منيت ميليشيا الحوثي بانتكاسة عسكرية وسياسية كبيرة في محافظة مأرب ما يمهد لعودة هذه الميليشيا إلى طريق السلام بعد عام ونصف من رفض كل المبادرات والمقترحات.
وذكرت مصادر عسكرية في مأرب لـ«البيان»، أن الميليشيا بدأت باتخاذ وضعية الدفاع في جبهات مديرية صرواح بعد عام ونصف على بداية الهجوم الكبير على المحافظة والذي بدأته مطلع العام الماضي وجددته في مطلع شهر فبراير الماضي، وأن هذه القوات بدأت بزراعة حقول الألغام على طول خطوط التماس في جبهات المشجح والكسارة ما يؤكد استسلام هذه الميليشيا للواقع وعجزها عن تحقيق أي انتصار. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الأعمال التي تقوم بها الميليشيا في غربي مأرب تشابه تلك التي صنعتها في مناطق التماس داخل مدينة الحديدة، حيث شرعت في زراعة حقول الألغام باعتبارها خط الدفاع الأول عن مواقعها، ومن خلفها عمدت إلى حفر خنادق على أن تقوم بعد ذلك بملئها بالمتفجرات، لكنها في المقابل واصلت عملية تجنيد وتحشيد المقاتلين، كما واصلت إرغام السكان في المدن على إرسال أبنائهم إلى ما تسمى «المخيمات الصيفية» وهي معسكرات لغسيل أدمغة صغار السن وتعبئتهم فكرياً، قبل أن يتم نقلهم للتدريب على الأعمال القتالية.
وذكرت أن قوات الجيش ترصد تحركات هذه الميليشيا ومستمرة في استهداف مواقعها، بعد أن امتصت كل الهجمات التي نفذتها طوال الأشهر الخمسة الأخيرة، وتحولت من الدفاع إلى الهجوم، بإسناد من مدفعية ومقاتلات تحالف دعم الشرعية، سواء في جبهات غرب مأرب أم في جنوبها أم في شرق وشمال مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف. ووفق مصادر حكومية فإن الميليشيا تلقت أيضاً خسائر سياسية كبيرة، إذ كانت تظن أن المجتمع الدولي لن يتخذ مواقف جادة من مواقفها الرافضة للسلام ومراهنتها على التصعيد العسكري، لكن المواقف الدولية جاءت معاكسة لتلك التوقعات وأصبح المجتمع الدولي على موقف واحد يحّمل هذه الميليشيا المسؤولية عن استمرار معاناة اليمنيين وخسرت كل التعاطف الذي كانت حصلت عليه في السابق.
إلى ذلك، أكد السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان، أنه بات واضحاً أن معركة مأرب هي معركة إيران في المقام الأول، معركتها التي تفوق معاركها الإقليمية الأخرى، حيث تتوسط مأرب منطقة ذات أهمية استراتيجية هي خاصرة الجزيرة العربية بما فيها من ثروات حاضرة ومستقبلية، وما تمثله من أهمية جيوسياسية، وما الحوثيون في هذه المغامرة سوى مخلب في ذراعها التي تقرر متى تحارب ومتى تتوقف وفقاً لمصالحها الأكبر والأهم.