوارب الموت من سواحل تونس وليبيا نحو أوروبا، وفيما أعلن الهلال الأحمر التونسي، فقدان ما لا يقل عن 17 مهاجراً من دول جنوب الصحراء الأفريقية في سواحل جرجيس، بعد غرق المركب المنطلق من زوارة الليبية والذي كان يقلهم في رحلتهم إلى إيطاليا، قالت البحرية الليبية، إن أحد زوارقها التابعة لحرس السواحل، نجح في إنقاذ 99 مهاجراً من الجنسيات الأفريقية، أثناء محاولتهم الوصول إلى شواطئ أوروبا على متن زورق مطاطي.
وأضافت أن هذه العملية الناجحة جاءت في سياق استمرار الجهود الإنسانية والمهام السيادية لحماية السواحل الليبية، وتقديم خدمات البحث والإنقاذ في منطقة المسؤولية الليبية وإنقاذ حياة المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر.
كما تمكنت البحرية الليبية، من انقاذ 51 مهاجراً من الجنسيات الأفريقية كانوا على متن زورق مطاطي نحو السواحل الإيطالية. وشهدت سواحل غرب ليبيا خلال الأيام الماضية، عودة قوية لرحلات الهجرة غير الشرعية، إلّا أنّ وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، خالد مازن، قال إنّ بلاده تخوض معارك كبيرة في مكافحة شبكات تهريب البشر، للحد من تفاقم أزمة الهجرة غير النظامية في البحر المتوسط.
وأضاف مازن في كلمة بالمؤتمر الوزاري لإدارة تدفقات الهجرة بين الاتحادين الأوروبي الأفريقي عبر تقنية الفيديو، إنّ حرس السواحل الليبي حقّق نتائج جيدة في ضبط المهاجرين وإنقاذهم في البحر المتوسط رغم قلة الإمكانيات، مشيراً إلى تقديم الخدمات الأساسية والطبية لكل المهاجرين، تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. بدوره، أكّد رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، أنّ بلاده لن تكون أرض لجوء، مشيراً إلى أنّ مسؤولية الجميع وضع استراتيجية شاملة لمقاومة الهجرة غير الشرعية.
وأضاف المشيشي: عودة ظهور مناطق الصراع، والاضطرابات الاجتماعية، وتفاقم التفاوت التنموي بين الضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط والآثار المدمرة لوباء «كوفيد 19»، أدت إلى ظهور واقع دولي جديد يتسم بظاهرة الهجرة السرية وغير الشرعية.
وتواجه تونس وليبيا ضغوطاً متزايدة من الأوروبيين لتشديد المراقبة على سواحلهما التي تحولت إلى مصدر رئيس للمهاجرين غير الشرعيين، إذ قال حاكم مقاطعة صقلية، نيللو موزوميتشي، إنّه طلب من وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي، حض الحكومتين التونسية والليبية على احتواء تدفقات المهاجرين نحو سواحل الجزيرة في جنوب إيطاليا.