انعقد بالخرطوم، أمس، الاجتماع الأول للجنة وقف إطلاق النار الدائم في دارفور، والتي تترأسها بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، ما يعد الإيذان الفعلي لإنفاذ بند الترتيبات الأمنية المنصوص في اتفاق جوبا لسلام السودان، باعتباره أهم البنود التي يتوقف عليها تنفيذ بقية الاتفاق لا سيما البنود المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين وإكمال عملية التحول الديمقراطي.

وأكد وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم خلال مخاطبته الاجتماع التشاوري الفني الأول لتفعيل لجنة وقف إطلاق النار الدائم في دارفور، أن حشد الدعم الدولي يعد واحداً من أهم المهام ومطلوبات التنفيذ، وكشف في ذات الوقت عن أن عدم التمويل والدعم المالي وقف حائلاً دون تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وظل هو الحاجز الرئيسي الماثل دون ذلك، ولفت إلى التوافق بين الحكومة الانتقالية وأطراف العملية السلمية على العمل لطلب المساعدة التقنية والمادية والمالية من المجتمع الدولي للتنفيذ الناجح لوقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار الدائم ونزع السلاح والتسليح وإعادة الدمج وبناء السلام.

بدوره قال رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس إن الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور لا تزال هشة، مشيراً إلى ما سقط من ضحايا أخيراً، وطالب بالاستعجال في إنفاذ بند الترتيبات الأمنية وقبل ذلك تكوين القوات المشتركة المعنية بحماية المدنيين وحفظ الأمن، مؤكداً دعم بعثته الكامل لإنزال اتفاق جوبا لسلام السودان على الأرض، مضيفاً أن البعثة ستعمل جاهدة مع كل الأطراف من أجل استكمال عملية السلام بإلحاق الفصائل غير الموقعة على اتفاق السلام.

ولفت فولكر إلى تحديات وصفها بالهائلة تواجه السودان خلال المرحلة الحالية ما يتطلب الإرادة الكافية لتجاوزها، وأضاف «يترتّب على السودان قطع أشواط كبيرة للتمكّن فعلياً من تحقيق السلام والاستقرار والتنمية».

من جانبه أكد رئيس اللجنة العسكرية العليا للترتيبات الأمنية اللواء علاء الدين عثمان في تصريح لـ«البيان»، أن الاجتماع الفني للجنة الوقف الدائم لإطلاق النار يمثل أولى خطوات التعاون والتنسيق فيما بين بعثة يونيتامس واللجنة العليا للترتيبات الأمنية، واعتبره خطوة البداية الحقيقية لإنفاذ بند الترتيبات الأمنية باعتبار أنها أهم خطوة في إنفاذ اتفاق جوبا لسلام السودان، وقال إن الأيام المقبلة ستشهد عقد ورش ميدانية في ولايات دارفور الخمس لتدريب عناصر لجنة وقف إطلاق النار الدائم واللجان القطاعية هناك.