يتطلع اليمنيون بمختلف مكوناتهم وقواهم السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى تحقيق السلام في البلاد ووداع سنوات الحرب ونهاية معاناة الملايين، باستثناء ميليشيا الحوثي التي لا تزال تراهن على القتال وترفض كل دعوات السلام.
وفيما جددت الحكومة الشرعية الالتزام بالسلام والعمل على تحقيقه، وأبدت كامل الاستعداد للتعاون مع المبعوث الأممي الجديد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ميليشيا الحوثي لوقف عملياتها العدائية، كخطوة مهمة نحو إحلال السلام في اليمن، داعياً إلى فتح المطارات والموانئ الحيوية لتدفق المساعدات الإنسانية.
وتضاف الدعوة الأممية إلى دعوات مماثلة أطلقتها الدول الكبرى خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، التي أكّدت ألا خيار في اليمن سوى الخيار السلمي، وأنّ الرهان على التصعيد من شأنه إطالة أمد معاناة اليمنيين، ولن يمكّن الميليشيا من تحقيق أي تقدم في كل جبهات القتال.
عبث حوثي
وفي اتجاه مضاد لهذه الدعوات، تمضي ميليشيا الحوثي في حشد عناصرها وتوجيه كل عائدات الدولة للإنفاق على الحرب، والتخلي عن أي التزامات تجاه السكان في مناطق سيطرتها، سواء فيما يخص رواتب الموظفين أو خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء والخدمات الطبية، إذ أظهر تقرير حديث أن أرباح ميليشيا الحوثي من عائدات بيع الغاز المنزلي التي تصلها من الحكومة الشرعية تقارب 200 مليار ريال سنوياً، استناداً لحسابات دقيقة تعتمد على مصادر وبيانات موثوقة وسعر بيع أسطوانة الغاز في السوق الرسمي والسوق السوداء، وكميات الغاز التي تصل لمناطق الميليشيا يومياً.
معاناة
ووفق التقرير الذي جاء تحت عنوان: «تصعيد النزاع في مأرب والآثار الإنسانية والاقتصادية المحتملة»، فإنّ ما مجموعه 75 شاحنة غاز تغادر من منطقة صافر في محافظة مأرب يومياً، كل منها تحمل 2200 أسطوانة غاز بإجمالي 165000 أسطوانة، حيث تستهلك مناطق سيطرة الميليشيا يومياً 70 في المئة من إجمالي الإنتاج، أي 115500 أسطوانة غاز، و30 في المئة (49،500 أسطوانة غاز) ترسل إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
جهود شرعية
تحاول الشرعية ما استطاعت تخفيف المعاناة عن كاهل اليمنيين وتمكينهم من توفير احتياجاتهم الأساسية وتحقيق السلام في ربوع البلاد، فيما يظل الرهان الحوثي على حاله، الحرب أولاً وأخيراً، دون مراعاة للمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون.
يوماً بعد آخر تثبت الشرعية الحرص على تحقيق السلام تمهيداً للانطلاق نحو البناء والشراكة الحقيقية، وتسعى جاهدة لاستغلال الزخم الدولي الداعم لتحقيق السلام وترجمة ذلك إلى واقع معاش عبر الضغط على الميليشيا وداعميها وإجبارها على الرضوخ للغة العقل وإنهاء الحرب.
نزع ألغام
تمكّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مسام، لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام من انتزاع 1.352 لغماً وذخائر غير متفجرة وعبوات ناسفة خلال الأسبوع الرابع من أغسطس 2021، زرعتها ميليشيا الحوثي في مختلف مناطق اليمن، بما يرفع إجمالي ما تم نزعه منذ بداية مشروع مسام حتى الآن 271 ألفاً و275 لغماً وعبوة ناسفة زرعتها الميليشيا في مختلف مناطق اليمن.