من فن التمثيل أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح، إلى تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان المغربي، تتجه الممثلتان فاطمة الخير وكليلة بونعيلات الفائزتان بمقعدين برلمانيين عن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي اكتسح نتائج انتخابات الثامن من سبتمبر مقابل هزيمة مدوية لحزب العدالة والتنمية.

وبعد تجربة فنية ثرية انطلقت منذ 30 عاماً، تقدمت خير لخوض الانتخابات كمترشحة ضمن القائمة الجهوية للنساء في دائرة الدار البيضاء سطات (وسط غرب)، بينما نافست بونعيلات على مقعدها في دائرة سوس ماسة (وسط) بعد 20 عاماً من بداية مشوارها الفني. وحصلت الممثلتان على تزكية التجمع الوطني للأحرار (ليبيرالي) لتخوضا المنافسات ضمن قائمته النسائية، وفازتا بمقعدين لتكونا أول ممثلتين تدخلان قبة البرلمان، وكان أول ممثل مغربي يصل إلى البرلمان هو نجم السينما والدراما ياسين أحجام في انتخابات 2011 عندما ترشح عن حزب العدالة والتنمية.

أما أول مطربة مغربية تفوز بمقعد برلماني فهي نجمة الغناء الأمازيغي وعازفة الرباب والشاعرة فاطمة تبعمرانت (59 عاماً)، وكان ذلك في يونيو 2011 عندما ترشحت عن القائمة النسائية للحزب ذاته أي التجمع الوطني للأحرار.

ورحب الفنانون المغاربة بوصول زميلتيهم فاطمة خير وكليلة بونعيلات إلى قبة البرلمان، واعتبروا ذلك فتحاً مهماً للعاملين في القطاع الفني والثقافي، وتعبيراً عن قدرة المبدعين على خوض غمار المشهد السياسي بكفاءة عالية ونيل ثقة الشعب في الاستحقاقات الانتخابية.

وأكدت خير أن نجاحها يعود إلى ثقة الناخبين فيها وفي برنامج حزبها، وأنها ستعمل خلال السنوات الخمس المقبلة على أن تكون صوت الشعب، ولا سيما أبناء دائرتها والوسط الفني والثقافي الذي تنتمي إليه، فيما وعدت بونعيلات أن تؤدي رسالتها على خير وجه، سواء في تمثيلها للفضاء القروي أو للساحة الفنية.

وفاطمة خير من مواليد العام 1968 بمدينة الدار البيضاء، ومتزوجة منذ العام 2001 من الممثل سعد التسولي، ولهما بنت وهي آية (14 عاماً) وولد وهو يحيى (4 أعوام)، وكانت بداية بروزها في الدراما التلفزيونية في العام 1988 من خلال مسلسل «وفاء»، وفي السينما كان أول أفلامها «سارق الأحلام» في العام 1994 و«نساء.. نساء» في العام 1997، وشاركت في عدد من الأفلام من بينها «ياقوت» و«سعيدة» و«قسم رقم 8» و«الأجنحة المتكسرة» و«الركراكية» و«عقاب».

وحققت فاطمة الخير نجومية لافتة في عدد من الأعمال الدرامية، وعرفها جمهور التلفزيون كمقدمة لعدد من البرنامج من «أسر وحلول» وبرنامج «للا العروسة» بالقناة الأولى.

وقبل فوزها بالمقعد البرلماني، تقلدت فاطمة منصب نائبة الرئيس داخل الفدرالية المغربية للفنانين التجمعيين، والتي تأسست داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، كمنظمة موازية للهيئة السياسية، وأوكل إليها مهمة العناية بقضايا الفن والثقافة.

أما الممثلة كليلة بونعيلات فهي من مواليد العام 1981 بمدينة طاطا جنوب شرق البلاد، وفازت بمقعدها عن دائرة مدينة أكادير الساحلية، الواقعة على بعد 520 كلم جنوب العاصمة الرباط، ومتزوجة من المخرج والمنتج إبراهيم شكيري، وكانت بدايتها في عالم الفن عن طريق الصدفة في العام 2004، عندما تلقت أختها التوأم «دمنة» دعوة للعمل في أول عمل فني وهو شريط تلفزيوني، وشاءت ظروف سفر «دمنة» إلى خارج المغرب أن تدفع بكليلة إلى تعويضها، لتحقق نجاحاً مهماً سرعان ما تدعم بتفوقها في مسلسل «يومية مدرسة» على قناة الرابعة.

وسنة 2007 صورت فيلماً جديداً «فنيدة»، كما قامت بدور البطولة في أول فيلم ناطق باللهجة الحسانية «أربعة حجرات»، وانطلقت بعد ذلك في العديد من الأعمال الفنية كالمسلسل الرمضاني «إلى الأبد»، ثم «كريمة»، والمشاركة في الفيلم التلفزي «رحيمو»، ثم «انتقام»، و«انفصام»، كما لعبت في السينما دور البطولة في فيلم «دموع من فضة» للمخرج مراد بوسيف، ثم فيلم «الطريق إلى كابول» لزوجها المخرج إبراهيم الشكيري، والذي لقي نجاحاً كبيراً.