بعد ثورة أطاحت رأس النظام في السودان، يعيش هذا البلد مخاضاً صعباً، عنانه إرساء دعائم السلم الداخلي، وإنقاذه من الصعوبات المعيشية التي يرزح تحتها، فيما يدعو كثير من السودانيين إلى القيام بعملية إصلاح شاملة وعميقة، وتحسين الخدمات الضرورية، والاهتمام بمعيشة المواطن السوداني.

رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، قال إن تحقيق أحلام الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة، يتطلب تضافر جميع الجهود، وتجنب الوقوع في مصيدة خطاب الكراهية، الذي يفرق ولا يجمع، ويشتت الجهود نحو حلول جزئية لقضايا يمكن أن تحل بشكل شامل، من خلال التمسك بما طرحته الثورة من شعارات. وأقر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بتعقيدات وانقسامات كبيرة في المشهد السياسي السوداني، بجانب هشاشة في الأوضاع الأمنية، وتنامي خطاب الكراهية، والعنصرية، والجهوية، والقبلية، ما يتطلب عملية إصلاح شاملة وعميقة.

حمدوك أكد خلال زيارة قام بها أمس، لمقر قوات الدعم السريع بالخرطوم، أن إصلاح القطاع الأمني والعسكري، قضية مفتاحية في كل قضايا الانتقال، ومن دونها لا يمكن حل بقية القضايا، بما فيها بناء الدولة المدنية، وقيام الجيش الوطني الموحد. وقال إن للعسكريين دوراً محورياً في سائر القضايا التي طرحتها المبادرة. وأضاف «قضية مثل تشكيل المجلس التشريعي، يتأثر بها المدني والعسكري، وكذلك قضية استقرار الاقتصاد والسلام، وتحقق العدالة والسياسة الخارجية والسيادة الوطنية»، مشيراً إلى أن الفصل بين المدنيين والعسكريين، لا يعدو أن يكون مجرد فصل وظيفي ومهني، بحيث يجب ألا يبدو وكأنه تمييز وتمايز في الحقوق والواجبات.

إصلاح شامل

من جانبه، وصف حميدتي التحديات التي تواجه السودان بالجسيمة، وتتطلب من الجميع - دون تركيز على تقسيم عسكريين ومدنيين- العمل معاً، للقيام بعملية إصلاح شاملة وعميقة، بالتركيز على أهم الأولويات، وفي مقدمها تحسين الخدمات الضرورية، والاهتمام بمعاش المواطن، والعمل على إرساء دعائم السلام، وخلق أرضية مشتركة للجميع من دون إقصاء. واعتبر دقلو مبادرة حمدوك مخرجاً للتأسيس عليه مع استصحاب الأفكار والآراء والمبادرات الأخرى، وحض السودانيين على التكاتف، وتجاوز الخلافات ومواجهة الأخطاء