«الحمد لله تخرجت من الجامعة وأطمح أن أكون سيدة أعمال»، بثقة لا حدود لها تقول مرفت أمين عبد الواحد النصاري الفتاة اليمنية ذات القدم الواحدة من أصحاب الهمم لـ «البيان».

درست النصاري جزءاً من مرحلتها الابتدائية بنظام المنازل في قرية انبيان في جبل صبر المطل على مدينة تعز.. ولكنها حين كبرت قليلاً أصبح العكاز رفيقها للذهاب والإياب مساعداً لها على التحصيل المدرسي والنجاح في مرحلتها الثانوية المؤهلة لدخول الجامعة.

عانت النصاري كثيراً من الصعوبات، كما عانت من نظرة المجتمع لها كواحدة من ذوي الهمم - حسب قولها - ولكنها تغلبت على كل ذلك وشقت طريقها التعليمي ودقت أبواب الجامعة.

ومثلت الرسوم الجامعية المرتفعة في جامعة خاصة، صعوبة وهماً آخريْن للنصاري، ولكنها كانت تقسو على نفسها بالتوفير من مصروفها اليومي واستلاف والدتها للمال طوال أربع سنوات وحتى تخرج ابنتها.

«ارفع سقف أحلامك للأعلى، أنت خلقت لتعيش لا لتكون ميتاً بجسد يتنفس»، ذلك ما تقوله النصاري بمفردات أخرى «لم يتوقع الكثيرون نجاحي.. ولكنني تمكنت من تجاوز ذلك وكانت إرادتي أقوى من نظراتهم لي كواحدة من ذوي الهمم».

في فرحتها بيوم تخرجها الجامعي، لم تنس النصاري توجيه شكرها الجزيل لوالديها وأخيها ولكل من وقف بجانبها وقوفاً جميلاً ساعدها في تحقيق حلمها الذي حلمت به. وفي يوم تخرجها، كان لسان حال النصاري يتحدث بفرح غامر «كان شعوري جميلاً، نسيت كل التعب، كل السهر وكل الهموم التي صادفتني».