تمضي الإدارة الأمريكية في جهودها الدبلوماسية، تمهيداً لحوار ثنائي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، غير أن أحداً لا يمكنه التنبؤ، كم سيستغرق هذا الحوار، وهل سيفضي أخيراً إلى حل الدولتين لشعبين، طبقاً للرؤية الدولية؟
ويرى الشارع الفلسطيني، ضرورة وجود اتفاق على النتائج، والتأكيد على أن هذه الحوارات، ليست بديلاً عن المفاوضات السلمية، التي يُنتظر أن تُستأنف برعاية دولية، وتقود إلى حل الدولتين، بعد تنفيذ كل القرارات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. وهنالك رزمة أخرى من المطالب، نادى بها نشطاء سياسيون فلسطينيون، قبل ولوج الحوارات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي، ويبرز في مقدمها، إجراء حوارات فصائلية، من شأنها ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، استناداً إلى الثوابت الفلسطينية، بما يقود إلى برنامج سياسي موحد، وهذا مطلب أمريكي كذلك.
يوضح المحلل السياسي، هاني المصري، أن المقصود بترتيب البيت الداخلي، هو العمل الجاد على إنهاء الانقسام، واستعادة اللُحمة والوحدة الفلسطينية الوطنية، والاتفاق على ما هو وطني، ويصبّ في مصلحة الفلسطينيين، بعيداً عن المصالح الحزبية والفئوية، والاتفاق على برنامج سياسي أساسه المشاركة، والخروج من دوّامة اللقاءات النمطية والتقليدية.
وفي ضوء ما يعصف بالساحة السياسية الفلسطينية من خلافات ومناكفات وتشظٍ، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمـد النوباني، أن موضوع إعادة الثقة المطروح أمريكياً، يجب أن يبدأ بين الفلسطينيين أنفسهم، مبيناً أن الخلافات الفلسطينية، إذا ما استمرت على هذا النحو، فإنها ستستعصي على أية حلول.
ويرى مراقبون فلسطينيون، أن الحوارات المطروحة مع الجانب الإسرائيلي، لن تجدي نفعاً، ما لم تكن على أرضية صلبة، مؤكدين أن الرهان لتوفير هذه الأرضية، يبقى على الشارع الفلسطيني، لكن هذا يتطلب ترسيخ القناعة لديه، بقيادة وطنية موحدة، وبرنامج سياسي واحد، وقبل كل شيء، احترام إرادته الديمقراطية، ما يستدعي العودة إلى ملف الانتخابات.
توحيد السياسة
وتُجمع قراءات المحللين، على أن قوة الفلسطينيين تتمحور في توحيد ساحتهم السياسية والجغرافية، وتبدأ بالاتفاق على استراتيجية عمل واحدة، وعندها فقط، يمكن للإدارة الأمريكية والأسرة الدولية، أن تمنحهم اهتماماً مكثفاً ومضاعفاً، وأن تسارع إلى إعادة صياغة سياساتها حيال قضيتهم، أما في حال استمرت فرقتهم وخلافاتهم، فلن يجنوا سوى مزيد من الفشل.