استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس، السفير الفرنسي لدى إسرائيل بعد تصريحات «صادمة» لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حول أخطار أن تشهد إسرائيل «فصلاً عنصرياً»، وفق ما أكد متحدث باسم الوزارة. وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي عدّ في لقائه السفير الفرنسي إريك دانون في مقر الوزارة في القدس، تصريحات لودريان «غير مقبولة». وأضاف متحدث باسم الوزارة نقلاً عن وزير الخارجية قوله إن هذه التصريحات «غير مقبولة ولا أساس لها ومنفصلة عن الواقع».

وكان لورديان صرّح الأحد تعليقاً على المواجهات التي اندلعت بين يهود وعرب في مدن إسرائيلية عدة في النزاع الأخير مع غزة، أن «احتمال حدوث فصل عنصري كبير» ما لم يتم التوصل إلى قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل. وقال في مقابلة صحافية مع محطة «ار تي ال» الإذاعية وصحيفة «لوفيغارو» إنها «المرة الأولى التي يحصل ذلك، ما يظهر أنه في حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين ستتوافر مكونات فصل عنصري يستمر فترة طويلة».

وحذر من «خطر وقوع فصل عنصري قوي في حال الاستمرار بمنطق الدولة الواحدة أو إطالة الوضع الراهن. حتى إطالة الوضع الراهن قد تؤدي إلى ذلك».

رد إسرائيل

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنها تتوقع «ألّا يدلي أصدقاؤها بتصريحات غير مسؤولة حتى لا يعزّزوا التشدد والأنشطة المعادية لإسرائيل وتلك المعادية للسامية» في الخارج. ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في هذه التصريحات «درساً أخلاقياً يتسم بالنفاق والتضليل بشأن هذه القضية». وقال نتانياهو «لن نقبل مواعظ منافقة» في هذا الشأن.

وشهدت العاصمة الفرنسية باريس تنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين شارك فيها بضعة آلاف. ومؤخراً اتّهمت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية غير الحكومية المناهضة للاستيطان ومقرها واشنطن، إسرائيل بانتهاج نظام «فصل عنصري»، ما نفته بشدة الدولة العبرية.

جدل حقوقي

وفي جنيف، قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت أمس، إن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة «قد تشكل جرائم حرب»، مشيرة إلى أن حركة حماس انتهكت أيضاً القانون الإنساني الدولي بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وقالت باشيليت إن مكتبها تحقق من مقتل 270 فلسطينياً في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بينهم 68 طفلاً في أحداث العنف هذا الشهر. وأضافت إن أغلبهم سقطوا قتلى في غزة، فيما أسفرت الصواريخ الفلسطينية عن مقتل 10 إسرائيليين.

وكانت باشيليت تتحدث في افتتاح جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب دول إسلامية طالبت بتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم محتملة والتأكد من مسؤولية القيادات. وقالت إن الضربات الصاروخية «العشوائية» تشكل «انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي».

ونددت ميراف إيلون شاهار سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف بحركة حماس باعتبار أنها «تنظيم إرهابي ينزع للإبادة الجماعية» واتهمتها باستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشريةً لإخفاء صواريخها.