كشفت الاعترافات التي أدلى بها مسؤول خلية زرع العبوات الناسفة في مدينة مأرب عن مدى الفشل الذي وصلت إليه ميليشيا الحوثي في تحقيق أي اختراق على جبهات القتال ولهذا سعت إلى بث الرعب وسط سكان عاصمة المحافظة واستهداف الناقلات التجارية على الطريق الدولي كي تمرر كذبة أنها وصلت أطراف المدينة كما كانت تسعى للترويج لذلك منذ بداية هجومها الجديد على مأرب.



تجنيد



وفي الاعترافات التي أدلى بها مشير القحطاني والذي كان يعمل في ورشة ( لسمكرة ) السيارات قبل أن تنقله ميليشيا الحوثي إلى صنعاء حيث تم استكمال تجنيده وتعليمه على زراعة وتفجير العبوات الناسفة، تظهر المدى الذي وصلت إليه الميليشيا من الإجرام. من جهة استخدام حافلة نقل الركاب التي أعطيت له لنقل المتفجرات بين الركاب والأمر الآخر طريقة التمويه في تشكيل وإخفاء هذه العبوات من خلال استخدام علب زيت السيارات وحشوها بالمتفجرات وأيضاً علب زيوت الطعام الكبيرة حيث تقوم الميليشيا بشق جدار هذه العلب وحشوها بالمتفجرات ومن ثم إعادة إغلاقها بإحكام وهو أمر يجعل المدنيين وصغار السن ضحايا لهذه العبوات إذ بالإمكان العبث بها أو أخذها للاستفادة منها في نقل المياه كما يفعل الكثير من السكان.



مواجهة المخططات



ولكن أكثر ما يستفاد من هذه الاعترافات هو الدور الفاعل لأبناء القبائل في مواجهة هذه المخططات حيث اشتبه أبناء قبيلة عبيدة بسلوك الرجل وعندما أمره عناصر الميليشيا باستهداف ناقلتين كبيرتين للبضائع على الطريق الدولي الرابط بين عاصمة المحافظة وحقول النفط والغاز والأراضي السعودية وقيامه بوضع علبتين من الزيوت المملوءتين بالمتفجرات في مدخل مدينة مأرب ضبط وسلم للأجهزة الأمنية.



وفي المقابل فإن هذه الاعترافات وحسب سكان في مأرب شكلت صدمة لقطاع واسع من أبناء القبائل بأنها كشفت عن مجموعة من أبناء المحافظة يعملون مع جهاز مخابرات الميليشيا ويتولون استقطاب وتجنيد العملاء لهم والإشراف على نقل المتفجرات من مناطق سيطرة الميليشيا إلى وسط المحافظة وعاصمتها تحديداً مستغلين علاقاتهم القبلية ومكانتهم وأيضاً معرفتهم بالطرق الالتفافية التي تجنبهم الملاحقة أو الاعتراض.