تشهد الجزائر في هذه الفترة أزمة مياه حادة تزامناً مع دخول فصل الصيف وهو الأمر الذي دفع بالجزائريين إلى شراء حاويات تخزين المياه وعبوات من مختلف الأحجام وهو ما أدى إلى انتعاش مثل هذه التجارة هذه الأيام غير أن اللافت أن الأزمة خلقت ظاهرة جديدة على المجتمع الجزائري وهي تجارة المياه غير المعدنية (مياه الصنابير) التي أصبحت تباع في الطرقات بحسب أحجام العبوات.

ويؤكد الشاب أكسيل ياسين (32 عاماً) وهو من قاطني منطقة بئر مراد رايس (ثلاثة كيلومترات عن الجزائر العاصمة) وجود حالة تذبذب في مياه المنازل بعدما كانت العاصمة الجزائرية تعرف وجود مياه الصنابير 24 ساعة لكن اختلف الوضع الآن إذ تنقطع أياماً وكثيراً ما تكون عودتها فجائية ومن دون موعد محدد. ويقول ياسين وهو صاحب شركة متخصصة في المياه لـ«البيان» إنه فضلاً على الظروف المناخية التي شهدتها البلاد وقلة تساقط الأمطار هذا العام ما تسبب في انخفاض مستوى المياه في السدود فإن أعطالاً فنية على مستوى التوصيلات كان لها الأثر البالغ في استمرار هذه الأزمة موضحاً أن شركته تعمل على قدم وساق من أجل إصلاح جميع الأعطال والمساعدة على حل هذه الأزمة ولو على المستوى الفني.

أما سليمة سماعيل (ربة بيت) وهي من قاطني منطقة رغاية (30 كيلومتراً عن الجزائر العاصمة) فتقول إن أزمة المياه تتكرر غير أن هذه المرة اختلفت من ناحية شدتها أو توسعها إذ شملت مناطق كانت لا تعرف انقطاعاً كما أنها تمتد أياماً وهو ما يشكل مشكلة حقيقية لكل ربات البيوت ولا سيما الأسر الكبيرة موضحة أنها اقتنت خزاناً ذا الحجم الكبير لتفادي انقطاع الماء في بيتها. بدوره يقول الشاب نايت عبدالرحمن خالد (30 عاماً) وهو من قاطني منطقة برج الكيفان (17 كيلومتراً عن الجزائر العاصمة) إن انقطاع المياه في صنابير المنازل تمتد ستة أيام وأحياناً تزيد ما شكل مشكلة حقيقية في الحي الذي يقطن فيه مشيراً إلى أنه اقتنى خزاناً بلاستيكياً ضخماً لوضع حد لهذه المشكلة وخاصة أنه يعيش مع جدته فقط في البيت فيما تعيش شقيقته المتزوجة في الرغاية وأخواه كريمة وفاروق في قرية أقمون التابعة لولاية «محافظة» تيزي وزو (100 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائرية) ولذا فهو الوحيد المسؤول عن توفير مستلزمات البيت والاعتناء بجدته المسنة التي تجاوزت الـ80 عاماً.

وفي حين اتجه معظم الجزائريين إلى اقتناء حاويات تخزين المياه البلاستيكية. وعبوات من مختلف الأحجام لمواجهة هذه الأزمة انتهز آخرون الفرصة لخلق تجارة جديدة وهي بيع مياه الصنابير وفق أحجام عبوات مختلفة في وقت يطالب الجزائريون ولا سيما قاطني المدن الكبرى السلطات بوضع حد لهذه المشكلة التي ازدادت تفاقماً العام الجاري.