يبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبورغ، جولة يستهلها بلقاء قيادة الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية، قبل التوجّه للقاء قادة ميليشيا الحوثي، وزيارة عدة عواصم، بهدف الدفع باتجاه إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تصعيد عسكري حوثي غير مسبوق في جبهات محافظة مأرب والساحل الغربي. وتجنّب المبعوث الأممي، الحديث عن رويته لوقف إطلاق النار والذهاب لمحادثات سياسية شاملة، واعداً بدراسة تجارب سابقيه والاستفادة منها في تقديم مقترحات.

تصعيد حوثي

واستقبلت ميليشيا الحوثي تحركات المبعوث الأممي بتصعيد الهجوم على محافظة مأرب، إذ تدور منذ أكثر من أسبوع معارك تعتبر الأشد منذ شهرين، أسفرت عن سقوط مئات القتلى من عناصر الميليشيا. ورافق التصعيد الحوثي في مأرب، تصعيد مماثل في جبهات الساحل الغربي، إذ تستمر الميليشيا في استهداف مواقع القوات المشتركة وسط مدينة الحديدة وفي المديريات جنوب المحافظة، بقصفها مخازن المساعدات الغذائية في ميناء المخا منذ أيام، ما يؤكد مساعيها لإفشال مهمة المبعوث الأممي الجديد.

بدورهم، حذّر شركاء العمل الإنساني في اليمن، الأمم المتحدة من خطورة تخفيض برامج المساعدات وما قد ينجم جراء ذلك من عواقب كارثية. ووجّه الشركاء رسالة لمنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، تضمنت التأكيد على توجه بعض الوكالات للحد من برامجها في مجال الخدمات الصحية وإمدادات المياه بسبب نقص التمويل. وحضّت المنظمات، مكتب الأمم المتحدة على تحمّل مسؤولياته تجاه ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على هذه البرامج والمشاريع الحيوية، مشدّدة على ضرورة زيادة الدول المانحة مساعدتها الإنسانية بالتناسب مع متطلبات برامج المرونة. ولفتت المنظمات إلى أن الشعب اليمني يأمل ويطلب من الدول المتقدمة الضغط من أجل السلام، باعتبار أنه لا يوجد حل مثالي لوقف المعاناة الإنسانية غير وقف الصراع.

وأكدت منظمات المجتمع المدني في اليمن، على بناء شراكات استراتيجية بين المنظمات المحلية والدولية ووكالات الأمم المتحدة من خلال المشاريع طويلة المدى وزيادة عدد الممثلين للفريق القطري من ثلاثة إلى خمسة أعضاء، فضلاً عن زيادة عدد الفريق الاستشاري الإنساني من اثنين إلى خمسة ممثلين، بحيث يتم اختيارهم بشكل نزيه وشفاف من قبل منظمات المجتمع المدني.